الاثنين 26 آذار 2018 10:36 ص

أكبر عملية خلط أوراق انتخابية في دائرة صيدا ـ جزين


* محمود زيات

هل تُسقِط انتخابات الدائرة الاولى في الجنوب... كل الحسابات «الافتراضية» التي بنتها القوى الحزبية والتيارات السياسية المتنافسة، بالاستناد الى الوقائع والمعطيات والارقام التي حملتها نتائج انتخابات العام 2009؟ سؤال طُرح بقوة في الاوساط المواكبة للحركة الانتخابية التي تطغى على دائرة صيدا ـ جزين، بعد تموضع معظم القوى الاساسية ذات التأثير الوازن في مسار الانتخابات، سيما وان قوى كبيرة... وصغيرة تشتتت في اربع لوائح، بعضها اتسم بعناصر القوة، فيما البعض الآخر سيمر مع نتائجه مرور الكرام.
تُطرح هذه الفرضية القائمة، بعد ان سُجِّلَت اكبرُ عملية خلط اوراق انتجها صراع الحسابات الدقيقة والحساسة، التي جرت في الدائرة الاولى في الجنوب، والتي تضم مدينة صيدا وقضاء جزين، فيما الجميع بانتظار ما قد يمكن ان يُفاجىء به هذا الفريق او ذاك، سيما وانه لم يتبقَّ الا بضع ساعات قليلة من موعد تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية، ( اليوم الاثنين الساعة الثانية عشر)، فاللائحة التي اُعلن عنها في منزل الدكتور عبد الرحمن البزري، والتي ستجمعه مع «الجماعة الاسلامية» و«التيار الوطني الحر»، اعقبتها «شوشرة» واشاعات سيحسمها تثبيت اللائحة رسميا، الا اذا جاءت تطورات غير متوقعة على خط «الوطني الحر» و«المستقبل» اللذين سيكونان امام الامتحان الصعب.

 الامتحان الصعب لـ «المستقبل » و«الوطني الحر»

ووفق ما يرى مطلعون على مسار تركيب اللوائح في الدائرة الاولى، فان «تيار المستقبل» في صيدا يسعى، ومعه «التيار الوطني الحر» في جزين، الى الاحتفاظ بالحجم النيابي الذي كان قائما قبل السادس من ايار، واي انتكاسة انتخابية تطال هذا الحجم، فان التيارين سيكونان في صبيحة السابع من ايار مُحرَجَين. لا بل مهزومَين في المشهد العام للانتخابات النيابية،  في صيدا «معقل» «المستقبل» وفق ما يقول «المستقبليون»، وفي جزين الساحة «التي كانت مريحة»  لـ «الوطني الحر»، فاذا دخل «المستقبل» الى الانتخابات ويُمسك بالحصة النيابية الكاملة لصيدا ( نائبان)، ليخرج منها بنائب فسيكون خاسرا، وهو ما تُرجحه اوساط صيداوية متابعة للواقع الانتخابي والسياسي والشعبي في الدائرة، بالاستناد الى قراءة موضوعية في الارقام وحجم تأثير التحالفات الانتخابية التي صاغتها القوى المتنافسة على الناخب، في الشارعين المسيحي في جزين وقراها والسني في صيدا، اضافة الى التأثير الوازن للناخب الشيعي في صيدا وقرى جزين، علما ان قانون النسبية و«الصوت التفضيلي» سيكون الاساس في تظهير الصورة النيابية المقبلة للدائرة، وتصح هذه الرؤية على واقع «الوطني الحر» ..هل يخرج من الانتخابات وهو يحافظ على الامساك بالحصة النيابية الكاملة لجزين، كما فعل في انتخابات العام 2009؟.
اوساط جزينية متابعة، لفتت الى ان نائبي «التيار الوطني الحر» امل ابو زيد وزياد اسود استغربا خطوة «المستقبل» باعلان الخيار الانتخابي بخوض الانتخابات بعيدا عن اية تحالفات حزبية، في وقت كانت الاتصالات بين الطرفين ما تزال قائمة،  لتذليل ما يمكن تذليله من عقبات اعترضت الوصول الى تحالف انتخابي في دائرة صيدا ـ جزين، وبالتالي، فان «الوطني الحر» وجد نفسه محشورا امام خارطة سياسية بدأت تضيق امامه، فما لم يكن يتوقعه «الوطني الحر» من «المستقبل» اصبح واقعا انتخابيا، فسارع الى احياء اتصالاته مع طرفين صيداويين هما الجماعة الاسلامية  والدكتور عبد الرحمن البزري، مع قناعته ان قوتهما لا تلبي بالكامل حاجة التيار في تجيير قوة انتخابية تضاف الى قوته التجييرية في جزين وقضائها، لتقليص اي اختلال في موازين القوى الناخبة وحجم القوة التجييرية، سيما وان منافسَين جديِّيَن في جزين وصيدا، يخوضان المعركة بلائحة مدعومة من «الثنائي الشيعي» الممثل بحركة «امل» و«حزب الله» على امتداد انتشاره، من صيدا المدينة وصولا الى قرى وبلدات جزينية ذات اغلبية شيعية.

 انزعاج «مستقبلي»  من الجماعة والبزري

ويلفت هؤلاء الى انه مع اعلان التحالف الانتخابي بين «التيار الوطني الحر» في جزين و«الجماعة الاسلامية» في صيدا، ومعهما الدكتور عبد الرحمن البزري، اعاد «تيار المستقبل» ترتيب ملفاته، والبحث عن تحصين موقعه الانتخابي بلائحة لم يعلن عنها رسميا بعد، وسط حال من «الطلاق» الانتخابي والسياسي التام مع «حليف» الامس الذي تمثله الجماعة، و«الحماسة الزائدة» للبزري في البحث عن تحالف من خارج «تيار المستقبل»، ما دفع بالنائب بهية الحريري الى تكثيف حركتها تجاه بعض العائلات الصيداوية المعروفة بولائها السياسي المقرب من البزري، لحصاره في «الصوت التفضيلي»، الامر نفسه ينطبق على بعض الاوساط التي تربطها خطوطا مع الجماعة الاسلامية، التي نجحت في استقطاب جزء من الحالة الاسيرية الى جانبها، وبالتالي الاستفادة من قوتها التجييرية، بعد ان اصطدم مرشحها الدكتور علي الشيخ عمار بعقدة الانضمام الى لائحة، وهي شرط يضعه قانون الانتخاب.
اما في ما خص «تيار المستقبل» الذي استوعب انسحاب المرشح عن احد المقعدين المارونيين في جزين، فهو يستعد لتسمية المرشحة انجيل خوند مكانه، وتتحدث اوساط صيداوية على صلة بحركة الاتصالات الجارية على خط بناء التحالفات، عن ان النائب بهية الحريري  شعرت بـ «الانزعاج» من الجماعة الاسلامية التي استعجلت «المستقبل» حسم ملف التحالف معها، لكن اولوية «المستقبل» كان بت العلاقة مع «الوطني الحر»، لحسم المقعد الكاثوليكي في جزين، وهو مقعد وضعه «ألمستقبل» في خانة التعويض عن خسارة ما تلحق به في صيدا، لكن الحسابات المعقدة مع «الوطني الحر» اطاحت باي امكانية للوصول معه في تحالف يُتَرجم بلائحة مشتركة.
واذا كانت الخارطة السياسية ذات التحالفات المتنوعة  في دائرة صيدا ـ جزين، (في صيدا مقعدان سنيان، وفي جزين مقعدان مارونيان ومقعد كاثوليكي) غنية بالتمثيل الحزبي والسياسي، فان توزع القوى والتيارات الاساسية في معسكرات انتخابية متنافسة، فرضتها طبيعة النظام الانتخابي الذي لا ترشيحات فردية  فيه من خارج اللوائح، ولا اقتراع الا للائحة بكاملها، ما يضع الجميع امام امتحان حقيقي لاختبار حقيقي لقوتهم الحقيقية، بعيدا عن المبالغة التي استخدمت اما لتحسين الشروط...  واما لاغراء هذا الفريق او ذاك لبناء تحالف انتخابي،  ثمة من يتوقع ان يفاجأ معظمُ القوى بحجم القدرة التجييرية للحليف الانتخابي، سيما وان البعض ما زال يرتكز في حساباته اليوم  على ارقام الانتخابات النيابية في العام 2009، التي لم تكن تعتمد على «النسبية» ونظام اللوائح والصوت التفضيلي، وهو نظام يمنع اي فريق من تحقيق انجازات مدوية ونتائج مبهرة، فيما يتم التغاضي عن الانتكاسات والانكسارات والنكسات السياسية والضرر الذي الحقته بالعلاقة مع الجمهور.

 سعد وعازار... «عرس» انتخابي في «عروس الشلال»

بالمقابل، لم يدخل تحالف امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد المرشح عن احد المقعدين السنيين في صيدا والمحامي ابراهيم عازار المرشح عن احد المقعدين المارونيين في جزين،، في «متاهة» البحث عن حفلات الاتصالات الماراثونية لتشكيل لائحة «لكل الناس»، التي اطلت على الجمهور الجزيني بـ «عرس انتخابي» على حد وصف احد انصار عازار، احتفاء باعلان اللائحة، فيجمع  المشاركون السيرة السياسية والوطنية للزعيم الجزيني الراحل جان عزيز الى جانب الزعيم الصيداوي الراحل معروف سعد، كعنوان بارز من عناوين ما يجمع بين ضفتي الدائرة الانتخابية الاولى في الجنوب.

المصدر :الديار