![]() |
الثلاثاء 20 تشرين الثاني 2018 16:02 م |
باسيل "يغسل يديه" ويرمي الكرة في ملعب الحريري... هل دخلت الحكومة في "الكوما"؟ |
* جنوبيات لم يفلح وزير الخارجية جبران باسيل في تقريب وجهات النظر بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ونواب "اللقاء التشاوري". فعلى الرغم من الايجابية التي حاول باسيل تظهيرها بعد الاجتماع، الاّ ان هذا اللقاء لم يحمل أي جديد يذكر، بل إن الأزمة لا تزال مستمرة، والهوة تزداد يوماً بعد يوم.
ماذا طرح باسيل على اللقاء التشاوري؟ ومساء، أطلع الوزير باسيل رئيس الجمهورية بحسب "اللواء" على المداولات التي جرت في لقائه مع اعضاء اللقاء التشاوري السني. مشيرة الى ان الانطباع الذي خرج به باسيل هو ان المواقف لا تزال على حالها انما كانت الجلسة ضرورية خصوصا ان الوزير باسيل التقى معظم الافرقاء. واكدت ان باسيل لم يعد بشيء انما استمع الى وجهة نظر اللقاء التي اظهرت تمسكه بتمثيل احد نوابه في الحكومة. ودعت الى انتظار ما قد يصدر من مواقف في خلال هذا الاسبوع على ان تتكشف الامور اكثر فأكثر مع العلم ان ما من ايجابية يمكن البناء عليها، أقله قبل الحديث عن بصيص خرق في العقدة الحكومية.
عقد إضافية تلوح في الأفق
وفيما اعتبرت مصادر مواكبة لمفاوضات التأليف ان طرح باسيل غير واقعي لكونه يحصر صلاحيات الرئيس المكلف بالكوتا السنية بما يتعارض وصلاحيات الحريري ويناقض الدستور، فقد أكدت مصادر الرئيس المكلف لـ"النهار" أن موقفه لم يتغيّر، والحكومة جاهزة وتنتظر إفراج "حزب الله" عن أسماء وزرائه. وتعتقد المصادر ان ما قدمه باسيل من مخرج قد لا يُشكّل مخرجاً للرئيس الحريري كونه يضع الكرة عملياً في ملعبه، بعد ان صحّح تموضعه حيال سنة 8 آذار من رافض لمشاركتهم في الحكومة إلى اتخاذ موقف الحياد، كما قد يفسّر ان حدود وساطة باسيل المكلف من رئيس الجمهورية تقف عند حدود تقريب وجهات النظر من دون تقديم أي تنازلات تتصل بحصة الرئيس عون. وعلم في هذا الاطار، من مصادر "اللواء" ان عقدة العقد في العقدة السنية تكمن في ان الأطراف المعنية ليست في وارد التنازل، كونها تعتبر ان أي تنازل من حصتها قد يفسّر بأنه خطوة تراجعية من قبلها، فيما لو أتى المخرج عن طريق رئيس الجمهورية، لكان كمن يقدم خشبة الخلاص لهذه الأطراف، سواء للرئيس الحريري أو "حزب الله" أو حتى للنواب الستة، خاصة وانه ليس معروفاً ما إذا كان اللقاء بين الرئيس المكلف و"اللقاء التشاوري" سيعقد اساساً، بحسب ما اقترح باسيل، فضلاً عن طبيعة النتائج التي يمكن ان تسفر عنه في حال انعقاده.
وقالت مصادر "اللقاء التشاوري" لـ"الأخبار" إن "باسيل لم يعرض وساطة بيننا وبين الحريري لحصول لقاء، بل قال إن علينا الاجتماع به". ولفتت المصادر إلى أن "النواب السنّة لم يقرروا بعد ما إذا كانوا يريدون الاجتماع بالرئيس المكلف، وأن هذا القرار يتوقّف على حصول تطوّر سياسي ما، وليس لمجرّد اللقاء".
الحريري لا يزال على موقفه ولفتت اوساط الحريري عبر "الديار" الى ان محاولة "غسل" الوزير باسيل "يديه" من الازمة من خلال القول ان رئيس الجمهورية غير معني بالمشكلة يعقد الامور اكثر مما هي "معقدة"، اما محاولة التراجع عن "المقايضة" بين رئيسي الحكومة والجمهورية ونزع وزير مسيحي من الحريري وتدفيعه "الثمن" سنيا، فهو طرح "غير منطقي"، لأنه يحصر صلاحيات الرئيس المكلف في المربع السني وهذا ما يتعارض مع صلاحياته ومع الاعراف والدستور...ولذلك لن يقبل الحريري طرحاً مماثلاً، وهذا يعني ان "الشلل" الذي يصيب المحركات الوزارية قد يصبح "كوما" اذا ما استمرت الامور على هذا المنحى.. وفي هذا السياق، وضعت مصادر "المستقبل" عبر "الشرق الأوسط" حراك باسيل في إطار تبريد الأجواء، ومحاولة تقريب وجهات النظر، بعيداً عن أي طرح بعينه، معتبرة أن الحراك الأساسي يجب أن يحصل بين عون و"حزب الله"، صاحب العقدة الأساسية. وفي حين اعتبرت أنّه ليس هناك من مبرّر للقاء الحريري بهؤلاء النواب، أوضحت: "كان قد التقى بهم خلال المشاورات النيابية، حين كانوا موزّعين في كتل مختلفة، فكيف سيلتقي بهم اليوم بعدما أعادوا تجميع أنفسهم في كتلة واحدة"، وأكّدت أن "المشكلة باتت واضحة، وهي لدى حزب الله، صاحب القرار الوحيد في هذا الشأن". المصدر : جنوبيات |