![]() |
الأربعاء 25 حزيران 2025 07:36 ص |
لبنان يرصد بدقة وقف النار الإقليمي... مصير السلاح قبل التفاوض على تسوية شاملة |
عادت الحرارة إلى الملفات الداخلية، بعد انحسار الحرب السريعة بين إسرائيل وإيران، ولاحقًا بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وبعدما اعلن الرئيس دونالد ترامب وقف إطلاق النار. ومع أن هذا التطور شكّل حدثاً سعيداً للمنطقة، فإن لبنان الرسمي والسياسي، بكل اتجاهاته السياسية، سعى إلى تحريك كل قنوات المشاورات والاستقصاء، سعياً إلى تلمّس معلومات دقيقة عن حقائق لا تزال غامضة وقفت وراء ما يعتقد بأنه طلائع صفقة إقليمية اميركية ضخمة سيمر وقت قبل جلاء كل ما تستبطنه. ولكن ما شكّل عاملاً جامعاً في المعطيات التي تبلّغها رسميون وسياسيون تمثّل في التشديد على جدية اتفاق وقف النار، ولو شاب اليوم الأول منه اهتزازات أثارت الشكوك في متانة الاتفاق وجديته. وكتبت" النهار": تقول مصادر معنية بالاتصالات الديبلوماسية الجارية لتبيّن الوقائع التي تحوط بالاتفاق، إن لبنان يبدو من البلدان الأساسية المعنية بترقب تداعيات وتأثيرات وقف النار بين إسرائيل وإيران، لسبب أساسي هو معرفة ما إذا كان الاتفاق حصل على خلفية صفقة شملت الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى جانب الملف النووي، وتالياً نفوذ إيران في المنطقة بما يمس مباشرة واقع "حزب الله" في لبنان. وأشارت إلى أن العامل الموازي في أهميته لتأثير أي صفقة محتملة مع إيران على أذرعها في المنطقة يتعلق بالتمويل، في ظل ترقّب ما يتوقع أن تقدم عليه الإدارة الأميركية بعد وقف النار من تخفيف للعقوبات والحصار المالي على إيران، وهو أمر جوهري سيجري رصده في المرحلة المقبلة لمعرفة تداعيات وقف الحرب الإسرائيلية- الإيرانية على "حزب الله" وسواه من التنظيمات المرتبطة بإيران. وفي ظل ذلك، تضيف المصادر، ستشهد مرحلة ما بعد ترسيخ وقف النار ترقباً في لبنان للاتجاهات التي ستسلكها الدولة في ملف نزع سلاح "حزب الله" وما إذا كانت ستتخذ وتيرة مغايرة لما كانت عليه في الأشهر الماضية، علماً أن إعلان وقف النار ووقف الحرب الإيرانية- الإسرائيلية سيسرّع مبدئياً إعادة طرح ملف السلاح في لبنان على كل المستويات. واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان الساحة المحلية امام عودة الحرارة الى ملفاتها الاساسية بعد انقشاع المشهد الإقليمي ورأت ان هناك مطالبة من الفرقاء المحليين بتحريك عجلة هذه الملفات كي تنطلق الدولة نحو ما التزمت به بعد إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية.
اضافت" اللواء": وفقاً لمصادر دبلوماسية ينشط لبنان لحشد الدعم الدبلوماسي العربي والدولي لإنهاء الوضع الشاذ في الجنوب، ومنع اسرائيل من استكمال مغامرات التمرد على القرار 1701 ووقف النار، أو السعي للذهاب إلى «حرب صغيرة» أو كبيرة، تفرض على لبنان وحزب الله للذهاب إلى تسوية شاملة، انطلاقاً من وضع ملف السلاح على الطاولة قبل البدء بالتفاوض.
وفي هذا السياق، تشير هذه المصادر الى أنّ الحركة السياسية والدبلوماسية في بيروت خلال الحرب «الايرانية-الاسرائيلية»، والمعلومات التي رشحت عنها، توحي بأنّ شيئاً يُحضر للبنان، وأنّ الحرب إن وقعت ستكون وسيلة ضغط لفرض «التسوية او شروط الحل»، كاشفة النقاب عن أن ما يُتداول في الكواليس الدبلوماسية، يشير إلى تسوية تُبنى على ثلاث ركائز:
وقالت مصادر سياسية مطلعة ل" الديار" ان وقف النار من شانه ان ينعكس ايجابا على لبنان الذي نأى بنفسه عن المواجهات، ونجح في ان يكون على الحياد وخارج اصطفافات المحاور، في ظل الموقف الموحد الذي خرجت به «الترويكا الرئاسية»، متوقعة ان ينعكس ذلك على الوضع العام، فتدخل البلاد مرحلة جديدة بعدما اثبت لبنان انتماءه الى محيطه العربي، من خلال تضامنه مع قطر وجيرانها، ما قد ينعكس على الملفات الاقتصادية واعادة الاعمار، آملة في انطلاق عجلة الحوار حول سلاح حزب الله للوصول الى التفاهم المطلوب
المصدر : جنوبيات |