الخميس 24 آب 2017 11:43 ص

اسألوا رومية عن "أبو دجانة".. كاتب قصائد الغزل!


* جنوبيات

ظهر الأحد الفائت، كان دور عبد الرحمن النميري ليكون الانتحاري الثالث من البيسارية ومحيطها - قضاء الزهراني. كاد يفجر نفسه بجنود الجيش اللبناني أثناء المعركة ضد "داعش" في جرود رأس بعلبك. بحسب بيان الجيش، فإن وحدة من الجيش فجّرت على طريق وادي حورتة ومراح الدوار سيارة ودراجة نارية مفخختين تقلان انتحاريين، كانوا يحاولون استهداف عناصر من الجيش. في اليوم التالي، تم تناقل مقطع فيديو لأحد الانتحاريين يتلو وصيته إلى أولاده وزوجته وأهله.

النميري الذي كان قد توارى عن الأنظار وانقطعت أخباره منذ أكثر من ثلاث سنوات لم يستطع تفجير الجنود، لكنه فجّر صدمة في ضيعة العرب التي ينتمي إليها، ومحيطها. طوال الفترة الماضية، ساد الظن أن الشاب الثلاثيني الذي التحق بـ"جبهة النصرة"، وانتقل إلى سوريا، ربما قتل. اكتشاف أنه كان لا يزال حياً ويسكن في مغاور الجرود اللبنانية حرّك النار الخامدة في بعض النفوس في المنطقة, ووصلت ردود الفعل إلى إحراق منازل وسيارات وقطع طرق. حيث بادر شبان من الصرفند ليل الإثنين، إلى إشعال إطارات أمام منزل عائلته، احتجاجاً، فيما انتشرت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي صبّت غضبها على عائلته وضيعة العرب.

الشبّان في ضيعة العرب همّهم الأول السفر إلى المانيا للالتحاق بمن سبقهم منذ بداية التسعينيات وحققوا ثروات طائلة. لكن لماذا لم يلتحق عبد الرحمن بأشقائه في ألمانيا واختار "الإرهاب عائلة"، علماً بأنه ولد من أم شيعية ونشأ في عائلة غير متدينة ومكتفية مادياً؟

يصعب على كثر التصديق بأن "الطالب الهادئ والطيب" الذي تابع دراسته في ثانوية البابلية الرسمية المختلطة، قد يصبح "أبو دجانة"، المنسّق بين القلمون السوري والشمال اللبناني في داعش، وأن يتحول "العاشق لزميلته المتحررة ومن يكتب لها قصائد الغزل" متزمّتاً تكفيرياً. يحمّل هؤلاء المسؤولية لبشير ب.، جاره الصيداوي الذي سكن مع عائلته في ضيعة العرب منذ سنوات. درس النميري في أزهر البقاع مع بشير. هناك تعرف إلى "متدينين" وأصبح عضواً في خلية من تسعة أشخاص خطّطت لاستهداف اليونيفيل وإطلاق صواريخ باتجاه فلسطين المحتلة واستهداف المدير العام الأسبق لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي.

عام 2009، أدين النميري وحكم بالسجن لثلاث سنوات. حتى ذلك الحين، يؤكد أقرباؤه أن مظاهر التزمّت لم تكن قد ظهرت عليه. يقول قريبه العضو في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي فياض النميري إنه كان "شيخاً مودرن". حاول أن يصبح إمام جامع الضيعة، لكن كبار السن رفضوا بسبب صغر سنّه. "دراسته في الأزهر لم تغيّر في سلوكه الاجتماعي. ظل يسهر مع الشبان ويشارك في مجالس مختلطة ويذهب إلى السباحة مرتدياً "شورت" قصيراً". ما الذي غيّره؟ "اسألوا رومية" يقول النميري.

بعد إتمام محكوميته وخروجه عام 2012، لاحظنا أنه تشدد. بات منعزلاً وكتوماً ويتحاشى التواصل مع الآخرين، ونشبت خلافات عدة بينه وبين أفراد أسرته وأمه الشيعية. يتساءل: إلى من تعرّف عبد الرحمن في مبنى الإسلاميين الذي أمضى فيه ثلاث سنوات، ومن زرع في رأسه الفكر التكفيري؟ النميري "حمّل الدولة مسؤولية إفساد عبد الرحمن".

المصدر :الاخبار