نظم التجمع الديمقراطي للمهنيين الفلسطينيين (مدى) في منطقة بيروت، ملتقى حواريًا سياسيًا في قاعة الشهيد احمد مصطفى في مخيم برج البراجنة تحت عنوان: "طوفان الأقصى والطريق الى الانتصار"، شارك فيه عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يوسف أحمد ومسؤول التجمع في لبنان احمد خطاب وقيادة بيروت وعدد من المهنيين الفلسطينيين.
بعد كلمة ترحيبية من عضو قيادة التجمع ربيع علي، تحدث عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية يوسف أحمد، فاستعرض المسار السياسي والميداني الذي نتج عن عملية طوفان الاقصى البطولية، والنتائج التي حققتها، والأزمة الكبرى التي ما زال يعيشها كيان الاحتلال حتى اليوم، والذي يسعى للتغطية على الهزيمة من خلال ارتكابه للمجازر والابادة والاعتقالات والتدمير، مستنداً للدعم الاميركي والغربي الامبريالي السافر الذي يوفر له الغطاء السياسي والدعم العسكري الكبير، لكنه وبرغم كل الجرائم وما يسببه عدوانه من آلام لشعبنا والعدد الكبير من الشهداء والجرحى لم يتمكن من تحقيق أي هدف من اهدافه التي أعلن عنها، حيث يواصل ابناء شعبنا في القطاع تمسكهم بالارض واستبسالهم في المقاومة والصمود ولم يتمكن الاحتلال من تصفية المقاومة وتحرير أي من أسراه بالقوة، الى جانب الخسائر الكبرى التي ما زالت تلحق بجيشه وتوقع الخسار الفادحة في صفوف أفراده ومعداته.
واعتبر احمد بأن حكومة الارهاب الصهيونية تعمل على اطالة أمد العدوان في محاولة للهروب من الاعتراف بالهزيمة وفي مسعى لتحقيق انجاز يمكنها من الخروج من المأزق الكبير الذي فرضته عملية طوفان الاقصى، لكن الوقائع الميدانية وصمود شعبنا وشجاعة المقاومة تؤكد عجز الكيان عن تحقيق أي انتصار رغم فضاعة ووحشية اعتداءاته، وكل المشاريع والسيناريوهات التي تسعى الادارة الاميركية للترويج لها، ما هي الا محاولة لتجاوز الحقوق الفلسطينية والسعي لإخراج الكيان من أزمته ومحاولة تحقيق انجازات سياسية بعدما فشلت في تحقيق اي انجاز في الميدان.
واكد بأن كل المشاريع الاميركية والاسرائيلية التي يتم التسويق لها تحت مسمى اليوم التالي وعنوانها الوصاية والانتداب والتهجير او الحديث عن بناء سلطة (متجددة) وغيرها من المسميات، لن تجد طريقها على الارض الفلسطينية، ولا خيار أمام الاحتلال والولايات المتحدة والدول المتحالفة معها سوى الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس بحدود 4 حزيران 67 وتطبيق القرار 194 الذي يكفل لللاجئين حق عودتهم الى ديارهم التي هجروا منها، وأي أوهام ومقترحات لا تستجيب لهذه الحقوق مصيرها الفشل ولن تتوقف المقاومة طالما هناك احتلال وتنكر للحقوق الوطنية.
ودعا الى الشروع الفوري في اطلاق حوار وطني فلسطيني شامل وملزم يضم جميع القوى دون استثناء لانهاء الانقسام والاتفاق على رؤية واستراتيجية وطنية كفاحية ونضالية موحدة للمواجهة الوطنية الشاملة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بمرجعية منظمة التحرير مهمتها الرئيسية إعادة توحيد المؤسسات الوطنية والعمل على إعادة بناء ما دمره العدوان ومواصلة التحرك في المحافل الدولية، وتعزيز صمود شعبنا في مواجهة الاستيطان والاعتقالات وعصابات المستوطنين وتهويد القدس والتحضير لاجراءات الانتخابات الشاملة وفقا لما اتفق عليه في حوارات القاهرة عام 2021.
وختم احمد بالدعوة الى تفعيل التحركات الشعبية والجماهيرية للضغط من أجل وقف العدوان على شعبنا في القطاع والضفة والقدس، وتحشيد كل الطاقات لفضح جرائم الاحتلال والمجازر الوحشية التي يرتكبها، والضغط على المؤسسات الدولية لتتحمل مسؤولياتها في توفير المساعدات لشعبنا وفك الحصار وفتح المعابر واخراج الجرحى للعلاج في الخارج وتوفير مستلزمات الايواء للنازحين.