الاثنين 11 تموز 2016 10:01 ص

من «عين الحلوة» إلى «المية ومية».. مخاوف مقيمة


* رأفت نعيم

 يصف اكثر من مرجع فلسطيني الاشكالات التي سجلت وتسجل في مخيمات صيدا، وآخرها ما تردد عن انه محاولة اغتيال للمسؤول الفتحاوي عبد سلطان في مخيم المية ومية، وقبلها اطلاق النار في مخيم عين الحلوة الذي اوقع 3 جرحى، بأنها حوادث محدودة لا ترقى الى مرتبة المخاطر الفعلية التي يمكن ان تؤدي الى انفجار امني كبير في هذا المخيم او ذاك. وتضيف هذه المراجع بأنها اشكالات وحوادث صغيرة مقدور عليها ولكل ظروفها، لكن اذا لم تعالج ذيولها سريعا وفي حينه، فان ذلك قد يؤدي الى تفاعلها وتطورها سلبا او استغلالها في توتير الوضع في اي من المخيمين اللذين يشهدان هدوءا نسبيا لا يزال صامدا منذ اشتباكات آذار الماضي في عين الحلوة واغتيال المسؤول الفتحاوي فتحي زيدان «الزورو» عند تخوم المخيم بعدها بعشرة أيام .
قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب قال في حديث الى «المستقبل» ان اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على المخيمات ستستأنف اجتماعاتها بعد عطلة الفطر لاستكمال ما كانت بدأته قبل شهر رمضان من اعادة تفعيل للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة وتعزيز عديد الذراع التنفيذية لها وبناء لما تم التوافق عليه مع الأخوة اللبنانيين .
وعن اشكال مساء السبت الذي أوقع 3 جرحى، كشف أبو عرب ان القوة الأمنية أوقفت مطلق النار محمد ح.» وتقوم بالتحقيق معه، وانه في ضوء نتائج التحقيق يتقرر ما اذا كان سيتم تسليمه للسلطات اللبنانية، لافتا الى ان خلفيات الحادث فردية وشخصية محضة .
وحول ما اعلن عن محاولة تعرض لها القيادي في حركة فتح عبد سلطان بينما كان في زيارة إلى أقارب له في مخيم المية ومية حيث أصيب شقيق زوجته طارق مسرة في يده وفخذه، قال اللواء ابو عرب انه تلقى اتصالا من سلطان يبلغه فيه عن تعرضه واقارب له لإطلاق نار. لكن حتى الآن لا توجد لدينا اية معطيات حول هذه الحادثة وفقا لأبو عرب .
الحذر من مأمنه!
حتى الآن يبدو الوضع في مخيم عين الحلوة ممسوكاً، بحسب ما يشير عضو بارز في اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا، لكنه يستدرك «ليس ممسوكا من طرف بعينه وليس لأن هناك احد مسيطر في المخيم ، وانما لأن هناك تفاهما ضمنيا فلسطينيا مدعوم لبنانيا على عدم السماح بأخذ المخيم الى اي توتير او تفجير، ولأن ايا من الأطراف الموجودة في المخيم لا يستطيع تحمل تبعات اية مغامرة امنية قد يتورط بها هذا الفريق او ذاك«. ويضيف،ان وجود افراد داخل مخيم عين الحلوة او مخيم المية ومية متعاطفين فكريا مع تنظيم داعش او النصرة او غيرهما لا يعني بالضرورة وجود حالات منظمة لهم فيهما والدليل ان من يغادرون الى العراق او سوريا ويقتلون الى جانب هذا التنظيم او ذاك لا تكون هناك اية تفاعلات لمقتلهم على صعيد المخيمين، وحتى اطلاق الرصاص الذي كان يسجل بعد كل نعي لأحدهم، قد غاب في الآونة الأخيرة .
لكن ما يخشى منه فلسطينيا ويشكل مصدر قلق لبنانيا، وفقا لمصادر متابعة، ان تستغل بعض الحوادث الصغيرة او بعض الخلافات الداخلية في هذا المخيم او ذاك من قبل طرف ثالث او طابور خامس لإشعال فتيل التوتير فيهما من جديد والنفاذ منهما لتفجير الساحة الفلسطينية وعبرها الى الساحة اللبنانية، ما يفرض على كافة الأفرقاء في المخيم رفع درجة اليقظة والتنبه لأي من هذه المحاولات وعلى قاعدة «يؤتى الحذر من مأمنه». ولا تُسقط المصادر من هذه المخاوف محاولة استغلال بعض الاستحقاقات السياسية على الساحة الفلسطينية الداخلية لا سيما ما يتصل منها بعملية السلام في ظل المبادرة الفرنسية وتقرير الرباعية الدولية وموقف السلطة الفلسطينية منه، او ما يتصل منها بالعلاقة بين فتح وحماس او حتى بالبيت الفتحاوي الداخلي .
وتشدد اوساط فلسطينية في السياق نفسه على اهمية ودور جسور التواصل والثقة التي تعززت على مدى السنوات الماضية بين القوى الوطنية والاسلامية في المخيم من جهة وبين الجانب اللبناني فاعليات سياسية وروحية لا سيما في مدينة صيدا - ومسؤولين امنيين وعسكريين، حيث تشكل اللقاءات الدورية المشتركة على اكثر من مستوى وصعيد وفي اكثر من مناسبة ومحطة، ما يشبه شبكة امان استباقية للمخيم كما للمدينة كونه متداخلا معها واي حدث امني يسجل فيه ينعكس سلبا على المدينة امنيا واقتصاديا واجتماعيا.  

المصدر :المستقبل