الجمعة 1 تموز 2016 12:25 م

الجيش يُحبط تفجيرين ويُلاحق عناصر إرهابية منظمات الإغاثة تنفي نيتها "معاقبة" البلديات


اذا كان الاقتصاد هو الرافعة للبلاد فانه لا ينمو الا في ظروف امنية مستقرة، وقد أكد وزير السياحة ميشال فرعون ان احداث الايام الاخيرة لم تؤثر سلبا على حركة الحجوزات في الفنادق وفي مكاتب الطيران "ولكن لا يمكن التكهن من الآن بما ستؤول اليه الأوضاع في عيد الفطر. الحجوزات قبل تفجيرات القاع الارهابية كانت جيدة جداً، ولم تسجل حتى الآن أي الغاءات". وتوقف عند الشائعات "المدروسة" التي تلقاها اللبنانيون عبر هواتفهم الخليوية، فاعتبر "انها ليست بريئة وخطيرة تصدر عن جهات غير مسؤولة وتتوجب ملاحقتها قضائياً وقانونياً".

هذه الظروف والاوضاع كانت الشغل الشاغل للبنانيين، امنيين ومواطنين، الذين اتخذوا اجراءات احتياط تخوفاً من أي حوادث أمنية ارهابية وخصوصاً في ظل اعلان الجيش اللبناني احباط "مديرية المخابرات عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان تنظيم داعش الإرهابي قد خطّط لتنفيذهما وتقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان". واشار البيان الى "توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسهم المخطّط، وقد اعترف الموقوفون بتنفيذهم أعمالا ارهابية ضدّ الجيش في أوقات سابقة".
وتبين ان البحث جار عن عنصر من الخلية التي اوقفت يضطلع بدور لوجيستي على قدر بالغ من الاهمية وتجري حالياً متابعة تحركاته ويتوقع القبض عليه قريباً. أما السيارة التي كان يحكى عن تحضيرها لتفجيرها في الضاحية الجنوبية، فاكتشف أمرها بناء على اشارات من جهاز أمني غربي تقاطعت معلوماته مع معلومات لدى الاجهزة الامنية.
وأوضح مصدر عسكري لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" ان "المخطط كان يستهدف كازينو لبنان في جونيه ومنطقة مكتظة بالسكان وفق ما تسمح به الظروف، مثل مراكز تجارية أو الضاحية الجنوبية لبيروت أو مناطق أخرى كالحمراء والاشرفية". وقال المصدر: "كان يفترض ان ينفذوا العمليتين قبل نحوعشرة ايام"، مشيراً الى ان "التحقيقات لا تزال جارية معهم للكشف عن خلايا أخرى وأهداف اخرى محتملة". وأبلغت مصادر أمنية  ان الهدف الثاني كان في منطقة تقع بين الحازمية والحدت على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتكتمت المصادر العسكرية على تحديد المواقع التي كان يخطط لاستهدافها منعاً للبلبلة وأكدت ان التحقيق لا زال مستمراً، وهو حتى الآن بين مدى خطورة المخطط الذي كان يعدّ له وقد أحبطه الجيش بتوقيفه رأسين كبيرين مع مجموعة وخلال الساعات المقبلة سيٌظهر هذا التحقيق المزيد من الحقائق. واوضحت المصادر أن البيان صدر لسببين: لأن من حق المواطن أن يعرف ما كان يعدّ له واحبطه الجيش ولم يعد يشكّل خطراً، وللحدّ من الشائعات.
واذ تضارب وصف المصادر الامنية للاخبار بين مبالغة في التخويف وواقعية في الكلام، جاء الغاء "حزب الله" احتفاله الجماهيري في مناسبة يوم القدس عصر اليوم ليضفي على الحذر وقعاً أكثر جدية، اضف اليه دهم قوة من الأمن العام بمؤازرة الجيش وكراً لإرهابيين في وادي عطا - خراج بلدة عرسال، في إطار عملية استباقية، وعثرت على حزام ناسف وأسلحة وأعتدة حربية مختلفة. ولا تزال المتابعة مستمرة لتوقيف أعضاء الخلية الإرهابية.

اللاجئون
اما الملف الثاني الاكثر اثارة والمرتبط ارتباطاً وثيقاً بالامن، فهو ملف اللاجئين السوريين الذي حضر على طاولة مجلس الوزراء أمس في ضوء تحذير الرئيس تمام سلام " من المضي في منحى ربط ما حدث(في القاع) باللجوء السوري لوضع لبنان بأكمله في مواجهة اللاجئين". وعلمت "النهار" ان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس حذّر في مداخلة له من "الوقوع في فخ العداء لللاجئين"، وقال: "أنا مع ترحيل اللاجئين إذا كانت لدينا وسيلة والامر مرتبط بحل سياسي ومناطق آمنة". وكشف عن برنامج للوزارة تموّله الامم المتحدة و"يقضي بإجراء مسح كامل للوجود السوري في لبنان يتبيّن من خلاله اللاجئ من غير اللاجئ". وعما تردد عن ربط المساعدات من الامم المتحدة للبلديات بحجم اللاجئين في نطاقها، نفى الوزير درباس علمه بوجود مثل هذا الطرح وقال إن "المساعدات الدولية للمجتمعات المضيفة مستمرة ودورنا فيها يشمل تحديد وجهة هذه المساعدات لكي تتولى الامم المتحدة إيصالها" .
ورداً على سؤال لـ"النهار"عما اذا كانت المنظمات الدولية ستوقف الدعم المقدم الى البلديات اذا ما توقفت عن التعامل مع اللاجئين بطريقة إنسانية بعد تصريحات ودعوات الى منع تجمعاتهم، قال الناطق باسم المفوضية السابقة للأمم المتحدة للاجئين: "ان المفوضية ليست على اطلاع على أي مناقشات بين الحكومة والمفوضية والمجالس البلدية في هذا الخصوص". وهل تسعى المنظمات الدولية الى تحميل المجالس البلدية مسؤولية اللاجئين تمهيدا للتوطين؟ أجاب: "ان الحكومة اللبنانية كانت واضحة باعتبارها ان الاندماج المحلي ليس خياراً وفي هذه الظروف لا تعتبر المفوضية ان الاندماج المحلي يشكل حلاً بالنسبة الى اللاجئين السوريين في لبنان. والحل الأفضل يبقى في عودة اللاجئين السوريين الى بلدهم عندما تسمح الظروف."
وقالت ممثلة المفوضية في لبنان ميراب جيرار لـ النهار ان "المفوضية، على غرار عائلة الامم المتحدة في لبنان، قلقة بشدة من الاعتداءات التي ضربت القاع " مذكرة بأن "شمال البقاع يستضيف عددا ملحوظا من السكان الضعفاء، من اللبنانيين واللاجئين. وفي أوقات التشنج، من المهم ان يبقى السكان متحدين."

المصدر :النهار