![]() |
الأحد 23 آذار 2025 21:13 م |
ما هي رسائل التصعيد في جنوب لبنان؟ |
* جنوبيات
في تطور لافت وخطير، وبعد أيام من انهيار وقف إطلاق النار في غزة، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح السبت إطلاق صواريخ من لبنان اتجاه "الأراضي الإسرائيلية".
في المقابل، شنَّت إسرائيل قصفاً مدفعياً وغارات جوية على مناطق بجنوبي لبنان، ردا على إطلاق الصواريخ. وأكد سلام على أهمية اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية الضرورية، مشددًا على أن الدولة اللبنانية وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلام. وأجرى سلام اتصالا بوزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، ودعاه لاتخاذ كافة التدابير اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، كما تواصل سلام مع الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، وطالبها بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية "المحتلة"، معتبرًا أن هذا الاحتلال يعد خرقًا للقرار الدولي 1701 وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية التي أقرّتها الحكومة اللبنانية في تشرين الأول الماضي. من جانبه، نفى حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوبي لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكد أن "ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في إطار محاولة لتوفير ذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان التي لم تتوقف منذ إعلان وقف إطلاق النار".
وجدَّد الحزب تأكيد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه "يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان". وأمر كاتس الجيش الإسرائيلي بالرد على الهجوم، مؤكدا "وعدنا بلدات الجليل بالأمن وهذا ما سنحققّه، مصير المطلة سيكون كالمصير الذي تواجهه بيروت". ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 تشرين الثاني الماضي عقب مواجهات استمرت أكثر من عام، فإن إسرائيل تواصل قصفها مناطق عدة جنوبي لبنان وشرقيه، وتستمر في تنفيذ الاغتيالات بالمنطقة.
ورغم انتهاء المهلة المحددة لسحب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان يوم 18 شباط الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل لم تُنفِّذ الانسحاب بشكل كامل، وأبقت على وجودها العسكري في خمس نقاط إستراتيجية على امتداد الحدود الجنوبية، مما يتيح لها الإشراف على البلدات الحدودية اللبنانية.
ويقول جوني إن هذا التطور متوقع، خاصة وأن الاستفزازات الإسرائيلية تجاوزت كل الحدود، لكنه يلفت إلى أن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل سيبذلان جهوداً كبيرة لتطبيق القرار 1701، ومنع تكرار مثل هذه الحالات لنزع أي ذرائع للاحتلال، رغم استمرار خروقاته.
ويلفت إلى احتمال تبنّي جهة ما لهذا العمل، لكن دون إعلان واضح من أي طرف معروف، وقد تتبناه جهة جديدة أو وهمية، تعلن نفسها، وفي حال تصاعد العمليات العسكرية "فقد نكون أمام تغير مفصلي في المشهد الميداني"، يقول جوني. ويوضح أنها ليست المرة الأولى التي يُطلق فيها النار من لبنان، إذ سبق أن استُهدِف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا بقذائف مدفعية، حيث ردّ سلاح الجو في "كيان الاحتلال الصهيوني المؤقت" بسلسلة غارات مكثفة على جنوبي لبنان. ويرى قبيسي أن استئناف إطلاق الصواريخ يؤكد أن الجبهة في لبنان لا يمكن أن تبقى صامتة مدة طويلة تحت وطأة العدوان والضغوط الإعلامية والسياسية اللبنانية والعربية التي تسعى لتقييد المقاومة، وذلك لسببين رئيسيين: استمرار الاحتلال بجزء من الأراضي اللبنانية جنوبا، ووجود رأي عام لبناني مؤيد للقضية الفلسطينية. ويتابع قبيسي أن توقيت إطلاق النار من لبنان يتزامن مع انشغال جيش الاحتلال مجددًا في غزة وعودة جرائم الإبادة هناك، إلى جانب تصاعد الضغوط الأميركية على الدولة اللبنانية للتخلي عن جزء من أراضيها في الجنوب. المصدر :الجزيرة نت |