بأقلامهم >بأقلامهم
اين العقلانية؟
جنوبيات
يأخذ الإنسان من السلف كل العادات والتقاليد، ويسلك السلوك الذي تسير وفقه الأسرة النواتية ولا يخرج من أطارها المحدد، وهو بهذا الفعل يعتبر فاعل اجتماعي ضمن الدائرة الإجتماعية، بالمقابل الخروج من الأطر هي بمثابة التمرد والعصيان، كل من ضمن الأنظمة والقوانين المجتمعية المحددة الى يومنا هذا، لكن هل نحن نسلك السلوك الإجتماعي الذي يؤكد العقلانية وتأكيد الذات، اي هل يتم توظيف العقل بكل تفاصيل الحياة؟ أم ثمة تغليب العاطفة التي تشيج في الصدور؟ هل يتميزون الغرب ما يتميزون به اليوم من تطور وتقدم بسبب وصولهم الى التحرير العقلي؟ الى متى سنصل في قراراتنا الى العقلانية الصرف وتنحي العاطفة جانباً ؟
في الواقع ان القرارات التي تسري العاطفة من خلالها هي قرارات مغلوطة والإنسان ملوماً عليها، لأن العقل هي الميزة التي ميزنا الله بها عن سائر المخلوقات، اي ان العقل ينمو كما ينمو الجسد والإهتمام به يأتي من خلال التزود بالعلم والمعرفة، مما يؤكد ذلك التفعيل وزيادة القدرة هي الإكتشافات العلمية الحديثة والتطورات، اي ان العقل هو القوة النافذة والقوة الفعّالة.
ويأتي السؤال هل أغلبية القرارات المستندة الى العاطفة هي بمجملها قرارات خاطئة وتقود الى واقع أليم وواقع لا يشوبه سوى الحسرة والندم على ما مرّ من احداث ووقائع؟ أم ان القرارات كانت لا بد من جريانها من ضمن المخطط الذي خطط له العدو ؟ اي هل العدو هو الذي خطط لتغليب العاطفة في القرارات المتوجبة عقلانية، ام ان لا علاقة للتخطيط وأن الإرادة الإلهية أوصلت المجتمعات الإنسانية الى ما وصلت إليه من انحطاط وتراجع للمفاهيم الإجتماعية والقيمية والأخلاقية.
أخيراً، يتطلب الوصول الى العقلانية سلوك مسار طويل من تقوية العقل ونموه وتغذيته بالعلم والمعرفة، اي ان العلم هو الخلاص للمجتمعات المغلوبة على امرها وكما يقول تشي خيفارا "الأمم التي لا تقرأ يسهل خداعها".