الجمعة 28 شباط 2025 23:21 م

هذا أنا..!


* جنوبيات

هذا أنا...
حرفٌ من صمتِ القُدس ..
صوتٌ يشقُّ حجارةَ النسيان ..
ظلٌّ لجسدٍ لا يَميلُ ..
 ولا يَهتزُّ ..
رصيفٌ عبرتهُ القنابلُ ..
فابتلعَ الغيمَ ..
 واشتدَّ في الوهجِ...!

***

أنا الجبلُ، والريحُ تعرفُني ..
والشمسُ تحفظُ ..
قسمَ الصمودِ في عينيّ  ..
إن شُرِّدتُ، يَحملُني صوتي  ..
وإن غابَ وجهي ..
تَشهدُني الحجارةُ  ..
تُناديني الأبوابُ العتيقةُ ..
وتَتَكئُ البيوتُ المهدومةُ على اسمي...
أنا الذي لا يَغيبُ...!

***
هذا أنا...

ريحٌ تشدُّ على وترِ الصنوبرِ  ..
زيتونةٌ حَفرت ظلَّها في كفِّ الجَبل ..
نبضٌ يُكملُ في السجنِ ثورتَهُ ..
ودمٌ يُزهِرُ تحتَ الخوذِ المُجنَّحةِ...!

***

تَسألني الطُرقاتُ عن خطايَ ..
وأُجيبُها بِنداءِ الأرضِ:
أنا البذرةُ إن جاعَت الحقولُ ..
وأنا المطرُ إن ضَجَّ الترابُ ..
أنا الذي خَرجَ من النكبةِ حُرًّا ..
يَحملُ الشمسَ في قبضتِهِ ..
ويَنقُشُ وجهَ الوطنِ ..
 على جدرانِ الحلمِ...!

***

أنا الثابتُ  الذي لا يَرحلُ...
لا تكسِرُني الريحُ ..
 ولا تَنساني الشوارعُ ..
وإن سقطتُ، أعودُ من الغيمِ سيفًا ..
ومن الوجعِ سنبلةً ..
ومن القهرِ أرجوحةً للأطفال...!

***

أنا السجينُ ..
الذي يكسرُ  القيدَ بالأملِ..
وأُسمِعُ الزنزانةَ نشيدًا أخضرَ ..
أنا الذي يُعيدُ للأفقِ لونه ..
ويرفعُ المِعولَ فوقَ الركامِ ..
يرسمُ من شمسِ الكرامةِ فجراً ..
ويَكتُبُ بالنارِ رَّسميِ و اِسمي...
الماضيِ والحاضرِّ  والمُستَقبل..
كانَ وسَيبقى ..
فِلسطين..!

المصدر :جنوبيات