الأحد 31 كانون الأول 2017 22:29 م

ترامب يتجول في مخيمي


طوى صفحة عام ليأتي عام جديد ولم يتغير شيئ على أية حال في واقعنا ولا في دستورنا الوضعي في مخيمنا ولا حتى في نظام مياه الصرف الصحي ، كل شيئ ما زال مثل السنة الماضية والتي قبلها وقبلها ، لم تتغير الوجوه ولا المشاهد ولا الأزمنة والشوارع ، حتى القطط في الأزقة بقيت نفسها ،  بل زادت أعداد الموتى في المقابر وما زلنا في سكرتنا ولم نصحوا لا بل نفاخر ونجاهر ونقامر.
 صحيح أن الأوجاع التي يصرخ من ألمها الإنسان هي متاعب وابتلاءات وبعضها معيشة صعبة ، ولكن الوجع والقهر والحرمان والظلم بكل أنواعهم أصبحوا ظاهرة متفشية وأمر اعتيادي متعمد لكثير من محترفي رقصة السامبا البرازيلية ومن مصارعي الثيران الإسبانية ، بل تحولوا أيضا" إلى راكبي خيل بسباق متزاحم دائم ورابح تتغير تكتيكاته بحسب الأحوال الجوية المتقلبة وموجة العواصف المحيطة المستوردة على الدوام.
حقا" إن الكلام تعب من كثرة الكلام ، وفلسطين تعبت وأتخمها واشمئزت من اجترار الكلام المبتذل الذي ينافي واقعنا في الشتات الفلسطيني ، ودونالد ترامب يتجول كل يوم وساعة في مخيمي دون رادع من الناس غير الكلام ، فما المشكلة لديكم إذا تحولت القدس عاصمة لبني صهيون والمخيم دائما يتحول ساحة للصراعات كلها في المنطقة ، وتنتقل القدس من شارع إلى شارع والصراع بين غربية وشرقية ، وترامب يجول على العرب ليأخذ الجزية ولا يسمع منا غير الكلام .. وترامب يصنع الأشرار في مخيمي ويشيطنهم ليقتل شعبه بهم حتى يفرض الجزية ، وترامب في مخيمي لا يعيش إلا عليها في كل الأمور كالمنشار ،  بالأمن وإعادة الإعمار والترميم والتعويض والاستشفاء ومواد البناء والمأكل والمشرب والمسكن ، وحق الزوج من زوجته حتى الماء الساخن يأخذ جزيته.
فهذا ترامب يتجول في مخيمي وذاك ترامب يتجول في بلدي فلسطين ، بربكم .. فعن أي ترامب وأي قدس يا ترى أنتم تتحدثون.

المصدر :جنوبيات-محمد حسون