حذر الخبير السياسي السويدي نيلس كارلسون من أن تولي زعيمة حزب "التجمّع الوطني" الفرنسي مارين لوبان رئاسة فرنسا يشكل تهديدًا كبيرًا للديمقراطية الفرنسية، يتجاوز في خطورته التهديد الذي يمثله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة.

جاء هذا التحذير في ظل الجدل المتصاعد حول إدانة لوبان بقضية اختلاس أموال عامة، تتعلق باستخدام مساعدي حزبها في البرلمان الأوروبي، وهو ما أدى إلى منعها من الترشح للانتخابات الرئاسية. وقد أثار الحكم القضائي ردود فعل واسعة داخل فرنسا وخارجها، خصوصًا مع الهجمات التي شنها مؤيدوها ضد المؤسسة القضائية الفرنسية.

وأفادت مجلة "لكسبريس" الفرنسية أن قضية لوبان أصبحت تحت متابعة دقيقة من قبل العديد من المراقبين الدوليين، من بينهم نيلس كارلسون، الذي أعرب عن قلقه إزاء تصاعد الخطاب الشعبوي المناهض للقضاء. وأوضح أن فرنسا تواجه اختبارًا ديمقراطيًا حساسًا، مشيرًا إلى أن الشعبوية تعتمد على فكرة أن "النخبة فاسدة، والشعب وحده يمتلك الحقيقة"، وهي استراتيجية تتبناها لوبان منذ عقود.

وأشار كارلسون إلى أن القضية الحالية تمثل لحظة فاصلة للديمقراطية الفرنسية، مؤكدًا أن احترام سيادة القانون أمر جوهري في أي نظام ديمقراطي، حيث "لا أحد فوق القانون".

في مقارنة بين لوبان وترامب، وصف كارلسون لوبان بأنها أكثر تنظيمًا ودهاءً، بينما يتصرف ترامب بدافع الغريزة، مما يجعله أقل احترافية. وأوضح أن النظام الديمقراطي الأميركي أكثر تحصينًا بسبب دستوره الفدرالي ونظام الضوابط والتوازنات الممتد على مدى 250 عامًا، مقارنة بالنظام الفرنسي الأكثر مركزية، الذي يمنح الرئيس صلاحيات واسعة تجعل أي اختلال محتمل أكثر تأثيرًا.

وختم كارلسون بالتحذير من أن وصول مارين لوبان إلى قصر الإليزيه وسيطرتها على مفاصل الدولة قد يمثل خطرًا كبيرًا على الديمقراطية الفرنسية، يفوق ما قد يحدث مع عودة ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة.