الخميس 3 أيار 2018 09:20 ص

«الوطني الفلسطيني» ينتخب «اللجنة التنفيذية» اليوم


* رام الله - هيثم زعيتر

واصل المجلس الوطني الفلسطيني أعمال دورته الـ23 لليوم الثالث على التوالي، في قاعة أحمد الشقيري في رام الله – الضفة الغربية، والتي كان قد افتتحها الرئيس محمود عباس، بكلمة تاريخية استعرض خلالها مسيرة القضية الفلسطينية، ووضع استراتيجية وخارطة طريق للمرحلة المقبلة، وقد حظيت الكلمة باهتمام عربي وإقليمي ودولي،
وأفقد كلام الرئيس «أبو مازن» رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صوابه، فجنَّ جنونه، وحمل على الرئيس عباس، داعياً المجتمع الدولي إلى محاكمته، ومتّهماً إياه بـ»معاداة السامية».
وينتخب المجلس اليوم أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظّمة والمجلس المركزي واللجان.
جلسات العمل
وعقد المجلس 5 جلسات منذ مساء الإثنين على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء، تمّت خلالها الموافقة على قبول عضوية «المبادرة الوطنية» في «منظّمة التحرير» والمجلس الوطني وملء الشواغر وتثبيت عضوية الكفاءات.
وكان لافتاً في الجلسة الصباحية ليوم أمس مشاركة نائب الأمين العام لـ»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» عضو اللجنة التنفيذية للمنظّمة عبد الرحيم ملوح، على الرغم من وضعه الصحي، حيث قوبل حضوره بالتصفيق تزامناً مع إلقاء نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول كلمته، حيث رحّب به.
{ وثمّنت حركة التحرير الوطني «فتح» مشاركة عضو اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير عن الجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح في جلسات المجلس الوطني الفلسطيني، الملتئم في مدينة رام الله، في دورته الـ23.
واعتبرت الحركة في بيان لها، أنّ «هذه الخطوة مثال للتسامي على الخلافات، التي لا تُفسِد عرى الحلف الراسخ بين تنظيمينا، في إطار عضويتنا المشتركة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية».
وختم: «بهذه المناسبة تجدّد حركتنا دعوة العالم، للضغط من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وقادتهم، وفي المقدمة، منهم: مروان البرغوثي، وكريم يونس، واحمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية».
{ بدورها، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مُشاركة ملّوح في جلسة المجلس الوطني بالموقف الخاص به، ويتحمّل مسؤوليته شخصياً.
واعتبرت الجبهة في بيان لها أنّ «مشاركة ملوح لا تعبّر بأي حالٍ من الأحوال عن أي اتجاهٍ في الجبهة مغاير لموقفها الذي أعلنته في بيان رسمي صدر عنها».
وأضاف بيان الجبهة الشعبية بأنّ «الرفيق عبد الرحيم ملوح الذي عاش ولا يزال أوضاعاً صحية صعبة، قد غادر طواعية المواقع القيادية للجبهة، ولم تعد له أي صفة قيادية سواء كنائب أمين عام للجبهة أو عضو في مكتبها السياسي».
وكانت الجبهة قد أعلنت مقاطعة جلسات «المجلس الوطني»، التي تُجرى في رام الله، باعتباره «غير توحيدي» ولا يضمّ الكل الفلسطيني.
{ وأبرز المتحدّثين في جلسات الأمس، كان أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظّمة التحرير الفلسطينية» الدكتور صائب عريقات، عضو اللجنة المنظِّمة الدكتور أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظّمة التحرير» واصل أبو يوسف، نائب الأمين العام لـ«الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين «فهد سليمان وعدد من أعضاء المجلس الوطني.
نتنياهو يفقد صوابه
إلى ذلك، اتهم نتنياهو الرئيس «أبو مازن» بـ»معاداة السامية»، حيث غرّد عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أبو مازن ألقى خطابا آخر معاديا للسامية. بمنتهى الجهل والوقاحة، زعم أبو مازن أنه تم اضطهاد وقتل يهود أوروبا ليس لأنهم كانوا يهودا بل لأنهم عملوا في مجال الأموال والقروض بفائدة».
وتابع: «إنّه أطلق مرّة أخرى أحقر الشعارات المعادية للسامية. يبدو أنّ مَنْ أنكر المحرقة يبقى منكراً للمحرقة. أدعو المجتمع الدولي إلى إدانة معاداة السامية الخطيرة التي يتميز بها أبو مازن والتي آن الأوان لزوالها».
من جهتها، اعتبرت وزارة خارجية العدو الإسرائيلي كلمة الرئيس عباس تتضمّن «معاداة للسامية».
ونشرت الوزارة على صفحتها الرسمية عبر «فايسبوك» بيانا، جاء فيه: «ترفض وزارة الخارجية بسخط مضمون الخطاب المعادي للسامية والناكر للهولوكوست الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في جلسة المجلس التشريعي في رام الله، التي تم بثها مباشرة على شاشة التلفزيون».
وأضاف البيان: «تحدث عباس في هذا الخطاب بشكل لا يمكن وصفه إلا بأنه معادٍ للسامية وينكر الهولوكوست، إذ يتهم فيه اليهود بأن سلوكهم هو السبب في محرقتهم وإبادتهم، مستخدما أفكارا نمطية وتهما مستقاة من قاموس اللاسامية بمفهومها الكلاسيكي».
وتابع البيان: «لا يحتمل العقل زعامة وطنية تنبض فيها هذه الروح، ومن الخسارة أن يكرر رئيس السلطة الفلسطينية مرة تلو الأخرى هذه الأقوال اللاسامية التي لا يطاق سماعها».
تنويه عربي وإقليمي ودولي
وأثنى الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي على مبادرة الرئيس عباس، التي طرحها في مجلس الأمن، مؤكداً استمرار الجامعة العربية في دعمها لشعبنا وقيادته.
{ من جانبه، دعا رئيس البرلمان العربي خميس السليمي «المجتمع الدولي لدعم مبادرة السلام العربية كأساس لإنهاء الاحتلال والتوصل إلى حل الدولتين».
{ وأكد النائب عن القائمة المشتركة أحمد الطيبي أنّ «القدس تتعرّض لهجمة شرسة من قِبل الإحتلال»، داعياً «الدول العربية والإسلامية لتعزيز صمود أهلها».
{ من ناحيته، قال رئيس لجنة فلسطين في مجلس النوّاب الأردني النائب يحيى السعود: «إنّ الأردن ثابت في دعمه للقضية الفلسطينية»، مؤكداً أنّه «يسعى دائماً لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وتقديم كل ما يلزم من دعم ومساندة في سبيل التخفيف عنه».
{ وعبّر ممثّل الحكومة الروسية حيدر أغانين عن قلق موسكو الشديد إزاء تقويض عملية السلام والتصعيد والتوتّر في قطاع غزّة، وبدئ إجراءات نقل السفارة الأميركية إلى القدس، مشيراً إلى أنّ هذه الإجراءات ستهدّد الاستقرار في المنطقة، مؤكداً رفض بلاده لأي تغيير على الأرض حدث بعد حزيران 67، إلا إذا وافق عليه الشعب الفلسطيني.
{ بدوره، أكد نائب رئيس البرلمان التركي أحمد ايدن أهمية انعقاد المجلس الوطني في هذه المرحلة، مشدّداً على أنّ نقل السفارة الأميركية إلى القدس عشيّة يوم النكبة هو موقف لا يمكن السكوت عنه.
{ من ناحيته، رأى ممثل دائرة العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني «تشانج يوانغ لي» أنّ انعقاد المجلس يشكّل حدثا هاما، موضحاً أنّ الصين تعتبر أنّ حل القضية الفلسطينية هو أساس لحل كافة قضايا الشرق الأوسط.
تكريم «أم جهاد»
هذا، ومنح الرئيس عباس عدداً من أعضاء اللجنة التنفيذية السابقين، وفي طليعتهم انتصار الوزير «أم جهاد»، وسام الاستحقاق والتميّز الذهبي، بحضور إبنتها حنان الوزير، وموسى الوزير، وعدد من أعضاء القيادة الفلسطينية، وذلك تقديراً لعطائها ودورها الريادي والتزامها الوطني المتميّز، وتثميناً عالياً لسيرتها ومسيرتها النضالية المشرّفة في الدفاع عن وطنها فلسطين أرضاً وشعباً وقضية عادلة.

المصدر :اللواء