الجمعة 18 نيسان 2025 06:57 ص

د. أبو هولي يبحث مع السفير المغربي سبل تعزيز صمود اللاجئين في ظل العدوان المتواصل واستهداف "الأونروا"


بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، د. أحمد أبو هولي، مع سفير المملكة المغربية لدى دولة فلسطين، عبد الرحيم مزيان، خلال لقائهما في مقر السفارة المغربية بمدينة رام الله، آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة ومخيمات شمال الضفة الغربية، إلى جانب التحديات الجسيمة التي تواجه عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

واستعرض د. أبو هولي الأوضاع الكارثية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، حيث أشار إلى أن أكثر من 2.2 مليون لاجئ في قطاع غزة يتعرضون لحصار خانق، وتجويع ممنهج، وعمليات تهجير قسري متكررة. وأكد أن هذه الممارسات تعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، إذ يُحظر استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، بما في ذلك من خلال الحصار. كما تُعتبر المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة مرجعية أساسية في هذا السياق، حيث تحظر النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين من مناطقهم، وتعدّه جريمة حرب.

كما تطرق إلى ما تتعرض له مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، وعلى رأسها مخيم جنين، طولكرم، نور شمس والفارعة من عمليات عسكرية وتدمير واسع للبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى تهجير آلاف اللاجئين، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى طمس المخيمات الفلسطينية كرمز وطني وكمحطة نضالية تؤكد على حق العودة.

وتناول اللقاء ملف وكالة "الأونروا"، حيث حذّر د. أحمد أبو هولي من خطورة الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له الوكالة، والذي شمل مقراتها وموظفيها في قطاع غزة خلال العدوان المتواصل، محذرًا من أن هذا الاستهداف يندرج في إطار حملة واسعة النطاق لتقويض دورها الحيوي. وأشار إلى أن الكنيست الإسرائيلي قد صادق مؤخرًا على قوانين عنصرية تهدف إلى منع عمل الوكالة داخل مدينة القدس المحتلة، وإنهاء امتيازاتها القانونية المعترف بها دوليًا، في محاولة واضحة لتجريدها من شرعيتها. وأكد د. أبو هولي أن هذه الخطوات تأتي ضمن مخطط إسرائيلي ممنهج لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة، مشددًا على أن "الأونروا" تمثل شريان الحياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين، وأن المساس بها يُعد تهديدًا خطيرًا للقضية الفلسطينية.

من جانبه، جدد السفير المغربي عبد الرحيم مزيان تأكيده على أن القضية الفلسطينية تُعد من الثوابت المركزية للمملكة المغربية، وتحظى بأولوية قصوى لدى القيادة المغربية وعلى رأسها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. وأشار إلى التزام المملكة، قيادة وشعبًا، بدعم حقوق الشعب الفلسطيني العادلة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة.

كما أكد السفير مزيان أن المملكة المغربية تتابع التطورات الفلسطينية عن كثب وعلى أعلى المستويات، وتحرص على التنسيق مع الجهات الفلسطينية الرسمية ذات العلاقة، علاوة على ما تشهده الساحات المغربية من تفاعل داعم لجميع اطياف الشعب المغربي وقواه الحية ، سعيا لحماية الشعب الفلسطيني ضد العدوان وإلحاحا على وقف الحرب وتمكين اهلنا في غزة وفي الضفة من المساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة.

كما شدّد السفير مزيان على أهمية تعزيز التواصل والتعاون بين الجانبين الفلسطيني والمغربي، وضرورة توسيع الدعم العربي والإسلامي والدولي في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

وفي ختام اللقاء، ثمّن د. أحمد أبو هولي مواقف المملكة المغربية الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية لحماية قضية اللاجئين، ومواجهة كل محاولات التصفية والتهجير القسري.

المصدر : جنوبيات