الأربعاء 15 أيار 2019 10:08 ص

"صيدا مدينة رمضانية" بامتياز... عادات وتقاليد وحركة دائمة


* ثريا حسن زعيتر

تعيش مدينة صيدا "عاصمة الجنوب" شهر رمضان ببهجة مرتدية حلّة من الأضواء والزينة، وبأجواء من الفرح وأنشطة من تراث المدينة، وذاكرتها في شهر رمضان المبارك، تتوزّع بين أحياء المدينة القديمة وساحاتها ومقاهيها ومعالمها التراثية، لما لها من خصوصية دينية، وطابع تراثي مميّز، وحضورها الخاص في الشهر الكريم.
كعادتها في كل عام، اكتست المدينة حلّة جديدة من الزينة الرمضانية التي تتلألأ بالأنوار، فانتشرت على طول طرقات وشوارع المدينة، وداخل صيدا القديمة، وتحديداً باب السراي.
زينة رمضان تقليد سنوي تختلف من عام إلى آخر، وتتركّز هذا العام عند المستديرات والنقاط الرئيسية، ومداخل ووسط المدينة، حيث نصبت مجسّمات مرحّبة بالشهر الفضيل، ومعبّرة عن محبة أهل المدينة لشهر رمضان.

شهدت المستديرات الرئيسية في مدينة صيدا والطرق الأساسية زينة رمضانية، بمساهمة من بلدية صيدا، تميّزت عن السنوات السابقة بأشكالها الجديدة، بتزيين المدينة ورفع مجسّمات رمضانية حول نافورة ساحة النجمة وسط المدينة، وعلى "دوّار السعودي" أضاءت "الهيئة الإسلامية للرعاية" المجسّم الرمضاني الأوّل من نوعه في صيدا والجنوب، وهو عبارة عن فانوس إلكتروني بطول 4.25 أمتار وبعرض 3 أمتار، يُعرض عليه إنفوغرافيكس رمضاني متنوّع.
تترافق زينة المدينة بنشاطات رمضانية متنوذعة، منها الإفطارات الرمضانية وموائد السحور، والتواشيح والابتهالات الدينية في الأمسيات الرمضانية، وليلاً تعج المقاهي المنتشرة على الكورنيش البحري وداخل أحياء المدينة القديمة بالروّاد الذين يسهرون حتى السحور.
وتستقبل مساجد المدينة شهر رمضان بأبهى حلّة من الزينة والأنوّار، خصوصاً في قلب البلد القديمة، حيث الذكريات الجميلة مع المشايخ الذين تركوا بصمات جليلة على صيدا وأبنائها، وتعج المساجد في شهر الخير بالروّاد في صلاة التراويح.

"قهوة باب السراي"

تحافظ مقاهي صيدا على طبيعتها الشعبية، خاصة على الكورنيش البحري ومداخل المدينة القديمة، وهي الملاذ الليلي للناس خلال شهر رمضان، وما يميّز مقاهي صيدا الشعبية أيضاً، روح الإلفة التي ما زالت موجودة في هذه المقاهي.
وتشهد ساحة باب السراي ازدحاماً خلال الليل، وصولاً حتى حي رجال الأربعين، حيث تنشط حركة المقاهي في شهر رمضان عادة، لا سيما بعد انتهاء الصائمين من الإفطار وصلاة التراويح.
لدى الوصول إلى ساحة باب السراي، ينجذب المارّة إلى الحائط الرئيسي في المقهى القديم تظلّل الأشجار حجارته الرملية، بعدما جرى ترميمها، وأطلق عليه "قهوة باب السراي" التراثية، التي أضيفت إلى رونقها، كراسي الخيزران والطاولات والأبواب الخشبية، حيث الطابع التراثي للمقهى يجذب السياح على مدار العام...
أما في شهر رمضان، فتتضاعف الحركة، حيث يقبل المئات من أهالي صيدا والجوار ومختلف المناطق.
ويحتضن المقهى المقابل للساحة الرئيسية في صيدا القديمة، الجلسات العائلية، يشربون الشاي وأنواع العصير والمشروبات الرمضانية من الجلاب والتمر هندي والسوس، وبينهم من يدخّن النرجيلة، ويتسامرون حتى السحور، فيتناولون مناقيش الصاج بالجبن أو الزعتر بالزيت أو اللحمة، أو الفول المدمّس والحمص بطحينة، لذلك تُعتبر المنقوشة وصحن الفول سيدَيْ السحور الرمضاني الصيداوي بلا منازع، إضافة إلى بعض الأنشطة الفنية الدينية، التي تقوم بها بعض الفرق والجمعيات، كما أنّه تتخلّل الأمسيات استعراضات للمسحراتي، وتستمر السهرات الرمضانية حتى موعد السحور.

متاحف صيدا

تُعتبر صيدا القديمة أكبر متحف قائم في الشرق الأوسط بوجود البيوت التراثية، وساحة باب السراي، متحف الصابون التابع لـ"مؤسّسة عودة التراثية"، "أكاديمية القيادة والتواصل - علا" في دار آل حمود التراثي، "خان صاصي"، متحف قصر دبانة، كنيسة القديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس في حي مار نقولا، والأحياء التي تربط بين هذه المعالم، وصولاً من جديد إلى "خان الافرنج".
وتحفظ المقاهي في المدينة الكثير من المحطات للتاريخ والذكريات، كذلك حال الحمامات التاريخية، التي يقصدها الناس من مختلف المناطق اللبنانية، حيث تتحوّل إلى أمسيات بعد جلسة استرخاء على البلاط الساخن، لشرب النرجيلة وتناول المأكولات الصيداوية الشهيرة خلال فترة السحور.

 

 

مسحراتي باب السراي

 

 

فانوس أضاءته "الهيئة الإسلامية" في صيدا

المصدر : جنوبيات