تصرخ وتنادي هل انا في حلم أم حقيقة ، طفلة لا يتجاوز عمرها السبع سنوات، تسأل بأعلى صوتها وهي تذرف دموعاً دموع الوجع والألم، الألم الجسدي والألم الروحي، وتعاود السؤال على من حولها من أطباء هل هي في حلم أم حقيقة، هل كتب على الأطفال الفلسطينيين ان يعيشوا الطفولة المسروقة، أم قدرهم ان يعيشوا الخوف والقلق ؟  
ماذا يريد العدو هل يعتبر انه في عداد الدفاع عن نفسه، أم انه حق من حقوقه ، انه عدو غاشم لا يملك اي مشاعر الإنسانية انه في الواقع عدو جبان وضعيف لا يليق به سوى النظر إليه  شزرا ، نظرة ملؤها الغضب والكراهية العمياء ، فالعيش بأمان جلّ ما يريده المواطنون الفلسطينيون وهذا ما لا يتحقق انها سياسة وألاعيب دول كبرى وخطط لا يمكن للإنسان العادي استيعابها ، فالحرب على غزة انهكت القدرات الفلسطينية واتعبت قلوبهم التي باتت تئن تحت القصف الإسرائيلي، انهم يؤمنون بالخلاص القريب وبالعودة الى السلم والأمن ، لكن دائما ما تُتخذ القرارات الكبرى بعيداً عن الإنسانية،  انه عدوّ فاقد الرحمة كل ما يهمّه هو تحقيق مصالحه في دولة مغتصبة الحقوق ومنهكة القوة؟

من جهة ثانية نرى الأهالي كيف يتألمون ويتوجعون لفقدان أطفالهم فها رجل يبكي طفلته التي لا تتجاوز العشر سنوات، وهي المقرّبة على قلبه من بين أخواتها وهي التي تعدّ له القهوة صباحاً باعتبار انها تتقن تجهيزها أكثر من والدتها ، إنه يبكيها وقلبه محروق على فقدانها ويبكي بدموع سخيّة وألم على فراق روحها  ، مشاهد تجعلنا نشعر بالأسف على دولة لم تعرف سوى الأنين والحرقة ، لم تعرف السلام يوماً فالإسرائيليون اعداءجبناء يلحقون الدماروالأذى لما حولهم لذا لا بد من إعداد القوة لهم ، ولذلك الفلسطينيون يحاولون بكل ما لديهم من امكانيات وقدرات ان يواجهوا هذا العدو الغاشم ، فالنصر لهم والنجاح كل النجاح لخطواتهم اما الهدنة التي ينعمون بها بين الوقت والآخر ما هي الا فرصة لشحن طاقاتهم وللتحضير لما قد يأتي في المستقبل .  
في الواقع ان الحرب لا تزال مشتعلة ولا يقع آثارها سوى على الفلسطينيين، لكن  لا بد من تتضافرالجهود لكل انسان عربي ولو امكنه ان يساهم بالقليل لنصرة اخوه الفلسطيني، نأمل بالهدنة وبالإتفاق على وقف القتل والدمار فلا احد يتمنى استمرار الحرب لما تحمله من نتائج موجعة ومدمرة ، كما وأن الدول العربية لا تحرك ساكناً ولا تسعى لوقف القتل والدمار جلّ ما تفعله هو الإكتفاء بالمشاهدة لما يجري على ساحة المعركة ، فالأسف اليوم لما يقع من فقدان ارواح بريئة والأسف لما يُتخذ من مواقف عربية تدمي القلب وتبكيه ألماً ، ألماً على عدم القدرة بتحريكك ساكن .
أخيراً نقول ان الله مع الفلسطينيين ولو تخلّت عنهم كل الدول العربية ، والنصر لهم فهم منتصرون معنوياً ولو كان غير حقيقية ، إنهم  إنتصروا بقدراتهم على المواجهة بكل ايمان وصبر ، فهم من الصابرين على ما حلّ بهم من بلاء وظلم ووجع .