بأقلامهم >بأقلامهم
مفتي راشيا حجازي لـ"جنوبيات": الموقف من فلسطين إنساني وما يُحاك للبنان خطير!
جنوبيات
رأى مفتي راشيا الدكتور وفيق حجازي أنّ "ما حصل في فلسطين لم يكن مفاجئاً لأصحاب القضية، لكنه فاجأ العالم من حيث الصلابة الأسطورية والصمود، فأهلنا في فلسطين أصحابُ حق، وكل الوسائل المُمكنة، التي كفلها القانون والأعراف تُعطي الشعب الفلسطيني الحق والقوّة في الدفاع عن مُقدّرات فلسطين وإعادة الحقوق المسلوبة".
وأكد أنه "من هنا تأتي هذه القضية لتقول لنا بأنّ التعلّم من مدرسة فلسطين يكمن في أنّ الحق منتصرٌ مهما الباطل قوياً، ومهما قدّمت الدول الغربية الدعم للعدو الصهيوني، فلا وجود لهذا الكيان مُطلقاً، ونحنُ كعرب ومسلمين يجب أنْ نتصدّى لهذا المشروع الهادف إلى اقتلاع حضارة وشعب من جذوره، لأنّ هذه المعركة أظهرت أنّ الأُمّة ما زالت قوية، وهذه القضية هي قضية إنسانية أخلاقية بشكل لا يقبل الشك، وبشرية الإنسان تدفعه للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، قبل أي شيء آخر".
لبنانياً، اعتبر المفتي حجازي أن "العلاقة بين لبنان وفلسطين علاقة أخوّة، إذ ثمة عوامل دينية وأهلية وحضارية تجمعنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق، فلا يُقبل من عاقل أنْ يظن ما يجري في فلسطين لا يعنيه، وبالتالي فلبنان يتأثّر بما يجري بشكل واضح وصريح، في ظل وجود مشروع صهيوني استيطاني يُهدّد الأمة جمعاء".
ولفت إلى أنّ "أكثرية المؤسّسات الشعبية أو الرعوية والمراجع قامت بدور كبير، من خلال الوقفات التضامنية، وتقديم الدعم العيني، والمطلوب اليوم وقفة من الدولة اللبنانية وسواها من الدول العربية والإسلامية، في ظل هذا المشهد العدواني غير المسبوق في فلسطين".
"بصيص النور والأمل اليوم وسط الضبابية" في قراءة مفتي راشيا، يمكنُ استنباطه من خلال المشهد الفلسطيني نفسه، حيث إنّ "الإرادة موجودة والتصميم موجود والقوّة المُنبثقة من الألم، تجذّر الفلسطينيين في أرضهم، فالعبرة لنا كلبنانيين يجب أنْ تتمثّل في تعزيز الوحدة اللبنانية للنهوض، وما يُحاك للبنان قد يكون أخطر من الذي يحصل في فلسطين، لناحية إفراغ الدولة من المؤسّسات وتهجير شعبها بطريقة مُمهنجة وسامّة، لذلك فلا خيار سوى الوحدة والتعلّم من كل مضى من تجارب وطنية تاريخية"