فلسطينيات >داخل فلسطين
"لا تيأس يا أبي" ... الرسالة الأخيرة من الشهيد حمزة وائل الدحدوح الى والده
الأحد 7 01 2024 14:54جنوبيات
انضم مراسل قناة "الجزيرة" الصحفي حمزة وائل الدحدوح إلى قافلة الشهداء الصحفيين ممن طالتهم نيران الاحتلال الإسرائيلي في الحرب التي أثبتت أنها واحدة من أكثر الصراعات دموية بالنسبة للصحفيين في الذاكرة الحديثة.
ووفقًا لمراسل "الجزيرة"، فقد استهدفت غارة جوية إسرائيلية، الأحد 7 يناير 2023، مركبة في مدينة خان يونس كانت تقلّ الصحفي حمزة الدحدوح وصديقه الصحفي مصطفى الثريا مما أدى الى استشهادهما.
والسبت، وجه حمزة (28 عاما) رسالة لوالده مدير مكتب "الجزيرة" في غزة وائل الدحدوح، يحثه فيها على الصبر.
وقال: "إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت".
وقبل أيام، كتب حمزة الدحوح تغريدة بمناسبة السنة الميلادية الجديدة، نشر فيها صورة والدته وشقيقه، وشقيقته، ونجله الذين استشهدوا في مطلع العدوان على غزة.
وعلق: "عام جديد سيقرع أبوابه، لكن حربنا يا أمي ما زالت طبولها أقوى، عام جفت به كل أيامه، وتوقفت ساعاته عند تلك اللحظة و عند تلك النظرة".
وأضاف، "باتت أيامنا واحدة، لا لون لها لا طعم لها دونكم، فأنتم أيامنا، وأنتم سعادتنا، وثنايا الخير فيها، هنيئا لكم ما تبوأتم، وصبراً لنا على فراقكم".
وداع وائل الدحدوح لابنه حمزة
بحرقة وألم رصد عدسات الكاميرا وداع الصحفي وائل دحدوح لأبنه حمزة بعد استشهاده جراء استهداف الاحتلال سيارته في خانيونس، جنوب قطاع غزة، إلى جانب صديقه الصحفي مصطفى ثريا.
وقال مودعًا ابنه: "لا شيء أصعب من آلام الفقد، وعندما تتجرع هذه الآلام مرة أخرى، تكون الأمور أصعب وأشد، ولكن ماذا عسانا أن نقول، حسبنا الله ونعم الوكيل، هذا هو خيارنا وقدرنا ويجب أن نرضى به مهما كان، ونحن أملنا ان يرضى الله عنا وان يكتبنا مع الصابرين، هذا هو قدر كل الناس في هذه الأرض".
وتابع: "كما تشاهدون الناس تودع احبابها وفلذات اكبادها في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل لحظة، ونحن أسوة بكل الناس نودّع، ماذا عسانا أن نقول، الله يربط على قلوبنا وأن يمدنا بأسباب الصبر والقوة حتى نستطيع المواصلة، لحمزة ولكل الشهداء نقول بأننا على العهد وهذه طريق اختارناها طوايعة اعطيناها كثيرًا وسقينياها بالدماء لأن هذا قدرنا".
وأردف قائلًا: "ونحن ماضون وهذا هو التحدي الكبير ،صحيح أن الانسان يحزن ويتألم ويتوجع كثيرًا، فكما قلنا ليس اصعب من وجع الفقد فيكيغ اذا كان الفقد البكر فلذة الكبد، ليس بضعة مني حمزة بل حمزة كان كُلي، وروح الروح، وكل شيء ولكن عندما نحزن.. فالرسول بكى وحزن وهذه هي دموع الحزن والفراق".