السبت 11 تشرين الثاني 2017 10:55 ص

سيرين السبع أعين: رسم ما تراه العين


* خليل العلي

الفن التشكيلي هو أحد أكثر الفنون رواجاً في العالم حيث أنه يعتمد على الموهبة لدى الفنان لتتطور هذه الموهبة وتصير احترافاً في مجال الرسم، وأحياناً تساعد هذه الموهبة في الدراسة الأكاديمية كما هو حاصل مع الفنانة التشكيليّة، سيرين السبع أعين (19 عاماً) التي تدرس الهندسة المعماريّة في جامعة بيروت العربية، حيث قالت لـ "العربي الجديد": اكتشفت موهبتي منذ الصغر وشجعني أهلي على الاستمرار في الرسم، ورحت أطوّر نفسي حتى بدأت المشاركة في المعارض الفنيّة ومنها معارض دوليّة.
وأضافت: ما زلت حتى الآن أطوّر من قدراتي وموهبتي في الرسم وأطمح عند انتهائي من دراستي الجامعيّة إلى أن أفتتح مرسماً لتعليم الرسم، وإذا كانت الظروف مهيأة سأتابع دراسة الفنون التشكيلية في الجامعة، لأن الموهبة لا تقتصر على الرسم فقط بل هي رسالة إنسانية أحاول أن أجسدها في لوحاتي.
تلفت سيرين إلى أن كل لوحة رسمتها تحمل رسالة اجتماعية معيّنة، فهي تعتمد على إحساسها في رسم لوحاتها وتجسّد ما تشعر به بريشتها وألوانها، وهناك حالات معيّنة تستفزّ ريشتها لتقوم بنقلها على لوحة فنيّة.
ومن ضمن اللوحات التي شاركت بها مؤخراً في أحد معارض مدينة صيدا (جنوب لبنان)، لوحة بورتريه لرجل عجوز. وقالت: إنها لوحة لرجل نزح من سورية بسبب الحرب وخسر الكثير وتشرّد خارج بيته ووطنه، وعيناه في اللوحة يختلط فيهما الحزن ببريق الأمل، لأنه على الرغم من مأساته إلا أنه ما زال ينتظر بصيص أمل قد تمنحه الحياة إياه وأن تنتهي الحرب ويعود لبيته وأهله، بالمختصر هذه اللوحة تجسد الأمل.
لوحة "الحصان"، التي احتلت مكاناً لافتاً في المعرض، أكّدت سيرين أنها تعبّر عن الفروسية والشهامة والقوة والشجاعة، وشكل الحصان وهو مسرع، كأنه منطلق نحو طريق النجاح ومستقبل باهر.
تسعى دائماً إلى أن يقوم كل من يشاهد لوحاتها بقراءة اللوحة والتمعّن في تفاصيلها، وألا يعتبرها مجرد لوحة فنيّة جميلة تم تنفيذها بإتقان، لأن لكل لوحة قصتها ورسالتها ومعناها الاجتماعي والإنساني، و"أنا أطمح إلى أن أصل إلى العالمية من خلال رسائلي التي تحملها لوحاتي".
تؤكد أنها راضية عن المستوى الذي وصلت إليه لأنها رغم صغر سنها استطاعت أن تنجز العديد من اللوحات، التي تحمل معانيَ كبيرة، "حتى أن زوار المعرض وكل من يشاهد لوحاتي يعجب بها، وعلى الرغم من ذلك ما زلت أتعلم أكثر تقنيات فن الرسم، لأنني لا أريد أن تقف موهبتي عند حد معين، وخاصة أنني لم أتعلّم في معهد للفنون بل إصراري هو الذي أوصلني إلى هذه المرحلة".
تبقى الموهبة هي الأساس في تكوين المهارات وصقلها، والعديد ممن يملكون موهبة يطوّرون أنفسهم في التعليم أو الدورات التعليمية، كي تبقى هذه الرسومات في عقول كل من يشاهدها.

المصدر :االعربي الجديد