بأقلامهم >بأقلامهم
"الزّرع والحصاد"!
جنوبيات
رحم الله الفقيه والمجتهد ورجل القانون الأبرز في وقته وزمانه العلاّمة الرّئيس (البروفيسور) عاطف النّقيب فقد كان يردّد على مسامع تلاميذه في الدّراسات العليا في في كليّة الحقوق( قسم القانون الخاص) هذه المقولة:
"ما تزرعه تحصده، ولو بعد حين".
كلّ شيء في هذه الحياة المتعبة يبدأ بفكرة. وعندما تحوّلها إلى خطّة عمل وتبدأ بمراحل تنفيذها حتّى استكمالها، تتبلور لديك الصّورة كاملةً، فتشهد نتيجة عملك من خلال المسلك الذي اتّخذته في بداية طريق التنفيذ.
وعليه إن قمت بعملك على أكمل وجه وبمسار خيّر ومتقن، ستحصد النّتيجة على أتمّ ما يُرام.
وبهذا التّوجّه ستصبح خطّة التّنفيذ المحكم عادة لديك، والتي سرعان ما ستشكّل شخصيّتك، وكذلك مصيرك في هذه الدّنيا التي هي "دار ممرّ".
وفي بحثك الدّؤوب عن معنى الحصاد، ستجد أنّ أصول أي شركة عملاقة أو منتج باهر، كانت ذات يوم مجرّد فكرة تدور في عقل صاحبها الذي سعى وعمل واجتهد ليجعلها حقيقة على أرض الواقع، فنتج منها النّجاح المحسوس والملموس.
فعندما تزرع فكرة تحصد حركة، وعندما تزرع حركة تحصد عادة، وعندما تزرع عادة تحصد شخصيّة، وعندما تزرع شخصيّة مثاليّة تحصد مصيرًا طيّبًا.
كلّ هذا الحصاد تناله إذا كانت النيّة خالصة لوجه الله، تبتغي فيها الخير.
"فمن يزرع الخير يلقاه ولو بعد حين".
ومن يزرع الدّراسة المعمّقة يلقى النّجاح الباهر.
وفي المقلب الآخر، من يزرع الرّيح يحصد العاصفة، ومن يزرع الشرّ والحقد والكراهية يحصد العداوة والبغضاء ويلقى آثامًا كثيرة.
وبملخّص القول الفصل وما هو بالهزل:
ازرع جميلًا ولو في غير موضعه فلن يضيع جميل أينما زُرع.