الأربعاء 29 أيلول 2021 20:44 م |
بئسَ الزّمنِ الّذي نشحذُ فيه جنى عمرِنا! |
* القاضي م جمال الحلو يومًا بعد يومٍ يتبيّنُ لنا أنّ أجدادَنا كانوا أوعى بكثيرٍ من هذا الجيلِ، حتّى أثناءَ ظهورِ العملةِ الورقيّةِ، ظلّوا يتعاملون بالذّهبِ. فيشترون اللّيرات الذهبيّةَ سواءَ أكانت إنجليزيّةً أم رشاديّةً عثمانيّةً، ويخبّئونها في مكانٍ آمنٍ. أضفْ إلى ذلك شراءَهم العقارات على أنواعِها. وكان أهلُ المدنِ منهم على الأخصِّ يمارسون التجارةَ والاستثمارَ بشكلٍ يؤمّنُ لهم الاستقرارَ في معيشتِهم. لقد تبيّنَ اليوم أنّ المصارفَ كذبةٌ كبيرةٌ، وأنّ الناسَ (الطيّبين منهم) انخدعوا خدعةَ العمرِ على يدِ أشهرِ مافياتِ الأموالِ، من خلالِ خطّةٍ محكمةِ التّنفيذِ للاستيلاءِ على أموالِ الشّعبِ المسكين. وبتغطيةٍ من بعض السياسيّين الفاسدين (في عتمةِ ليلٍ بهيمِ). فرحَ المواطنُ بزيادةِ الفوائد، فجمعَ "تحويشةَ عمرِه" ووضعَها في سلّةِ بنوكِ النّفاقِ والشّقاقِ وسوءِ الأخلاقِ. وما أن لاحَت الفرصةُ السانحةُ حتّى انقضّوا انقضاضَ الذّئبِ على الشاةِ، فسرقوا وسلبوا ونهبوا لا حسيبَ ولا رقيبَ. وعندما بادرَ النائبُ العامُّ الماليُّ إلى الحجز على المصارف، وحصص اصحابها (بصرفِ النّظرِ عن الأبعادِ القانونيّةِ للقرارِ،وجدليّةِ صوابيتِه أو عدمِها، "وإن كنت أميلُ الى إنفاذِه".) ثارت ثائرةُ الغيارى على القطاعِ المصرفيِّ، فضغطوا على القضاءِ لوقفِ تنفيذِ القرار بسرعةٍ قياسيّةٍ فاقت مواقيتَ الصّلاةِ.
وللأسفِ الشّديدِ هرّبَ البعضُ أموالَهم (وعلى رأسِ هؤلاء أصحابُ المصارفِ الّذين هرّبوا أموالَهم إلى الخارجِ) فأهلُ مكّة أدرى بشعابِها!
أيّها القضاءُ أنت أمامَ امتحانٍ مفصليٍّ، لتحميَ الشّعبَ المسكين... والتاريخُ سيكشفُ زيفَ الظّالمين، وسينصفُ رحى العادلين...
بالله عليكم أين هي السوقُ البيضاءُ؟!
أقول: القاضي م جمال الحلو المصدر :جنوبيات |