السبت 28 حزيران 2025 22:02 م

قرار منع "صياح الديوك" في بلدة بدنايل الكورانية يدخل حيز التنفيذ قريباً


* جنوبيات

أوقات قليلة تفصل أهالي بلدة بدنايل (قضاء الكورة شمال لبنان) عن دخول قرار بلديتها حيز التنفيذ، والذي من المفترض البدء بتطبيقه في غضون اليومين المقبلين، والمتعلق بحظر تربية الديوك داخل النطاق السكني للبلدة، بهدف الحفاظ على راحة السكان.

قرار هو الاول من نوعه يصدر عن موقع رسمي، شكل مادة تفاعلية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الاعلامية، تراوحت بين الجدية والسخرية والتأييد والمعارضة.

فيما ذهب قسم من ابناء بلدة بدنايل لتبرير الخطوة، بسبب انزعاج السكان من اصوات الديكة وروائح روثهم الخ... دافع المعارضون عن رأيهم، انطلاقا من المكانة التي يحتلها الديك، ومن رمزية مرتبطة بحياة الريف في عدد من القرى اللبنانية.

بلدة عماطور الشوف، التي حملت لقبا قديما ايام «النقاش»، الذي زار لبنان منذ عقود طويلة وألبس بعض القرى، خاصة في الشوف من الدامور حتى نيحا صعودا، ووصولا إلى العزونية (قضاء عاليه)، تجسد طبيعة وبيئة أهالي كل بلدة، ليصبح اللقب ملازما لاسم البلدة، فإذا كان مناسبا يتم التفاخر به وغير ذلك يحمل الانتقاد والرفض، من دون تأثير الأمر على «فرامان» النقاش غير الرسمي.

وعليه، اتخذت بلدية عماطور الشوف التي لقب أهلها بأنهم «ديوك» في وقت معين، قرارا مضت عليه عدة سنوات، وقضى برفع صخرة كبيرة على مدخل البلدة، واضعة فوقها مجسما للديك، بمعزل عن مدى اهتمام الأهالي بتربية الدواجن من عدمه.

وثمة العديد من الروايات عن أهمية الديوك وصولا إلى تقديسها أحيانا في أماكن مختلفة من لبنان والعالم. وبالمناسبة ففي قرية ماوت في محافظة السليمانية في العراق، أزيح الستار قبل مدة عن تمثال ضخم لديك احتفاء به، بما يعود إلى حكاية شعبية تقول بأن صياح ديك أنقذ سكان القرية حينذاك من هجوم، ولتحذير السكان من الخطر المحدق بهم.

رئيس بلدية بدنايل صلاح الأيوبي، عزا القرار «بأنه استجابة لشكاوى متكررة من سكان الأحياء السكنية، بشأن الإزعاج الناتج عن صياح الديوك في ساعات الصباح الباكر، بما يمثل إخلالا بالنظام العام ويتطلب تدخلا تنظيميا».

وجاء في متن القرار: «حرصا على راحة سكان قريتنا الكرام، وحفاظا على النظام العام والسكينة، يمنع اقتناء الديوك وصياحها داخل نطاق البلدة. نرجو من مربي الدجاج الالتزام بهذا القرار احتراما للمصلحة العامة وحق الجيرة». وأمهلت البلدية المخالفين 10 أيام للامتثال، على أن تتخذ إجراءات قانونية بحق من لا يلتزم بالقرار بعد انتهاء المهلة.

«الأنباء» استطلعت رأي عدد من سكان البلدة، الذين كان القرار البلدي بالنسبة اليهم، بمثابة «التراند» وشغل الأهالي على نحو تفاعلي كبير. وسرعان ما أثار موجة واسعة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الاعلامية المختلفة، وكذلك القنوات التلفزيونية، وتحول مادة اعلامية وغير ذلك للنقاشات، واصفينه بـ «أغرب قرار بلدي في لبنان»، ووضعه كقرار مثار للجدل.

وقال الحاج. س: «اعتدنا جميعا على قرارات بلدية تقليدية تتعلق بحركة السير والدراجات النارية وإطلاق النار والمفرقعات والنفايات وسوى ذلك، لكن قرار حظر تربية الديوك حمل مفارقة، باعتبار تربية الدجاج عموما تدخل ضمن نمط الحياة الريفي التقليدي لدى الأهالي».

ورأى يوسف. ص. ان «القرار جاء نتيجة انزعاج الناس من تربية أعداد كبيرة من أسراب الدجاج في حضائر وسط الأحياء السكنية، ونتيجة للشكاوى، ومنعا لحصول إشكالات بين الجيران والأهالي اتخذت البلدية قرارها بهذا الشأن».

يذكر ان بعض التعليقات أبرزت الانقسام الأهلي حول الموضوع، مثل: «يغار مثل الديك» و«يصيح الديك»، و«كل ديك على مزبلته صياح»...الخ، فيما حاز تعليق إحدى المواطنات من البلدة اهتماما، بعد طلبها من البلدية «إحضار كرتونة بيض كل يوم، وتعويض السكان الذين سيذبحون ديوكهم».

 

المصدر :المصدر - الأنباء الإلكترونية