![]() |
الأربعاء 25 حزيران 2025 07:51 ص |
الضربات الأميركية على إيران.. هل أوقفت برنامجها النووي حقاً؟ |
* جنوبيات
رأت صحيفة "بوليتيكو" أن الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية، رغم وصفها بـ"الناجحة"، قد لا تكون كافية لمنع طهران من استئناف برنامجها النووي، وربما تؤدي إلى تسريع قرارها السياسي نحو تصنيع سلاح نووي. وأكد نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أن الضربات التي شنتها واشنطن مساء السبت أعادت البرنامج النووي الإيراني خطوات إلى الوراء بشكل كبير. كما أعلن الرئيس دونالد ترامب أن العملية دمرت بالكامل منشآت رئيسية داخل إيران، مستشهداً بصور أقمار صناعية أظهرت مبانٍ مدمرة. لكن "بوليتيكو" أشارت إلى أن هذه التصريحات قد تكون مبالغاً فيها، نقلت عن مصادر مطلعة ومحللين استخباراتيين قولهم إن إيران لا تزال تمتلك المقومات الأساسية لإعادة بناء برنامجها النووي بسرعة، بما في ذلك كميات من اليورانيوم عالي التخصيب، ومكونات أجهزة الطرد المركزي، بالإضافة إلى الخبرات البشرية المتخصصة. وأوضحت الصحيفة أن المواقع الثلاثة التي استهدفتها الضربات، منها منشأة فوردو تحت الأرض، تعرضت لأضرار شديدة، لكن التقييم النهائي لحجم الدمار سيستغرق وقتاً. تُثار تساؤلات حول كمية اليورانيوم المخصب التي تم تدميرها، حيث أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران كانت قد خزنت نحو 900 رطل من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، تكفي لصنع عدة قنابل نووية بعد مزيد من التخصيب. وأشار المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، إلى احتمال نقل إيران جزءاً من هذه المواد أو كلها من المنشآت الخاضعة للرقابة قبل الضربات، ما يعني استمرار احتفاظها بها. وأضافت المصادر أن إيران قادرة على إخفاء هذه المواد بسهولة بسبب صغر حجم حاوياتها، كما أن مكونات أجهزة الطرد المركزي صغيرة وسهلة النقل، وقد خرجت من الرقابة الدولية بعد انهيار الاتفاق النووي عام 2018. وأفادت التقارير بأن معظم العلماء النوويين الإيرانيين قد أُجلوا من المنشآت المستهدفة قبيل الضربات، ما يعني بقاء الكوادر البشرية الأساسية. وبوجود يورانيوم مخصب بنسبة 60% وعدد يتراوح بين 100 و200 جهاز طرد مركزي، يمكن لإيران إنتاج كمية كافية من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية في غضون أسابيع. وأشارت المصادر إلى أن إيران لا تحتاج لمنشآت كبيرة مثل "فوردو" أو "نطنز" لصنع سلاح نووي، إذ يمكنها إنشاء منشأة صغيرة في مواقع مدنية أو جبلية يصعب استهدافها. ورغم احتمال تأجيل بناء منشأة جديدة، فإن قدرتها على تشغيل واحدة خلال عام تظل كبيرة. وحذرت "بوليتيكو" من أن استهداف منشأة فوردو قد يكون نقطة تحول تدفع القيادة الإيرانية لاتخاذ قرار سياسي بإنشاء قنبلة نووية، بعد سنوات من الاكتفاء بالقدرات التقنية دون السعي المباشر للسلاح. وفي حال اتخاذ هذا القرار، ستبدأ إيران بعملية "سلحنة" اليورانيوم، أي تحويله إلى رأس نووية قابلة للإطلاق. وتختلف التقديرات بشأن الزمن اللازم، لكن بعض التقييمات الأميركية تشير إلى إمكانية إتمام هذه المرحلة خلال عام، مع إمكانية العمل بالتوازي على التخصيب وتصميم القنبلة. وتختتم الصحيفة بالإشارة إلى أن السيناريو الأسوأ هو امتلاك إيران منشأة سرية لتخصيب اليورانيوم وتصميم نووي شبه مكتمل، ما قد يمكنها من إنتاج قنبلة خلال أشهر. أما السيناريو الأفضل، وهو الأقل احتمالاً، فهو نجاح الضربات في تدمير كامل مخزون اليورانيوم عالي التخصيب والمكونات التقنية، لكن حتى في هذه الحالة، تظل لديها القدرة على إعادة بناء برنامجها خلال سنوات قليلة. المصدر :سكاي نيوز |