السبت 11 شباط 2023 18:00 م

ديمقراطية "اسرائيل" "3"


عقد لقاء في السفارة الاسرائيلية في واشنطن دعت إليه رئيسة دائرة الشتات في وزارة خارجية دولة الاغتصاب والإرهاب شولي ديفي دوفيش حضره مندوبون من منظمات يهودية أساسية داعمون بقوة لاسرائيل وعلى تواصل دائم مع السفارة وأركانها. فوجئت شولي بمواقفهم المحذّرة من خطورة الخطوات العنصرية التي تتخذها حكومة نتنياهو والتي تستهدف التعددية الدينية، ومن إمكانية إجراء تعديلات على "قانون العودة" و"قانون التهويد" بما يؤثر سلباً على اليهود في الولايات المتحدة بحيث لا يسمح لأزواج يهود وأحفادهم بالحصول على جنسية اسرائيلية. كذلك رفعوا صوتهم ضد بتسئيل سموتريتش وايتمار بن غفير ركني العصابة الشريكة لنتانياهو اللذين يطلقان مواقف عنصرية تؤكد تفوّق اليهود العرقي ونبّهوا ان من شأن الاستمرار في هذه السياسات أن يضرّ بتبرعات اليهود الأميركيين وأن يبعد الشبان الأميركيين اليهود أنفسهم عن اسرائيل. وهنا كانت الصدمة ظاهرة على وجه السيدة شولي وزملائها في الخارجية الاسرائيلية المرافقين لها. وتزامن ذلك مع مواقف أطلقها وزير القضاء الأسبق دان مريدور من حزب نتانياهو نفسه، حيث دان و78 قاضياً متقاعداً إجراءات الحكومة الأخيرة واعتبروها "انقلاباً على الفكر اليميني الليبرالي الذي يرفض العنصرية ويحافظ على استقلال القضاء". أما وزيرة الاستيعاب والهجرة السابقة بنينا شاطا وهي من أصول أثيوبية فقالت: "لو أن قانوناً واحداً من القوانين العنصرية التي يجري إقرارها في اسرائيل تمّ إقراره في أي دولة في العالم لكنّا أقمنا القيامة على تلك الدولة ووجّهنا لها الاتهام بـ"اللاسامية والعنصرية". أما القضاة المؤيدون هذه المواقف فقد حذروا من "سقوط دولة القانون وسيادة الدكتاتورية" وقد وقّع المئات من كبار المحامين والأساتذة الجامعيين على عريضة تحذّر من "انهيار القيم الديموقراطية في اسرائيل".

وفي السياق ذاته قامت تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من الاسرائيليين من قطاعات مختلفة ضد سياسات نتنياهو التي "تضرّ بالديموقراطية" ورفعوا شعارات: "لا للانقلاب" "لا لنصف الديموقراطية" "حكومة جنائيين يحكمها فاسدون". وقام مئات الضباط من قادة الوحدات العسكرية في مختلف أسلحة جيش الإرهاب الاسرائيلي بتنظيم مسيرة كبرى رفضاً لما تقوم به الحكومة.
الجنرال طال روسو الذي يشرف على التحرّك قال: "إن ما يميّز هذه الظاهرة هو أن الذين قادوا أهم معارك اسرائيل من سلاح الجو وسلاح البحرية والوحدات الخاصة والمظليين يرفعون صوتهم لإنقاذ الدولة من الدكتاتورية بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. لطالما ضحينا بأرواحنا من أجل إنقاذ الدولة من الأعداء. اليوم نجد أنفسنا مضطرين لحمايتها من أعداء الديموقراطية داخلنا، أنصار خطة الحكومة لهدم منظومة القضاء"!!
هذه المواقف لاقت صدى في برلين ولندن ومدن أوروبية أخرى وفي ولايات أميركية ومناطق كندية، وواكبتها تعليقات صحافية وتغريدات ومواقف على مواقع التواصل الاجتماعي في الغرب إضافة الى تحركات منظمات دولية غير حكومية تندّد بخطة حكومة الإرهاب التي يقودها نتانياهو.
أصحاب هذه المواقف ليسوا فلسطينيين أو معادين لاسرائيل بأساس وجودها دولة اغتصاب وإرهاب وداعين الى مقاومتها، ومقاطعتها وعدم التطبيع معها . هؤلاء هم أبناء هذه الدولة، مسؤولون حاليون وسابقون في مؤسسات مهمة فيها. مقاتلون من أجلها كما قالوا . فماذا تقول الإدارة الأميركية؟؟ ماذا تفعل؟؟ ماذا يفعل الغرب؟؟ وكلهم يتحدثون عن الديموقراطية ويدعمون "ثورات" لتعميمها، وخربوا دولاً في منطقتنا تحت هذا العنوان؟؟
الأهم ماذا يقول العرب المطبّعين إذا قرأوا أو سمعوا كلاماً من هذا النوع، وأبناء الدولة المهرولين إليها يحذرون من خطورة سياسة نتانياهو الذي يراهن عليه "الإبراهيميون" الجدد تحت عنوان الأمن والسلام والاستقرار والمظاهرات في العالم من اليهود أنفسهم تحذر من الخطر على هذه الأهداف السامية والقيم جراء سياسة الشريك الجديد رئيس حكومة الإرهاب الاسرائيلي؟؟

المصدر :جنوبيات