بأقلامهم >بأقلامهم
خاص "جنوبيات" - مقهى شعبي في راشيا ... الكتابُ والثقافة عنوانٌ لزائريها
خاص "جنوبيات" - مقهى شعبي في راشيا ... الكتابُ والثقافة عنوانٌ لزائريها ‎الأحد 21 01 2024 16:10 زياد العسل
خاص "جنوبيات" - مقهى شعبي في راشيا ... الكتابُ والثقافة عنوانٌ لزائريها

جنوبيات

في زمن ابتعد الكثير من الناس عن صفحات الكتاب، ولمس أوراق الثقافة والأدب والشعر والفلسفة، نتيجة هذا العصف الإلكتروني الكبير، الذي لم يترك فرصةً للاحتكاك بالورق والانسجام في قراءة صفحات من تجربةٍ هنا، أو فكرة هناك ومسيرةٍ لكاتب أمضى سنيّ العمر في البحث والإبداع، ثمّة بصيص نور يتمثّل بأفكار تُعيدُ الكتاب إلى واجهة الحياة اليومية.
في هذا السياق، يطل "مقهى شعبي" في راشيا الوادي على زبائنها، حيث يمكن لزائرها أن يُمضي وقتاً في شرب نرجيلته واحتساء كوب ساخن، على مقربة من مكتبة تقع في القهوة نفسها، يتنقل فيها بين طيّات الكتب والأوراق.
مدير  المقهى درغام درغام كشف لـ"جنوبيات" عن أنّ الفكرة وُلِدت نتيجة رغبة في العودة إلى التاريخ الجميل والتبحّر في المعرفة والثقافة، الذي خطّته أنامل كتّاب وشعراء وفلاسفة من زمن الإبداع، لافتاً إلى أن الهدف من المكتبة هو أن يُمضي الفرد أو العائلة وقتاً على هدير موسيقى طربية من الزمن الجميل، ويتنقّل بين كتاب وآخر قد تحلو له قراءته أثناء الوقت الذي يُمضيه في المقهى.
وإذ أشار إلى أنّ التكنولوجيا رغم أهميتها لا يمكن أن تحل محل اللقاء والحوار والتواصل مع الآخر، أكد أن اقتناء الكتاب كصديق لا يُمل منه، ومن هنا كان السعي إلى ترسيخ هذا الرابط حتى "تكون لقهوتنا فرصة في العودة إلى الزمن الجميل. زمن الكتاب والأغنية الهادفة والتعارف على الآخر، ونسج علاقة أهلية دائمة معه".
وختم: "من هنا، الأفكار المقبلة ستنطلق من هذا الأساس، لنُعيد إلى زبائننا وهج زمن مضى وانقضى، وهو الثروة العظمية التي لا يمكن لكل التقنيات والتطوّر والحضارة الحديثة أن تمحوها".
فكرةٌ حيّةٌ عنوانها التواصل وخلق مساحات من معرفة الآخر، وقراءة أجمل ما كُتِبَ في دفاتر العمر لكبارٍ رحلوا جسداً ومازالوا بيننا روحاً وفكراً..
هكذا تنتهي بك زيارة هذا المقهى، الذي لا يمكن البتة أن تعود منه كما ذهبت إليه، وإنما تحمل معك عبقاً من جمال بعد التنقّل بين كتبه، والإصغاء إلى موسيقى العمالقة من زمن كان الاستماع بالروح وليس بالأذنين، فتدرك أكثر أن زيارة مقهى شعبي ممتلئ بالكتب ليست زيارة عادية، بل هي رحلة تطمع بها كل حين لترتوي الروح أكثر في زمن التكنولوجيا التي سرقت اللحظة بكل أبعادها.

خاص "جنوبيات" - مقهى شعبي في راشيا ... الكتابُ والثقافة عنوانٌ لزائريها
خاص "جنوبيات" - مقهى شعبي في راشيا ... الكتابُ والثقافة عنوانٌ لزائريها
المصدر : جنوبيات