عام >عام
"ثلاث سيناريوهات" لعملية الكوستا الأمنية
"ثلاث سيناريوهات" لعملية الكوستا الأمنية ‎الثلاثاء 24 01 2017 10:37
"ثلاث سيناريوهات" لعملية الكوستا الأمنية

جنوبيات

أكثر من ثمان وأربعين ساعة مرت على إلقاء استخبارات الجيش وفرع المعلومات القبض على الانتحاري عمر عاصي قبل تفجير نفسه بلحظات في مقهى الكوستا بالحمرا، ولا زالت السيناريوهات المنطقية والغير منطقية تطفوا على سطح العملية الأمنية، وتجعل منها موضع اليقين حيناً وموضع الشك أحيانا أخرى.

فكم هي منطقية ومقنعة الروايات التي سمعناها ولا زلنا نسمعها عن هذه العملية، وكم هي نسبة نجاح عملية من هذا النوع، وهل عاد الخطر الأمني ليدق أبواب لبنان من جديد، ونحن على مشارف انتخابات نيابية، وكم من الممكن أن يتخذ السياسيين من هذا الخطر ذريعة لتأجيل اجراء الانتخابات النيابية؟

يؤكد العميد المتقاعد والخبير العسكري أمين حطيط بأن هناك ثلاث سيناريوهات تدور في فلك العملية الأمنية الأخيرة. السيناريو الذي رسمه بيان قيادة الجيش اللبناني، وهو "السيناريو الأكثر إقناعاً".

ويقول بأن العملية كان قوامها الرصد والتعقب لأحد الإرهابيين المجهول الهوية والملامح، وبناء على ذلك وعلى المعلومات التي تشير إلى أن هناك انتحاري، ولكن مجهول الهوية، قامت القوى الأمنية بتنفيذ شبكات ترصد ومراقبة لعدد من النقاط، ولهذا السبب لم تبادر العناصر الأمنية على إلقاء القبض على الانتحاري فور دخوله إلى المقهى، لعدم معرفتهم بهويته ولعدم معرفتهم بأن هذا هو الانتحاري، ولكن عندما خرج عاصي وأجرى اتصالا هاتفيا خارج المقهى، تم التأكد بأنه هو الارهابي المستهدف، وذلك عبر أجهزة التعقب الالكتروني.

أما السيناريو الآخر الذي طُرح في بعض وسائل الإعلام، واستند على روايات شهود عيان، ويشكك في العملية، انطلاقا من كون الانتحاري لم يكن مشتبها به في دخوله الأول إلى المقهى، ولكن في الدخول الثاني تم الاشتباه به. "يمكن إيجاد التفسير المنطقي له بمجرد ربط العملية بالتعقب الالكتروني للهدف من دون معرفة هويته أو ملامحه".

ويشير حطيط إلى أن ما تبقى من سيناريوهات تُروى على مواقع التواصل الاجتماعي "لا تستحق المناقشة، لأنها ليست من قبل محترفين أو مختصين ومصاغة بطريقة تهكمية الهدف منها الإساءة للقوى الأمنية".

وعن نسبة نجاح العمليات الأمنية من هذا النوع (أي تعقب الانتحاري وإلقاء القبض عليه قبل أن يفجر نفسه)، يقول حطيط "يتوقف ذلك على الظرف، المعلومات الواردة للقوى الأمنية، وعلى احتراف الارهابي نفسه في تنفيذ عمليته". حيث أن التعقب يكون أصعب بكثير على القوى الأمنية عندما يكون الهدف الملاحق محترف.

وفيما يخص عودة الخطر الأمني إلى لبنان، يؤكد حطيط بأن لبنان مرّ بمرحلتين: "المرحلة الأولى بدأت في الـ2011 وهي مرحلة التهديدات المستقبلية، ومرحلة ثانية بدأت في الـ2014 ولا زالت مستمرة، وهي مرحلة تنفيذ هذه التهديدات ولا تنتهي إلا بإطفاء الحريق السوري، والسيطرة على البؤر الأمنية في المخيمات". إلا أن وقع هذه الأخطار أصبح أخف من قبل، لأسباب عديدة يلخصها حطيط بـ"احتراف الأجهزة الأمنية، قوة المجتمع المستهدف وتعاونه مع القوى الأمنية، وتقلّص قدرات الإرهابيين الذين ما عادوا بالقوة نفسها التي كانوا بها منذ ثلاث سنوات".

ويرفض حطيط أن يتم اتخاذ ما حصل ذريعة لبعض السياسيين لتأجيل الانتخابات النيابية، فـ"كما تم إجراء الانتخابات البلدية، والنيابية الفرعية في جزين، وعادت الحياة السياسية للبنان وهو ما زال في مرحلة الخطر نفسه، يمكن إجراء الانتخابات النيابية" ويجزم بأنه في حال حصل التأجيل فسيكون لأسباب محض سياسية ولا يمكن أن تكون أمنية.

المصدر : ليبانون ديبايت