الجمعة 10 تشرين الثاني 2017 21:45 م

" فلسطين بين وعد بلفور واعلان اوسلو " عنوان ندوة للجبهة الشعبية في البرج الشمالي


لمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور المشؤوم وتحت شعار " 100 عام على وعد بلفور والمقاومة مستمرة ". 
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة صور ندوة سياسية - فكرية بعنوان " فلسطين بين وعد بلفور واعلان اوسلو " . تحدث فيها الكاتب والباحث الفلسطيني الدكتور جابر سليمان وذلك في قاعة مركز الشباب الفلسطيني - مخيم البرج الشمالي . وقدم للندوة احسان عقل مرحبا وشاكرا الحضور والدكتور سليمان ، متحدثا عن اهمية القراءة الدقيقة والمسؤولة للتداعيات والنتائج الكارثية لذلك الوعد والذي ما زالت فلسطين والمنطقة تعاني من نتائجه . مؤكدا ان اقامة هذه الندوة تأتي في هذا السياق .

من جهته استهل الدكتور جابر سليمان مداخلته بالتعبير عن اعتزازه بوجوده بين اهله وشعبه في مخيم البرج الشمالي . كما توجه بالشكر للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي نظمت الندوة ما يؤكد اهتمامها بتنمية وتعميق ثقافة المقاومة .

وعرض سليمان للظروف التي سبقت ورافقت ما سمي " اعلان بلفور " معتبراً اياه سلسلة من الجرائم التي تعاقب عليها العدالة الانسانية والقانون الدولي . مؤكداً في ذات السياق على ان المطلوب ليس فقط اعتذار الحكومة البريطانية عما اقدمت عليه بل مطالبتها بإعادة الوضع الى ما كان عليه قبل اعلان بلفور واعادة الحق الى اصحابه .

وتناول سليمان العديد من المفاصل التاريخية وكفاح الشعب الفلسطيني في مواجهة المؤامرة منذ ما قبل اعلان بلفور وما رافقه والانتفاضات والهبات الجماهيرية متوقفاً امام الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 بإعتبارها مفصلاً تاريخياً ونضالياً بارزاً في تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني , لافتاً الى التآمر الدولي وتواطؤ بعض الزعماء العرب بالاضافة الى دور بعض القيادات الفلسطينية وسوء تقديرها ما ادى الى اجهاض تلك الانتفاضة الكبيرة نتيجة الخداع البريطاني .
مضيفاً ان الشعب الفلسطيني لم يتوقف في يوم من الايام عن مواصلة كفاحه الوطني مقدماً وفي العديد من المراحل النضالية التضحيات الجسام .

 وتوقف سليمان في مداخلته امام نتائج النكبة الفلسطينية وما سبقها من قرارات دولية ظالمة  منحت فيها العصابات الصهيونية كل التسهيلات السياسية والاقتصادية والعسكرية ، كما ساهمت وغطت الكثير من المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية والتي ادت الى اقتلاع شعب كامل من ارضه واحلال مهاجرين من كل اصقاع الدنيا مكان اصحاب الارض الحقيقيين .

كما توقف سليمان امام محطة نضالية هامة هي " الانتفاضة الاولى " في العام 1987 والتي انطلقت لتؤكد تصميم الشعب الفلسطيني على رفض المؤامرات والمشاريع الهادفة الى تصفية قضيته الوطنية .
مؤكداً ان الانتفاضة وبفضل نضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني وما حققته من تغيير في موازين القوى وما احدثته من تغييرات على المستوى الوطني والقومي والدولي لصالح الشعب الفلسطيني , كان يمكن لها لولا الاستعجال لقطف ثمارها قبل اوانها . وبدل ان يتم البناء عليها وتطويرها وصولا لا لتحقيق اهدافها في الحرية والاستقلال التام , كانت السياسة القاصرة للقيادة الفلسطينية في ادخال القضية في نفق اوسلو المظلم .

واعتبر سليمان ان اعلان اوسلو كان خطأ تاريخي وقعت فيه القيادة الرسمية لمنظمة التحرير الفلسينية حينما ارتضت الاعتراف بدولة اسرائيل في مقابل اعترافها بالمنظمة كممثل للشعب الفلسطيني مشترطة تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني بالاضافة الى ملحقات اوسلو الامنية والاقتصادية بما ينتقص من ابسط الحقوق الوطنية لشعبنا وشكل كارثة وطنية مازلنا وسنبقى الى زمن طويل ندفع اثمانها باهظاً .

ودعا الى مراجعة نقدية شاملة لمسيرة ربع قرن من الزمان على عمر اوسلو ووضع استراتيجية فلسطينية موحدة تعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني بإعتباره مشروع تحرر وطني .
مشدداً على ضرورة اتمام تلك المراجعة وصياغة استراتيجية مقاومةتمكننا من استعادة حقنا بأقل الاكلاف وبأقصر زمن ممكن .

وختم بالتأكيد على ان الشعب الفلسطيني سيواصل كفاحه مهما اشتدت الصعوبات حتى استعادة حقوقه الوطنية على قاعدة " لا يضيع حق ورائه مطالب " .

وتلى المداخلة نقاش واسئلة واستفسارات اجاب عنها الدكتور سليمان .

 

 

المصدر :جنوبيات