![]() |
الاثنين 24 آذار 2025 17:55 م |
لماذا تقصف "إسرائيل" البيوت الجاهزة في جنوب لبنان؟ |
* جنوبيات
على أنقاض البيت الجاهز الذي اشتراه منذ أسابيع، يقف المواطن اللبناني فؤاد صالح حزينا، بعد أن أحرقته طائرات الاحتلال الإسرائيلي. صالح كالآلاف من أبناء الجنوب اللبناني الذين خسروا بيوتهم في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وجد في البيت الجاهز ملاذاً آمناً وسريعاً، يقيه حر الصيف وبرد الشتاء، خاصة أن هذا الخيار يتيح له العودة إلى بلدته التي نزح عنها لما يزيد على السنة، وفي ظل ضبابية المشهد حيال ملف إعادة الإعمار.
البيوت الجاهزة ويقول صالح: "جهّزت دكانا صغيرا في هذا البيت الذي سكنت فيه، واستدنت مبلغا من أجل شراء البضاعة التي يمكن أن يطلبها الأهالي بعد عودتهم، كل هذا لكي لا أكون عالة على أحد، أو أن أمدّ يدي للآخرين. وفضلًا عن ذلك، كان داخل هذا المنزل الجاهز مبلغ تسلمته لأشتري أثاثًا منزليًّا، كل هذا احترق في لحظة، بعد أن قصفته مسيرة إسرائيلية، فغدا رمادًا بكل ما فيه". يحمد صالح الله أنه لم يكن داخل البيت الجاهز لحظة استهدافه، وإلا لكان احترق ومات داخله، ويؤكد أنه تواصل مع إحدى الجمعيات ووعدته بتأمين منزل مؤقت آخر.
ويلفت إلى أنه لا يريد الابتعاد عن بلدته مجددًا، قائلا "لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بتدمير بلدتنا ومنازلنا وكل ما هو حيوي فيها، فعمد إلى تدمير البيوت الجاهزة. رسالته واضحة، لا يريد أي مظهر للحياة في الجنوب اللبناني، ونحن لن نرحل وسنبقى في أرضنا". يلفت تحفة إلى أن الاحتلال عمد بشكل واضح إلى استهداف عدة بيوت جاهزة في ساحة يارون، فدمر بيتا مخصصا للعمل البلدي حيث إن مبنى البلدية دُمّر خلال الحرب، كما دمر منزلا جاهزا للمهندسين، ودمّر منزلا مؤقتا وخيمتين كانت البلدية جهزتهما للأهالي العائدين إلى البلدة.
ويعلق رئيس البلدية على هذا الاعتداء بالقول "نحن نفهم أن الإسرائيليين يحاولون تدمير كل أشكال الحياة من جديد، ولن يسمحوا بإعادة الحياة بشكلها الطبيعي إلى قرى الجنوب اللبناني، وفي اليوم نفسه الذي استهدفوا فيه كفركلا وطير حرفا وراميا، نحن أيضًا تعرضنا للاستهداف. إسرائيل تسعى لإحداث الفوضى وهذا ما فعلته في غزة". ويؤكد رئيس بلدية رامية علي مرعي أن البلدة منكوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالبيوت مُسحت، ولهذا وجدت البلدية أن البيوت الجاهزة حل مثالي، فأمّنت 14 بيتًا جاهزًا وستوفر في الأيام القليلة القادمة 50 بيتًا لتكون بتصرف الأهالي. ويوضح مرعي أن هذه البيوت ضرورية وخاصة للمزارعين الذين خسروا منازلهم، وبحاجة ملحّة لأن يكون لديهم مأوى لكي يعودوا إلى حقولهم، حيث يفوق عددهم 200 مزارع، وكذلك ستعمل البلدية على ترميم بعض الغرف في المدرسة الرسمية المتضررة لتأمين الأهالي فيها لحين البدء بالإعمار. المصدر :الجزيرة نت |