الأحد 16 آذار 2025 12:42 م

المقاهي في صيدا تنعش ليالي رمضان


* جنوبيات

تتزين المدن اللبنانية للشهر الكريم، وتتجمل وتستعد وتسهر حتى الفجر على غير عادة لياليها خلال بقية العام.

فمن شمال لبنان إلى جنوبه، تجذب الليالي والأمسيات الرمضانية رواد المقاهي للسهر حتى السحور.
تتميز مقاهي مدينة صيدا في شهر رمضان المبارك بنكهة مختلفة، حيث تحتضن الجلسات العائلية ليدخنوا "النارجيلة"، ويشربوا الشاي، وأنواع العصير والمشروبات الرمضانية من "الجلاب"، و"التمر هندي" و"السوس"، ويتسامروا حتّى السحور، ثم يتناولون مناقيش الصاج بالجبن، أو الزعتر بالزيت أو اللحمة، أو الفول المدمس والحمّص بالطحينة.
لذلك، تعتبر المنقوشة وصحن الفول سيدي السحور الرمضاني الصيداوي بلا منازع.
ويتابعون المسلسلات الرمضانية من خلال الشاشات التي يضعها أصحاب المقاهي لجذب الزبائن.
ما زالت مقاهي صيدا تحافظ على طبيعتها الشعبية، خاصة على الكورنيش البحري ومداخل صيدا القديمة، وهي الملاذ الليليّ للناس خلال شهر رمضان، بعد أن أقفلت معظم الزوايا الصوفية داخل صيدا القديمة أبوابها.
وما يميز مقاهي صيدا الشعبية، أيضاً، روح الألفة التي ما زالت موجودة في هذه المقاهي، رغم انتشار المقاهي التي تحولت إلى "كافيه نت"، حيث بإمكان أياً كان أن يضع حاسوبه المحمول على الطاولة، ويستخدم الباسورد الخاص بالمقهى ليتواصل مع العالم كله عبر "الوايرلس".
تزدهر الحركة في هذه المقاهي تزامناً مع افتتاح المحلات في السوق التجاري ليلاً استعداداً لعيد الفطر، وتستقبل الأسواق القديمة في المدينة روادها حتى الفجر، رغم أنها طوال السنة تكون مقفلةً ليلاً.
تغص زواريب صيدا القديمة بالوافدين من مناطق لبنانية مختلفة، وتشهد ساحة باب السراي ازدحاماً خلال الليل وصولاً إلى حي رجال الأربعين.
وتنشط حركة المقاهي في شهر رمضان عادة، لا سيما بعد انتهاء الصائمين من الإفطار، حيث يغص مقهى باب السراي بالرواد، الذين يبدأون بالتوافد، بعد الإفطار وصلاة التراويح، ويتناولون السحور، حتى موعد قبل أذان الفجر.

المصدر :جنوبيات