الجمعة 28 شباط 2025 10:43 ص

التزامن الروحي.. صيام موحد يجمع "المسلمين" و"المسيحيين"


* لبنانيات

يتزامن هذا العام شهر رمضان المبارك مع صوم المسيحيين، في مشهد يحمل رمزية خاصة ومعانٍ عميقة تعبر فوق الفروقات الدينية، مؤكدًا على وحدة الرسالة السماوية التي تجمع بين مختلف الأديان.

الأسباب وراء هذا التزامن

القاضي الشيخ خلدون عريمط، رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام، أوضح أن هذا التلاقي في زمن الصيام يخضع لحركة دوران الشمس والقمر، وهو يحدث كل خمسين سنة تقريباً نتيجة التقاء التقويمين الهجري والميلادي. وأضاف: "هذا العام، بدأ شهر آذار الميلادي مع أول أيام رمضان الهجري، مما يؤكد أننا ننتمي لإيمان واحد ورسالة سماوية واحدة أنزلها الله عبر أنبيائه".

رسالة روحية تتخطى الزمن

من جهته، أشار الأب شكرالله شهوان إلى أن هذه الصدفة المميزة تعكس الروح الإيجابية التي يمكن أن تجمع الشعوب، مؤكدًا أن الصوم ليس فقط امتناعاً عن الطعام، بل هو فرصة للتقرب من الذات والابتعاد عن كل ما يشوه الإنسانية. كما دعا إلى استغلال هذا التزامن لتعزيز المحبة بين مختلف الطوائف.

رمزية لبنانية ووحدة إيمانية

الشيخ عريمط لفت إلى أن هذا التزامن بين الصيام الإسلامي والمسيحي في لبنان يحمل رسالة مهمة تؤكد على وحدة الشعب اللبناني الذي يجمعه عبادة الله الواحد. ودعا القوى السياسية إلى استلهام هذا المعنى لبناء وطن تسوده الرحمة والتعايش بين الجميع.

توحيد الأعياد المسيحية: حلم يتجدد

يشهد هذا العام تزامناً نادراً بين التقويمين الشرقي والغربي للأعياد المسيحية. وأوضح الأب شهوان أن الجهود مستمرة لتوحيد عيد القيامة بين الكنيسة الكاثوليكية والأورثوذكسية، إلا أن ذلك يتأخر لأسباب إدارية تتعلق باختلاف المرجعيات الكنسية.

الاختلافات بين المسلمين في رؤية الهلال

الشيخ عريمط أعرب عن أسفه لتدخل الأهواء السياسية في تحديد بداية الصيام والأعياد لدى المسلمين، مؤكدًا أن رؤية الهلال هي واحدة وفق الفقهاء، ويجب أن تكون معتمدة في كل مكان، خاصة ضمن البلد الواحد.

خلاصة

هذا التزامن النادر بين الصيام المسيحي والإسلامي يعكس وحدة الإيمان فوق كل الاختلافات الزمنية والسياسية. فهل سننتظر نصف قرن آخر لرؤية هذا المشهد الروحي مجدداً، أم أن الشعوب ستأخذ هذا الحدث كدعوة للتلاقي الدائم؟

المصدر : جنوبيات