![]() |
الجمعة 21 آذار 2025 22:00 م |
بعد رحلة مؤلمة مع المرض.. هدى شديد وداعاً |
![]() |
* جنوبيات عندما صعدت إلى القصر الجمهوري، حيث كرمها الرئيس جوزاف عون وعقيلته السيدة الأولى، كانت تسترجع ذكريات عمرها سنوات طويلة من التغطيات المباشرة لنشاطات الرؤساء السابقين، وكانت تعرف في أعماق أعماقها أن هذه الزيارة لقصر أحبته وأحب ساكنوه، وزملاؤها وجميع من تعرّف إليها وحادثها، ستكون الأخيرة.
جاهدت وتحمّلت الألم الذي يتآكلها، وحاولت أن تظهر بأنها قوية، لكن مرضها كان أقوى من ارادتها وحبها للحياة، فصرعها وتغلب عليها فهوت، وغابت. وبهذا النبأ المؤلم والمحزن، وبعدما كانت تلاحق الأحداث، أصبحت هدى شديد الحدث بحد ذاته. اليوم، خسر إعلام لبنان تلك التي ناضلت كي تبقى بسمتها على الشاشة. اليوم، خسر لبنان هدى شديد. هي التي لم يترك الألم فرصة إلا وضحك ضحكته الصفراء في وجهها، بدءاً من طفولتها حينما عانت من التهجير وابتعادها عن أهلها، ثم وفاة زوجها بالمرض نفسه الذي أنهك روحها وجسدها، السرطان الخبيث جداً. تألّمت كثيراً بسبب مرضها، إلا أنها رفضت أن تغادر روحها نحو خالقها إلا مع بداية زمن الصوم، كي تكمل درب جلجلتها مع السيّد المسيح، وتصل ممسكة بيده نحو فرح القيامة. ليس سهلاً كل ما عاشته بعد معاناتها مع مرض السرطان، ولكنها بكل ثبات تعلّمت الإيمان، وعلّمت الصبر لكل من يحتاجه. صحيح أنها رحلت، ولكن صوتها سيبقى يدور في فلك هذا العالم حتى بعد وداعها، هي التي وثّقت إيمانها في من قصر بعبدا خلال تكريمها بآية "لا تسقط شعرة من رؤوسكم الا بإرادتي". المصدر : جنوبيات |