لبنانيات >أخبار لبنانية
اللواء البيسري: همّنا الأساسي مُكافحة الفساد وإعادة تكوين السلطة
اللواء البيسري: همّنا الأساسي مُكافحة الفساد وإعادة تكوين السلطة ‎الأربعاء 6 12 2023 12:35
اللواء البيسري: همّنا الأساسي مُكافحة الفساد وإعادة تكوين السلطة

جنوبيات

أطلق "معهد الآداب الشرقية" في جامعة القديس يوسف في بيروت "الدبلوم الجامعي في الصحافة الاستقصائية" و"الدبلوم الجامعي في كتابة السيناريو باللغة العربية (مستوى 2)"، تخلّلته طاولة مستديرة حول الصحافة الاستقصائية ومكافحة الفساد، شارك فيها عميدة كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة وزيرة العدل السابقة ماري كلود نجم، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، القاضي السابق فادي عنيسي، وأدارتها الإعلامية ليال بو موسى، تلاها حفل تخريج طلاب الدبلوم الجامعي - كتابة سيناريو باللغة العربية (مستوى 1)، وطلاب الدبلوم الجامعي مناهج معاصرة في قراءة النصوص الدينية، وذلك في أوديتوريوم فرنسوا باسيل بمبنى الجامعة - طريق الشام.
حضر الاحتفال رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، رئيس الجامعة اليسوعية الأب البروفسور سليم دكاش، نائب رئيس الجامعة الأب الدكتور صلاح أبو جوده، وفاعليات أكاديمية، ثقافية واجتماعية.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، تحدّثت تمارا كرم مُرحِّبة بالحضور، تلتها الدكتورة ندى معوّض شاكرة رئيس الجامعة، كل مَنْ "أشرف وساهم في ولادة دبلومَيْ الصحافة الاستقصائية والمستوى الثاني من كتابة السيناريو، وجميع الزملاء وفريق العمل في معهد الآداب الشرقية على تقديم كل الدعم لإطلاق هذا الدبلوم ولإحياء هذا الحفل".
وقالت: "منذ سنتين كان قرار إطلاق دبلوم كتابة السيناريو مُغامرة بالنسبة للبعض. في زمن كان القطاع التربوي ينازع، حاله كما هي حال البلاد بسبب الأزمات المتلاحقة، كانت إرادة الحياة أقوى، وكما كانت جامعة القديس يوسف شاهدة على ولادة لبنان الكبير، ستكون شاهدة أيضاً على إعادة بناء الدولة، من خلال بناء الإنسان والعلم. وها نحن اليوم نُخرِّج الدفعة الثانية من طلاب كتابة السيناريو، مع إطلاق المستوى 2، ودبلوم الصحافة الاستقصائية، وهو أيضاً الأوّل من نوعه في لبنان".
تابعت: "لهذين الدبلوماين الجامعيين، أهمية من الناحية الاقتصادية والعملية، لأنّهما يحفّزان الطلاب على إظهار مهاراتهم، وأبرازها في مجالات الصحافة والإعلام والإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ويوفر لهم فرص الابتكار، ودخولهم في أسواق العمل".
وختمت: "بهذين الدبلومين سنقرّب سوق العمل نحو حائزيه، وسنُخرّج طلاباً مُتمكّنين من تقديم محتوى شيّق، مهني، إبداعي، وصحافيين مُتمرّسين ومهنيين يبحثون عن الحقيقة ويقفون بجانب العدالة ويساهمون في الوعي السياسي وبناء الوطن".

الزعبي

ثم تحدّث مُنسّق "دبلوم المناهج المُعاصرة" الدكتور أحمد الزعبي، كاشفاً عن أنّ "فكرة دبلوم مناهج معاصرة نشأت في مقاربة النصوص الدينية (التفسير والتأويل والتفكيك)، الذي نحتفل اليوم بتخريج أوّل دفعة منه، عندما عقدنا هنا في الجامعة في شهر حزيران 2021 مؤتمراً دولياً تحت عنوان "النص القرآني: مناهج التأويل والتفسير المُعاصرة"، من تنظيم "مركز لويس بوزيه لدراسـة الحضارات القديمة والوسيطة" في الجامعة اليسوعية، شارك فيه خبراء ومُختصون في الدين والفلسفة واللاهوت، ثم تحت رعاية كريمة من الأب البروفسور أبو جودة أنضجنا الفكرة إلى أنْ حازت موافقة رئاسة الجامعة".
وختم: "في العام الماضي، أطلقنا الدبلوم، مُتسلّحين بثقة الأب الرئيس الذي وجّه بالاستمرار فيه بالرغم من قِلّة المُنتسبين إليه.. لكنّنا وبالرغم من تحديات عدّة، لا تُواجه فقط هذا الدبلوم بل الدراسات الإنسانية عموماً، حرصنا على منح طلابنا، بإشراف ومتابعة من مدير معهد الآداب الشرقية الدكتور طوني قهوجي، أعلى مستوى من التعليم. وقد شارك معنا في إعطاء المُحاضرات أساتذة من جامعتنا ومن 7 جامعات عربية ودولية حاضروا فيه كضيوف".

قهوجي

أما مدير معهد الآداب الشرقية الدكتور طوني قهوجي فقال: "ها قد جعلنا الحدث حدثين، والتوثّب توثّبين... ففي لقائنا الفرح بوجودكم وبمشاركتكم المحبة، نُطلِق الدبلومين الجامعيين: الأوّل في الصحافة الاستقصائية، والثاني في كتابة السيناريو باللغة العربية (المستوى الثاني). هذان الدبلومان ثمرة عمل طويل، وتفكير ساعٍ إلى مُواكبة روح العصر ومُتطلّبات زمن السرعة وسوق العمل، هادفين إلى استحداث دروب يسلكها مُتخصّصون في مجالات رُسِمَتْ لها آفاق تقليدية محدودة، فابتعد عنها الطلاب كونها لا تلبّي طموحاتهم".
وختم: "هذان الدبلومان حاجة اليوم، وبخاصة في بلداننا العربية، وفي لبنان تحديداً، ففي السينما والمسرح والتلفزيون على حدٍّ سواء، تُشكّل كتابة السيناريو (وبخاصة باللغة العربية) أساساً،  لأنّ النص معيار أوّل لنجاح العمل أو فشله، ولهذا النص آليات وأُسُس وأساليب وتقنيات، والتمرُّس ضرورة لا اختيار، لأنّ خطر الوقوع في فخ الإنشائية أو الابتذال، وفي فخ التصنّع أو الغلو، المُتجلّي بكثرة في الأعمال المنتجة، تهديد صار واقعاً يُسيء إلى تاريخ عريق"!

 دكاش

من جهته قال دكاش: "نلتقي اليوم في حفل تخريج مجموعتين من الطلاب، الذين أنهوا برنامج السيناريو في اللغة العربية رقم 1، وأيضاً مناهج جديدة ومُتجدّدة في العلوم الدينية في اللغة العربية. أقول أنّ هذا اليوم مميّز بالنسبة لي، لأنّ هذه البرامج إنّما هي باللغة العربية، واليوم تذكّرنا أحد مؤسّسي الجامعة الأب لويس شيخو، الذي لُقِّبَ بـ"سلطان اللغة العربية". هذا المؤسِّس الذي يُذكّرنا بأنّه علينا إكمال المسيرة وبأنْ نعلم حيث نستطيع وحيث هناك حاجة إلى اللغة العربية، وهذه أربعة برامج من معهد الآداب الشرقية، التي تُلقّن وتعلّم باللغة العربية، وهذا يشجّعنا على إكمال المسيرة في هذا المجال".
وتابع: "أقول بأنّ اليوم مُميّز بإطلاق برنامج جديد من الصحافة الاستقصائية، وكما نعلم فإنّ الصحافة هي مهنة نبيلة وضرورية لحسن سير العمل، لأنّ الصحافة الاستقصائية كاختصاص أساسي لصحافة اليوم، حيث إنّها أبعد من الخبر وصناعة الخبر، والذين يعملون في هذا المجال نتوجّه بالشكر إليهم لأنّهم حراس الديموقراطية، وأصوات مَنْ لا صوت لهم، والمدافعون عن الحق".
أضاف: "أنتم الذين تعملون والذين سوف تعملون، بعدما تتخرّجون من هذا البرنامج لإحداث التغيير وتسليط الضوء على الظلم والفساد، وإلهام الآخرين لاتخاذ الإجراءات اللازمة، هي مسؤولية كبيرة لكنّني مُقتنع بأنّ جميع العاملين في هذا المجال مُستعدّون لمُواجهة التحدّي".
وختم شاكراً جميع العاملين في معهد الآداب الشرقية.

طاولة مستديرة

ثم عُقِدَتْ طاولة مستديرة شارك فيها اللواء البيسري، نجم وعنيسي، وأدارتها  بو موسى قائلة: "عادة في حفل الإفتتاح يقصوّن الشريط، ونحن اليوم سنربط الشريط. شريط أساسي بين الصحافة الاستقصائية وجامعة القديس يوسف، التي لا تخاف الصحافة الاستقصائية، بل العكس تعرف أهميتها، ولذلك تبنّتها وحوّلتها إلى دبلوم جامعي، لأنّ الذي يخاف الصحافة الاستقصائية هم  المُتورّطون  والفاسدون  أو الذين يجتمعون حول مصالح معينة".
تابعت: "منذ 15 سنة كانت أوّل مرّة أسمع فيها بكلمة الصحافة الاستقصائية خلال تدريبات مع تلفزيون "الجديد" داخل لبنان وخارجه، واليوم صار لهذا النوع من الصحافة دبلوم جامعي، بفضل  جامعة القديس يوسف، برئاسة الأب دكاش وكل الهيئة الإدارية والتعليمية، والدبلوم يُكمِل مسيرة الجامعة بتراكم الوعي والخبرات".

نجم

ثم تحدّثت نجم، مؤكدة أنّ "موضوع الصحافة الاستقصائية كبير وشائك، خصوصاً أنّ الطاولة تحت عنوان "الصحافة الاستقصائية ومكافحة الفساد"، واليوم إذا قمنا باستطلاع رأي وأخذنا مئة شخص كانوا من ضحايا الفساد في الإدارة العامة إلى أين يتوجّهون؟، معظمهم يذهبون إلى الإعلام، ولسوء الحظ لا يذهبون مباشرة إلى القضاء، أو حتى نحو أجهزة الرقابة الإدارية، لماذا؟ لأنّ للإعلام دوراً هامّاً، ودور الصحافة الاستقصائية أنْ تُبرِز أدلّة تضعها أمام القضاء الذي يجب أنْ يتحرّك بدوره، فالصحافي الاستقصائي ليس قضاءً، ولا يجب أنْ يحل محل القضاء، بل يُفتّش عن الحقيقة الممنوعة عن الناس حتى يستطيع بشكل علمي وموثوق ودقيق أنْ يضعها أمام الرأي العام، ويُنير هذا الرأي بصورة واضحة لتُشكّل مادّة علمية بيد القضاء حتى يستطيع أنْ يُسائل ويُحاسب، وهذا الدبلوم أراه أساسياً لوضع إطار للصحافة الاستقصائية لأنّنا لسوء الحظ في الصحافة عندنا نماذج مختلفة، فعندنا صحافة فضائحية أو انتقائية".
أضافت: "الآمر الآخر المهم، هو أننا إذا نظرنا اليوم، إلى المُمارسات الفُضلى في العالم بموضوع مُكافحة الفساد ماذا نرى؟، من بين الممارسات الفضلى هو وضع اليد على مكامن الفساد. نحن لدينا منظومة قانونية وتشريعية ونظامية تساعد الصحافة الاستقصائية، وهناك أمران مُهمّان عملنا عليهما في 2020 و2021 أولهما قانون حماية كاشفي الفساد، الذي توسّع للحماية أمام النيابات العامة، ويعني ذلك حماية الصحافة الاستقصائية وحماية المصدر، والأمر الآخر هو موضوع الوصول إلى المعلومات".
تابعت: "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي يترأسها القاضي كلود كرم، ورغم أنّ نظامها الداخلي لم يُقَرْ بعد، بدأت تُعطي قرارات في موضوع حق الوصول إلى المعلومات، وهذا أمر مهم، فالهيئة هي مرجع طعن، وأكدت من خلال قراراتها أنّ المبدأ هو إعطاء المعلومة".
وختمت: "موضوع الوصول إلى المعلومات مع حماية كاشفي الفساد، هما أداتان يُفترض على الصحافي الاستقصائي الاستفادة منهما، فهذا الدبلوم دوره كبير لتطوير الصحافة الاستقصاية، التي تهدف إلى إرساء الشفافية وإرساء المحاسبة، وهو مرتبط بشكل كبير بالنظام الديموقراطي وتطوير الديموقراطية في البلد الموجودة فيه".

البيسري

وكانت مُداخلة للواء البيسري قال فيها: "في الحقيقة هو عمل تكامُلي بين الصحافة الاستقصائية والأمن بهدف الوصول إلى الحقيقة، والوصول إلى الحقيقة هو عمل مُتواصل ودؤوب ويحتاج إلى جُهد وأُسُس مبادىء من أجل الوصول إلى الحقيقة، التي هي لُبْ الموضوع في مكافحة الفساد. وبقدر ما يكون عملنا مُنتجاً، بقدر ما نكون مسؤولين عن هذا العمل، فالعمل الذي نقوم به مُتلازم مع المسؤولية من أجل الوصول إلى الحقيقة".
تابع: "فالحقيقة تكون لصالح البريء وصاحب الحق، ونحن عملنا بالتوازي معكم، أي مع الصحافة الاستقصائية، من أجل الوصول إلى الحقيقة، واتفاقية الأُمم المُتّحدة لمُكافحة الفساد الذي التزم بها لبنان عام 2008، مطلوب من السلطة التنفيذية الإلتزام بها، وقد نتجت عنها قوانين كثيرة، منها حق الوصول إلى المعلومات وحماية كاشفي الفساد والتصريح عن الذمة المالية. ولأنّ الصحافة هي "سلطة رابعة" تقوم بعملها بشكل مُستقل، مُستفيدة من هذه القوانين لتطوير عملها من أجل الوصول إلى الحقيقة، من أجل محاسبة الفاسدين الذين يلعبون بالمال العام وأموال الناس، ومثلما الآمن لديه سرية مُطلقة كذلك الصحافة الاستقصائية لديها الحرية وتستطيع النشر، بينما الأمن لا يكشف مُطلقاً والحفاظ على السرية من أجل المصلحة العامة لا نكشف عن أي تحقيقات أو أي إفادات إلا بإذن القضاء، وعملنا يهدف للوصول إلى العدالة وعدم الإفلات من العقاب، فتحقيق العدالة وعدم الإفلات من العقاب هما الطريق الأهم للوصول إلى العدالة. علينا مكافحة الفساد الذي يُدمّر مؤسّسات الدولة، ومُراقبة الناس لنلاحق الفاسد وليس الآدمي".
أضاف: "اللعب بكرامات الناس وسُمعتهم ليس مسألة سهلة، والإعلام مُهم جدّاً بتأثيره على الرأي العام. والحُكم يكون في النهاية للقضاء وليس للصحافة ولا للأمن، بالنسبة لكم أخبار القضاء وبالنسبة لنا التعاون مع القضاء من أجل حماية الناس وليس ظلمهم، والعدالة يجب أنْ تأخذ مجراها، حيث هناك درجات للتقاضي، وفي مرّات كثيرة تختلف الأحكام بين بدائي ونهائي، لذلك علينا ألا نُطلِق الأحكام، بل القيام بعمل مُنتظم وصادق حتى نُساعد القضاء والعدالة من أجل الاستقرار في المجتمع".
وختم: "مكافحة الفساد هي هدف أساسي لنا، وكل همّنا إعادة تكوين السلطة، وخلع الفساد من المؤسّسات، لأنّه لا يمكننا أنْ نُكمِل بهذه الطريقة التي نعيشها، لذلك نحن وأنتم خصوصاً أن الإعلام مساعد أساسي في هذا الموضوع. ونحن كنّا في هذه الجامعة في ذكرى الاستقلال، واليوم نحن في احتفال تخريج الاستقلاليين، فاستقلال الوطن مبني على استقلالية الفكر".

عنيسي

كذلك تحدّث عنيسي وحيّا بداية رئيسة لجنة المنفيين قسراً وداد حلواني لوجودها معهم، وقال: "يظنُّ الفرد أنّ هُناك تضارباً بين الصحافة الاستقصائية وعمل القضاء، وهذا غير صحيح، خاصة إذا كان كل منهما يقوم بعمله، بل يوجد تكامل، لا تضارب ولا تعارض. للوهلة الأولى عالم القضاء هو عالم الهدوء والعمل بجد، والصحافة حَرِكة أكثر، لكن لا يوجد تعارض شرط الإلتزام بمبادىء قرينة البراءة، التي تؤثّر على عمل الصحافة الاستقصائية، والدور الهام للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، التي يمكن لها أنْ تكون صلة تواصل بين الصحافة الاستقصائية والقضاء". 
وفي الختام تمَّ توزيع الشهادات على الخرّيجين، والتقاط الصور التذكارية.

المصدر : وكالات