الثلاثاء 7 شباط 2023 17:50 م

لماذا كان زلزال تركيا وسوريا بهذا الدمار؟


* جنوبيات

ضربت هزة أرضية عنيفة جنوب تركيا وسوريا المجاورة والتي تعتبر من أكثر الزلازل شدة بسبب العديد من العوامل على رأسها توقيت الزلزال وموقعه، وخط صدع هادئ نسبياً منذ قرنين، علاوة على وجود الكثير من المباني التي تم تاسيسها بشكل سيئ.

يستمر عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا في تنفيذ عمليات البحث عن الاشخاص الناجين بين أنقاض آلاف المباني التي انهارت بعد حدوث سلسلة من الهزات الأرضية العنيفة التي ضربت البلدين.

وتخطت الحصيلة الإجمالية المعلنة لعدد ضحايا الزلزال في البلدين أكثر من 4,300 جراء زلزال مدمر وقع بالقرب من الحدود التركية السورية، والذي بلغ قوته 7.8 درجات، بحسب ما ذكرته وكالة "فرانس برس".

ويرجع السبب الرئيسي لهذه الحصيلة المرتفعة إلى قوة الزلزال، الغير مسبوقة في تركيا منذ زلزال عام 1939 الذي ضرب منطقة مليئة بالسكان.

ويجدر الإشارة إلى أن الزلزال وقع في فجر الاثنين وتحديداً عند الساعة 4:17 بالتوقيت المحلي (01:17 بتوقيت غرينتش) ويستيقظ النائمون ليجدوا أنفسهم "عالقين عندما انهارت منازلهم"، وفق ما ذكره روجيه موسون، الباحث في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.

وبحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس" عن الباحث في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، فأن بنية المساكن "لا تتوافق بالفعل مع منطقة معرضة لخطر الزلازل العنيفة"، على ما أوضح هذا الباحث الذي ألف كتاباً بشأن الهزات الأرضية،

ويشار إلى أن تركيا تقع على خط صدع زلزالي رئيسي في العالم. وتسبب زلزال في إزميت على بعد حوالي 100 كلم جنوب شرق اسطنبول بمقتل 17 ألف شخص في 1999.

وقد حدثت الهزة الأرضية ، فجر الاثنين، على الطرف الآخر من البلاد، وبالقرب من الحدود السورية، على امتداد خط الصدع الشرقي للأناضول، هذا الخط الذي لم يشهد أي زلزال تفوق قوته 7 درجات منذ أكثر من قرنين، مما حدا بالسكان إلى "الاستخفاف بخطورته"، بحسب موسون.

وتسببت طول المدة بين الزلزالين في تراكم كمية كبيرة نسبياً من الطاقة على طول الصدع، وهو ما يؤكد شدة هذا الزلزال، بحسب ما قاله الباحث، لذلك وقعت هزة ارتدادية عنيفة بعد الزلزال الرئيسي.

ويعتبر زلزال الاثنين "تكرار" للزلزال الذي ضرب المنطقة في 13 آب/أغسطس 1822 والذي بلغت قوته بنحو 7.4 درجات، وأشار "موسون" إلى أنه تسبب وقتها في "دمار هائل وانهياى مدن بأكملها وراح ضحيته عشرات الآلاف".

ووقع زلزال الاثنين بسبب تحرك الصفيحة التكتونية العربية التي "تتقدم نحو تركيا" باتجاه الشمال، تنشط الحركة، تتقدم اللوحة فجأة و"ينتج من هذه الحركة زلزال كبير، مثل ما حدث في زلزال الاثنين، كما أوضح عالم الزلازل.

ويرتبط قوة الزلزال ومدى الدمار الناتج عنه بطول الصدع الأرضي على امتداد خط الصدع الزلزالي (مئة كيلومتر بالنسبة لزلزال الاثنين)، ولفت "موسون" إلى أن "هذا يعني أن أي نقطة قريبة من المئة كيلومتر هذه، تعد بالفعل في مركز الزلزال".

وفي السياق ذاته، أوضحت عالمة البراكين في جامعة بورتسموث البريطانية، كارمن سولانا، أن تأسيس المباني يشكل سبباً رئيسياً عند حدوث الزلزال، قائلة :"مقاومة البنية التحتية ويا للأسف متفاوتة في جنوب تركيا وخصوصاً في سوريا. لذلك، فإن إنقاذ الأرواح يعتمد الآن على سرعة الإغاثة".

والجدير بالإشارة أن زلزال عام 1999 في تركيا أدى إلى إصدار تشريع في عام 2004 يلزم كافة المباني الجديدة بتطبيق معايير مقاومة الزلازل، ومن المتوقع أن ينتج عن حجم الدمار المسجل بسبب زلزال الاثنين، أن تتحرك السلطات التركية إلى التحقق من مدى احترام القانون، بحسب ما ذكرته جوانا فور ووكر، من معهد الحد من المخاطر والكوارث في جامعة كلية لندن البريطانية، لوكالة "فرانس برس"

وبدوره، نوه بيل ماكغواير، عالم البراكين إلى أن الكثير من المباني "انهارت على شكل طبقات"، لافتاً إلى أن "ذلك يحدث عندما لا تكون الجدران والأرضيات متصلة بشكل كافٍ، فينهار كل طابق عمودياً على الطابق السفلي"، الأمر الذي يترك للسكان فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة.

وأوضح عالم البراكين، أن "وجود أحد المباني قائماً بدون أضرار جسيمة إلى جانب مبنى منهار بالكامل ليس أمراً نادراً، بسبب البناء غير الموثوق به أو المواد السيئة".

المصدر :وكالات