الثلاثاء 28 آذار 2017 09:17 ص

اللواء إبراهيم جمع "فتح" و"حماس" والأحمد زار المراجع الدينية


* هيثم زعيتر

أعطت جولات وفدَيْ حركتَيْ "فتح" و"حماس" على القيادات اللبنانية الرسمية والروحية والسياسية والأمنية والعسكرية دفعاً لترسيخ العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، وأيضاً تعزيزاً للعلاقات الداخلية الفلسطينية، التي تتعدّى الساحة اللبنانية إلى مركزية القضية.
ترأس وفد "فتح" عضو لجنتها المركزية والمشرف على الملف الفلسطيني في لبنان عزام الأحمد، وضم: سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات.
وتأسّس وفد "حماس" من نائب رئيس المكتب السياسي الدكتور موسى أبو مرزوق وضم: مسؤول العلاقات الدولية أسامة حمدان وممثل الحركة في لبنان علي بركة.
وتوزّعت الزيارات لتشمل ذات القيادات اللبنانية، وبعضها كان لزيارة أحد الوفدين.
والبارز في تواجد القياديين الفلسطينيين اللذين يتوليان ملف المصالحة الفلسطينية، اللقاء المطوّل، الذي جمع فيه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وفدي الحركتين برئاسة الأحمد وأبو مرزوق، وتخلّله عشاء، واستمر حتى ساعة متقدمة من بعيد منتصف الليل.
وعُلِمَ بأنّ الأجواء الإيجابية طغت على اللقاء، الذي تخلّلته صراحة ومصارحة، في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وفي طليعتها القضية الفلسطينية، والأخطار المحدقة التي تحيط بالمخيّمات الفلسطينية في لبنان، ما يُهدّد الأمن فيها والاستقرار في البلد.
وجرى التأكيد على ضرورة العمل على الإسراع بنشر "القوة المشتركة" في مخيّم عين الحلوة،  واستكمال المصالحة الداخلية الفلسطينية، لإنهاء الانقسام، ووضع آليات لاتفاق المصالحة الفلسطينية، الموقع في القاهرة (4 أيّار 2011)، ومن ثم في "منطقة الشاطئ" في غزّة (23 نيسان 2014)، وما تلاه من لقاءات، موضع التنفيذ، لتمكين "حكومة الوفاق الوطني" من القيام بمهامها في غزّة، وتنفيذ ما تمّ التوافق عليه خلال اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني التي عقدت في بيروت (10 كانون الثاني 2017)، بالإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بين الفصائل الفلسطينية كافة، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، تمهيداً لعقد المجلس الوطني الفلسطيني بشكل متزامن، وانتخاب لجنة تنفيذية جديدة لـ"منظمة التحرير الفلسطينية".
وعلم أنه جرى استعراض النقاط المتعلقة بالورقة التي كانت قد سلمتها حركة "فتح" إلى حركة "حماس" منذ فترة، للمباشرة بتنفيذ بنود ما اتفق عليه سابقاً، وما يتعلق بعدد من القضايا، في طليعتها، قضية الموظفين في قطاع غزّة، الذين قامت "حماس" بتوظيفهم بعد السيطرة على القطاع (14 حزيران 2007) والتي تقرر اعتماد من يكون على رأس عمله ممن كان موظفاً قبل هذا التاريخ أو بعده.
كما جرى التطرّق إلى إعادة إعلان "حماس" تشكيل ما يُسمّى "اللجنة الإدارية لإدارة شؤون غزّة"، والذي يساهم بتعزيز التشرذم والفرقة، ويشكّل خطورة على ما تمّ التوافق عليه سابقاً لإنهاء الانقسام.
وزار الأحمد والسفير دبور وأبو العردات أيضاً، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، يرافقه سفير فلسطين أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات.
ونقل الأحمد إلى الكاردينال الراعي "تهاني رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وتهاني الشعب الفلسطيني في عيد البشارة، وأطلعه على "آخر مستجدات القضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على مقدسات شعبنا المسيحية والإسلامية، وضرورة توحيد الموقف العربي في القمة العربية المقبلة لدعم صمود الشعب الفلسطيني".
وشدّد الراعي على "ضرورة أن نبقى كأمة عربية وكقادة عرب موحدين في قول كلمة الحق في العالم كله، لدعم نضال الشعب الفلسطيني بإقامة دولته، لأن هذا يسهل تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال"، مؤكداً دعمه "صمود الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وإقامة دولة فلسطينية والقدس عاصمتها، وفق ما ترتئيه القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني".
وردّاً على سؤال عن أهمية زيارة البطريرك الراعي الأراضي المقدسة، أجاب الأحمد: "لقد كان الفلسطيني الأول هو السيد المسيح، وعندما زار البطريرك الراعي فلسطين، شعرنا بمواقفه وكلماته في الناصرة وبيت لحم والقدس، وأيضاً بالتحدي الكبير، الذي قام به في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ونحن نؤكد أن كلماته والدور الكبير، الذي يقوم به سواء في الفاتيكان، أو خارجه يشكل دعماً أساسياً، ونحن بحاجة لكلماته وعظاته كفلسطينيين وكلبنانيين".
زيارة المفتي دريان
وخلال زيارة الأحمد ودبور وأبو العردات للمفتي دريان، بحضور الاعلامي هيثم زعيتر، وضع الأحمد مفتي الجمهورية في "صورة الأوضاع في فلسطين والتحديات، التي تواجهها القضية الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومة مشاريعه الاستيطانية بكل الأشكال المتاحة، لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وهوية القدس العربية الفلسطينية ".
وشدّد  الأحمد على "ضرورة قطع الطريق على كل المحاولات الخبيثة، التي تجرى لاستغلال المخيّمات الفلسطينية، وضرب الفلسطيني باللبناني، واللبناني بالفلسطيني من أجل تفتيت أمتنا، وتفتيت الأمن والاستقرار في لبنان امتداداً للمحاولات التي تجرى لتفتيت أمتنا العربية".
...وقبلان
وفي اللقاء الذي جمعه بالإمام قبلان، تم التباحث بـ"الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، ولاسيما التطورات على الساحة الفلسطينية جراء استمرار الغطرسة الإسرائيلية".
وشدّد قبلان على "ضرورة العمل وبذل الجهد لتظل القضية الفلسطينية حية في وجدان العرب والمسلمين باعتبارها القضية المركزية، التي تستدعي ان يتوحد الجميع لنصرة شعبها وإنقاذ مقدساتها والتضامن في مواجهة العدوان والاحتلال الإسرائيلي، الذي يتمادى في اجراءاته التعسفية وحملات الاستيطان والتهويد".
بدوره، قال الأحمد: "ناقشنا سبل مواجهة المؤامرة في المخيّمات، وموقفنا واضح ولن يتغير، ان محاولات إثارة الفتن متواصلة وهناك تركيز في السنوات الأخيرة على لبنان، ونقول يجب التصدي باستمرار لهذه المحاولات، والمحافظة على أمن واستقرار المخيّمات وقطع الطريق على كل الغرباء والأيدي المشبوهة لاستغلال المخيّمات".
وكان الأحمد والسفير دبور وأبو العردات قد التقوا رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة النيابية" النائب محمد رعد، بحضور مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله حسن حب الله.
وتم البحث في تطوّرات القضية الفلسطينية والتحديات التي تواجهها في هذه المرحلة، والعلاقات اللبنانية الفلسطينية وضرورة تعزيزها.  

 

 

 

المصدر :اللواء