الخميس 5 نيسان 2018 21:34 م

الإطارات المطاطية بعد الحجر والسكين والدعس.. تدخل ميدان الصراع


 

شغلت "مسيرات العودة الكبرى"، التي شهدها قطاع غزة منذ الثلاثين من آذار الماضي، وتواصل فعالياتها لليوم السابع على التوالي، قادة العدو الصهيوني السياسيين والعسكريين والأمنيين على حد سواء، وأوجدت حالة من القلق والخوف لديهم، دفعتهم لاطلاق النار على المتظاهرين الذين ارتقى منهم 18 شهيدا وأكثر من 1500 جريحا، دون أن يؤثر ذلك على حجم المشاركة الشعبية بالمسيرة، ودرجات تصاعدها وإمكانيات تطورها.

هذا الأمر ان دل على شيء فإنما يدل على مستوى التوتر والهلع الذي ينتاب قادة العدو، من إمكانية تطور "مسيرات العودة" وتصاعدها، والزج بعشرات آلاف الفلسطينيين بفعالياتها القابلة للتوسع والاستمرار والتصاعد، والانتقال إلى ساحات أخرى، مع اقتراب الذكرى السبعين للنكبة في الخامس عشر من أيار/مايو المقبل، التي تتزامن هذا العام مع نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ما يشكل تحديا لمشاعر الملايين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين والأحرار في العالم. الذين أعلنوا تنديدهم بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لكيان العدو، واستنكارهم لنقل سفارة بلاده إليها.

وبالرغم من سلمية "مسيرات العودة"، التي غطت مساحات واسعة من المنطقة الحدودية بين قطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل عام 48، وتعرضها للرصاص الصهيوني الحي والقذائف المنطلقة من الطائرات المسيرة، فإن التظاهرات والفعاليات التي تدخل غدا أسبوعها الثاني، حافظت على وهجها وتألقها وعلى حضورها الشعبي، وعلى مستوى القلق داخل كيان العدو الذي يراقب عن كثب تطور أدوات الفعل التي يحشدها المتظاهرون للمقبل من الأيام. 

في الأسبوع الثاني سيدخل ميدان المواجهة بين متظاهري "مسيرة العودة الكبرى" وبين جيش العدو براجماته وقناصاته وطائراته المسيرة، 10 آلاف دولاب مطاطي، وكميات من قطع المرايا... بحيث  يشكل إشعال النيران في جبل الإطارات الممتد على طول الحدود الغزية مع كيان العدو، حاجزا دخانياً ضخما، فتعمي أبصارهم عن استهداف المتظاهرين، في حين تساهم المرايا في توجيه أشعة الشمس إلى عيون القناصين لتشتيت رؤيتهم، وتلافي سقوط المزيد من الشهداء والجرحى في صفوفهم المتظاهرين.

إضافة لذلك، فإن إشعال النيران بالقرب من السياج الفاصل، وارتفاع لهيبها في غير اتجاه سيؤدي

أيضاً إلى تعطيل بعض الأجهزة الالكترونية المثبتة على السياح، بسبب الارتفاع المتزايد لحرارة الجو، وهو ما يزيد في إرباك قادة العدو الميدانيين...

إن الإطارات المطاطية والمرايا التي أدخلها الفلسطينيون في ميدان المواجهة مع جيش العدو، تضاف إلى الأسلحة الكثيرة التي ابتدعها الشعب الفلسطيني المقاوم، وأدخلها في قاموس الحركات الكفاحية على المستوى العالمي ومنها على سبيل المثال لا الحصر: "المقلاع"، "الحجر"، "النقيفة"، "السكين"، "المخرز"، "الدعس" والزجاجات الحارقة. وآخرها "نقارة" الكوسى التي رفعها ابن الثلاثة أعوام بوجه جنود العدو بالضفة المحتلة!..

وقد استخدم الشعب الفلسطيني هذه الأسلحة البدائية في الانتفاضات الشعبية المتجددة التي شهدتها الساحة الفلسطينية منذ انتفاضة "أطفال الحجارة" عام 1978 وأثناء "انتفاضة الأقصى" عام 2000، و"انتفاضة القدس" عام 2015...

وهذه الأسلحة بالرغم من بدائيتها بالمقارنة مع حجم وحداثة السلاح الذي يمتلكه العدو الصهيوني، فإنه شكل زعزعة لأمن جيش العدو وقطعان المستوطنين، على كافة المساحة الفلسطينية، خاصة لأن مستخدميها ينفذون عملياتهم بشكل فردي، وتمر من العقل إلى اليد مباشرة، دون الحاجة لطرف ثالث، ولذلك لم تفلح سلطات العدو من كشف منفذيها رغم انتشار قواتها ومستعربيها واتساع دائرة "التنسيق الأمني" بين أجهزة أمن الاحتلال والسلطة.

إن "مسيرة العودة" التي تحمل في داخلها بذور التطور والتصاعد والاستمرار، لما بعد الخامس عشر من أيار/مايو المقبل، تختزن طاقات وإرادات شعبية قادرة على ابتداع الكثير من الوسائل الكفاحية التي تواجه بها سلطات العدو ومخططات التصفية التي تستهدف القضية الفلسطينية.

المصدر :وكالات