لبنانيات >صيداويات
"المقاصد" - صيدا تنعي المربي الدكتور عبد الرحمن عثمان حجازي: كان يحمل صيدا في قلبه وقلمه!
الأربعاء 13 12 2023 22:44جنوبيات
نعت جمعية المقاصد الإسلامية الخيرية في صيدا المربي الدكتور عبد الرحمن عثمان حجازي، وجاء في البيان:
رحل بصمت.. لكن فقده أحدث في نفوسنا زلزالاً لن نتعافى منه بسهولة. توقف قلب زميلنا المقاصدي المربي الدكتور عبد الرحمن عثمان حجازي عن النبض، لكن نبض قلمه وفكره لم ولن يتوقف.
لقد كان الراحل الكبير من أعمدة الفكر والتربية في صيدا ولبنان. غادرنا بعد أن سطّر بأحرف من نور مسيرته في التربية والتعليم. آمن برسالة المعلم والتزم مهنة التعليم أكثر من أربعين سنة، كان فيها مثالاً للعطاء والتضحية والبذل في كل موقع ومجال درّس فيه. يستذكر طلابه فيه حنان الأب، وحزم المربي، وإخلاص المؤمن، وخلق الأديب، ووقار العالم.
كانت صيدا في قلبه وقلمه. تطوع للعمل والإشراف في عدد من مؤسساتها وجمعياتها، وكتب في حبها وتاريخها وذكرياته فيها.
لم يبخل على "المقاصد" بوقته وعلمه، وقلمه وجهده. فقدّم للجمعية عصارة خبرته، وزبدة أفكاره دون مقابل. كان لا يأبه للموقع الذي يشغله، بل كان يشغل باله تطوير "المقاصد" ومأسستها وتفعيل مؤسستها ونهضة مدارسها.
أثرى -رحمه الله- المكتبة الصيداويّة والعربية والإسلامية وأغناها. فصنّف وألّف وجمع وحقّق ودقّق. واكتسبت مؤلفاته أهمية خاصة لفرادتها وغناها وعنايته الفائقة -رحمه الله- بمضمونها. وقد اعتمدت كتبه لأهميتها وتميّزها في مدارس "المقاصد" والعديد من مدارس صيدا ولبنان، لاسيما سلسلة كتب اللغة العربية وسلسلة التربية الإسلامية. كما غدا كتابه "دليل معالم صيدا الإسلامية" مرجعاً لكل باحث في تاريخ صيدا.
ماذا نقول في وداعك يا أبا عثمان؟
ماذا نقول ونحن نودّع مدرسة في التطوّع ونكران الذات، والعمل الخيري والاجتماعي والتربوي والإعلامي؟
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك أبا عثمان لمحزونون لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون.
إننا، في "المقاصد"، إذ نغالب الحزن والألم، ونستشعر فداحة الخسارة وقسوتها، نعاهدك أن تبقى "المقاصد" كما عرفتها منارة علم ومعرفة. ترحل عنّا اليوم بجسدك، لكنك ستبقى فينا حيّاً بسيرتك العطرة، وذكراك الطيبة، وإرثك الثقافي، واسهاماتك التربويّة، وعلمك الذي يُنتفع به.