السبت 16 نيسان 2022 09:38 ص |
عائلة غادة سباتين: قتلها بدم بارد وقال “آسف” |
* جنوبيات كانت عائلة غادة إبراهيم علي سباتين، التي قتلت مطلع الأسبوع بنار الجيش الإسرائيلي قرب قرية حوسان، اجتمعت في صالون بيت والديها. والدة غادة، حورية، شاهدت فيلما وثق موت ابنتها بضع مرات، وقالت إنها لم تنم منذ الحادثة. “في كل مرة أغمض عيني أرى كيف تسقط أمامي. لا أستطيع النوم”، قالت.
الأحد الماضي، ذهبت غادة سباتين (45 سنة) لزيارة أحد الأقارب الذي يسكن قريباً منها. في طريق العودة، مرت بنقطة عسكرية على الشارع الرئيسي وسط البلدة. حسب المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، “اقتربت غادة بصورة مشبوهة من القوة الموجودة في المكان. وبعد عدم الاستجابة لنداءات التوقف، أطلق الجنود النار في الهواء، وبعد ذلك أطلقوا على الجزء السفلي من جسمها”. يقول الجيش إن سباتين كانت مسلحة. وقالت عائلتها للصحيفة بأنها كانت تعاني من مشكلة في النظر، وصف شهود عيان كيف أنها مشت بصورة مشوشة وخائفة. وحسب أقوال شهود عيان، بعد أن أطلق جندي النار في الهواء حاولت الركض نحو الجدار القريب منها. عندها التفت وتقدمت نحو الجنود.
المراسل هاني فنون، قال إنه شاهد غادة سباتين وهي تقطع الشارع نحو الرصيف الذي عليه النقطة العسكرية، بعد أن كانت سيارة تسير باتجاهها. “واصلت السير، عندها صرخ جندي عليها وقال: توقفي، توقفي، وأطلق النار في الهواء. هي دهشت وبدأت تتقدم نحو الجدار. وعندها كما يبدو لاحظته وركضت نحو الجنود، وعندها أطلقوا النار عليها”. كل هذا السيناريو استمر بضع ثوان. “لقد كانت مذعورة جداً. لقد رأوا هذا”، قال فنون. وقال شاهد عيان آخر إن الجنود في النقطة العسكرية يأمرون سكان المكان بأن لا يسيروا على الرصيف المجاور للنقطة. “سمعت الجندي وهو يقول لها: عودي إلى الوراء. عندها أطلق النار في الهواء. وضعت يديها على أذنيها. وعندها هربت في اتجاه خلف النقطة العسكرية، وعندها وأطلقوا النار عليها”. عائلة سباتين تنفي التقديرات التي تقول إنها حاولت الانتحار. هي كانت مريضة، هذا صحيح، ولكن أولادها كانوا كل حياتها. هذا كذب”، قالوا. وحسب قولهم، كانت ستذهب لشراء الطعام بعد الزيارة. وكانت تحمل في جيبها مبلغاً من أجل ذلك، الأمر الذي ينفي -حسب قولهم- ادعاء أنها أرادت الانتحار. جلس خمسة من أولادها الستة في صالون بيت عائلتها، أما البنت الكبيرة، نور، فهي أم لطفلين وغير موجودة هناك. منصور، ابن آخر عمره 20 سنة، يدرس المحاسبة في الجامعة، ويعمل في الوقت نفسه في البناء في “بيتار عيليت” هو وشقيقه الصغير محمد. الأخ الأصغر في العائلة عمره 11 سنة. “هي تعيش من أجلنا ومن أجل مساعدتنا على تحسين حياتنا. أرادت أن نتعلم ودائماً، كانت فرحة بنا”، قال منصور الذي كان يجلس وعيناه منتفختان من البكاء. حسب قوله، أمه خافت من الجيش، من بين أسباب أخرى، لأنها طوال سنين كثيرة لم تسكن في الضفة، والعيش في مثل هذا الوضع كان غريباً عليها. “شاهدنا الفيديو الذي يصور الإطلاق عدة مرات. هذا مثير للغضب ومحزن، لقد قتلوها بدم بارد”. قالت العائلة إن الاولاد سيعيشون في البيت الذي كانوا يعيشون فيه مع والدتهم. “أشعر بمسؤولية كبيرة وثقيلة. عليّ الآن تربية أخوتي وإعالتهم”، قال منصور. الابنة جميلة، ابنة الـ 14، قالت إنها لا تشاهد الفيلم الذي يوثق موت والدتها. “لا أستطيع، هذا يخنقني عندما أفكر في ذلك”، قالت. ” لا أمل هنا، فالحياة مختلفة عن تلك التي في الأردن. هنا تخاف الموت كل حين”، قالت جميلة. منى، خالة غادة، تنضم لهذه المشاعر وتقول: “منذ الحادثة وأنا خائفة. أشعر أنني إذا ذهبت للتسوق حتى لو مشيت في الحي، يمكنهم إطلاق النار علي”. من المتحدث بلسان الجيش جاءنا: “في 10 نيسان 2022 بدأت قوة للجيش الإسرائيلي في إجراء اعتقال مشبوه، تضمن إطلاق النار في الهواء نحو مشبوهة كانت تركض نحو القوة بصورة تثير الاشتباه. بعد عدم توقفها ومواصلة الاقتراب، أطلقت القوة رصاصة واحدة نحو ساقها من مسافة قريبة. المشتبه فيها تلقت علاجاً طبياً اولياً في المكان من قبل القوة. وقد تم منع نقلها لتلقي العلاج من قبل فلسطينيين كانوا في المكان. ظروف الحادثة قيد الفحص الآن”. المصدر :هاجر شيزاف |