يُحكى في الزّمن المعاصر، وفي إحدى المدارس أنّ أحد الطلّاب قام بمقلب سيّء جدًّا بحقّ أحد رفاقه في الصّف، 

 إذ وضع ورقة على قميص رفيقه من الخلف، وقد غرزها بدبّوس وكُتب عليها: "أنا غبيّ"!
وقد طلب من سائر رفاق الصّفّ ألّا يخبروا زميلهم بشأن الورقة. وأخذ  الجميع يضحكون على ما حصل.
وبعد قليل بدأت حصّة الرّياضيّات، وكتب الأستاذ مسألة صعبة على اللوح وطلب من التّلاميذ حلّ تلك المسألة. لم يتقدّم أحد ليجيب أستاذه سوى الطالب الذي وُضعت  الورقة على قميصه، وسط ضحكات خافتة من الطلّاب، وهو لا يدري سبب الضّحك.
وعندما همّ بحلّ المسألة لاحظ الأستاذ الورقة التي على ظهره مكتوب عليها "أنا غبيّ"!
وما هي إلّا ثوان معدودة حتّى أتمّ الطّالب حلّ المسألة بنجاح وبسرعة قياسيّة.
 عندها طلب الأستاذ من سائر الطلّاب أن يصفّقوا له بشدّة. 
ثمّ توجّه نحو الطلّاب وقال: 
قبل أن أعاقب الفاعل سأخبركم ببعض كلماتٍ قد تفيدكم في المستقبل.
"اعلموا جيّدًا أنّ طوال حياتكم سيضع النّاس أوراقًا على قمصانكم مكتوب عليها أشياء كثيرة مهمّتها أن تجذبكم للخلف كلّما حاولتم التّقدّم. أمّا صديقكم فلو كان يعلم بشأن الورقة لما تقدّم للإجابة.
لذا، كلّ ما عليكم فعله هو أن  تتجاهلوا تلك الأوراق والتقدّم للإجابة كلّما سمحت لكم الحياة بفرصة لذلك".
أمّا الشّيء اللافت فيما حصل مع صديقكم، فيبدو جليًّا أنّه لا يمتلك صديقًا صدوقًا من بينكم يخبره بشأن الورقة ويزيلها عن قميصه، إذ لا يهمّ أن تمتلك الكثير من الأصدقاء، بل المهمّ أن تكون معتمدًا على نفسك، وتثق بقدراتك جيّدًا.
فالثّقة بالنفس تجعل من العصفور صقرًا، ومن الوردة حديقةً، ومن الحلم حقيقةً، وهي الحافز الجدّي لصنع المستحيلات على كلّ الصّعد والمستويات.