الأربعاء 22 تشرين الثاني 2017 08:25 ص

أسامة سعد: قرارات الجامعة العربية تعبر عن الحكام والأنظمة لا عن الشعوب العربية


اعتبر الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أن القرارات التي صدرت عن الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب لا تعبر بتاتاً عن إرادة الشعوب العربية ولا عن مصالحها، بل هي تمثل الحكام العرب وحدهم والأنظمة العربية وحدها ، على الرغم من صدورها تحت يافطة حماية الأمن القومي العربي .
أما التهجم على المقاومة في الاجتماع المشار اليه، واتهامها بالإرهاب، فقد كان سببهما نجاح المقاومة في تعرية الأنظمة وكشف عجزها وفشلها.
كلام سعد جاء في تصريح توجه فيه إلى الشعب اللبناني وسائر الشعوب العربية، مفنداً مزاعم الأنظمة العربية بشأن حماية الأمن القومي العربي.
ومما جاء في تصريح سعد:
هناك مفهومان متعارضان تماماً بشأن الأمن القومي العربي : مفهوم الحكام من جهة، ومفهوم الشعوب من جهة ثانية.
بالنسبة للحكام الأمن القومي هو أمن الأنظمة التي يتربعون على عروشها، وهو حماية تلك الأنظمة وضمان بقائها في مواجهة غضب الشعوب  التي تمارس الأنظمة بحقها أبشع أنواع الاستغلال والقهر والاضطهاد. لذلك تلجأ الأنظمة إلى تغذية كل أشكال التفرقة في صفوف شعوبها؛ من الطائفية والمذهبية إلى القبلية والعشائرية والجهوية. كما تلجأ للاستعانة بالقواعد والجيوش والأساطيل الأجنبية لكي تساعدها على قمع شعوبها.
أما بالنسبة للشعوب العربية فإن الأمن القومي يعني التحرر من الاحتلال الاستعماري أو الصهيوني ومن كل أشكال التبعية، كما يعني التمتع بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.
في ضوء هذين المفهومين تبدو استهدافات قرارات الجامعة العربية منحازة تماماً للحكام والأنظمة على حساب الشعوب.
فهي قد تجاهلت تجاهلاً تاماً المخاطر الحقيقية على الأمن القومي العربي التي يمثلها العدو الصهيوني والقواعد العسكرية والأساطيل الاستعمارية والجماعات الظلامية الإرهابية.
كما تجاهلت ما تمثله الأنظمة الديكتاتورية التابعة للاستعمار من خطر على حاضر الشعوب وحقها بحياة حرة كريمة، وعلى تطلعاتها نحو مستقبل أفضل يسوده التقدم والرخاء.

وأضاف سعد:
في مقابل تجاهل وزراء الخارجية العرب للأخطار الحقيقية على الأمة العربية، وسكوتهم عن أعدائها الفعليين، وجدناهم يخترعون أعداء موهومين، ويشنون أعنف الهجمات على المقاومة التي تمثل إحدى أشرف الظواهر في الوضع العربي. ولنا أن نتساءل عن دوافع هذه الهجمات على المقاومة وإلصاق التهم بها:
-هل هو بسبب تصديها للحروب الصهيونية المتكررة على لبنان، وبسبب نجاحها في تحرير القسم الأكبر من أراضيه؟
- أم هو بسبب استمرار المقاومة على أرض فلسطين ومواجهتها لمخططات تصفية القضية الفلسطينية؟
- أم بسبب تصدي المقاومة ل "داعش" وأخواتها من الجماعات الإرهابية وإلحاق الهزيمة بها؟
زيادة على ذلك لا بد من التذكير بأن نشوء حركات المقاومة إنما جاء بسبب عجز الأنظمة وفشلها في مجابهة الخطر الصهيوني وغيره من الأخطار. كما لا بد من التذكير أيضاً بأن القوى والأنظمة الرجعية قد ناصبت منذ البداية حركات المقاومة كلها العداء، سواء أكانت فلسطينية أم لبنانية، وطنية أم إسلامية. وذلك لأن حركات المقاومة قد فضحت عجز الأنظمة وارتهانها للقوى الاستعمارية، كما فضحت تخاذلها أمام العدو.
وللذين وقعوا ضحية للدعاية المذهبية، أو لإعلام الأنظمة المشبوه، نتوجه إليهم بالقول:
لو افترضنا جدلاً وجود أخطاء في سلوك المقاومة، فهل ننضم إلى جوقة أعدائها في كيل التهم لها، أم نعتمد معها لغة الحوار؟
إذ لا يخفى أن لغة التهجم وكيل التهم من شأنها خلق الانقسامات والبلبلة وسط الجماهير العربية وإضعاف المواجهة لأعداء الأمة العربية.
وختم سعد تصريحه بالتشديد على أهمية حرص الشعب اللبناني على الوحدة الوطنية والتمسك بعوامل القوة التي يمتلكها ومن بينها المقاومة.
كما شدد سعد أيضاً على أهمية وعي الشعوب العربية لمصالحها الحقيقة ولمقومات أمنها القومي، بعيدا عن سياسات الأنظمة العربية التي لا تستهدف إلا بقاء الحكام على عروشهم.  

المصدر :جنوبيات