بأقلامهم >بأقلامهم
أين الحرية؟
جنوبيات
يأبى الإنسان إلا أن يمضي قدماً في الحياة من خلال قناعاته الشخصية، التي إستقاها من خبراته الحياتية وأعطته ذلك الإندفاع بشغف مما يؤديه من أعمال، لكن يواجهه حواجز وعقبات يعمل على تذليلها بكل حب وقابلية للمتابعة نحو ما يرنو ويطمح للوصول إليه ، لكن متى يشعر بالغبن وبأنه مغلوب على أمره ولا يستطيع أن يحرّك سكناً؟ وبأن ما يمرّ به وما يعيشه لم يكن من ضمن مخططاته لكنه يتابع الحياة؟ متى يشعر بأنه ينال حظه من الحرية والمساواة في بلد يتقاسم فيه الحكام السلطة بكل جرأة وعنجهية؟ متى يصل الى الحرية الكاملة الغير منقوصة او المجتزأة؟
يعيش الإنسان في مجتمع تحكمة طبقة سياسية وصلت الى الحكم من خلال انتخاب الشعب لها، وبالتالي حكمت البلاد برؤية قد تظنها عادلة، لكن هل الشعب راض للواقع الذي هو فيه؟ لماذا لا يستطيع الرئيس أن يحكم البلاد دون رعية؟ ولماذا تستطيع الرعية أن تعيش دون رئيس؟ هل نحن نعيش من ضمن خطة سياسية محكمة تحركها قوى خارجية ؟
عندما تكون السلطة الحاكمة ظالمة عندها يشعر الشعب بالإستبداد والغبن وبأنه مغلوب على أمره ، فكل منهم يحكم وهمّه تأمين مصالحه والإستحواذ على الحصة الأكبر من السلطة، إنهم يتقاسمون السلطة كغنيمة، والشعب يشاهد وقلبه يدمي لما وصلنا اليه من واقع لا يمكن تغييره، فالطمع بالسلطة وصل الى حدّ الشجع، والشجع يدفع ثمنه الشعب ، أين نحن من الثورة ؟ وأين اعطاء الحقوق لأهلها والمساواة والعدالة الإجتماعية ؟ الشعب يؤدي واجباته الوطنية ويؤدي ما عليه من ضرائب، لكن بالمقابل لا تقوم السلطة الحاكمة بواجباتها من خلال الحكم بعدل ومساواة وبضمير انساني، حيث تنشر الطمأنينة في نفوس الرعية والراحة لما يكون عليه واقع بلاده .
أخيراً واقعنا سيبقى على ما هو عليه الى أن نشعر بالإستقلالية التامّة عما حولنا، الإستقلالية بالحكم، الإستقلالية بالإنتخاب، إننا شعب محكومين ولسنا بمرؤوسين أي يحكمنا حكام ولا يرأسنا رئيس حر مستقل ، الحرية كلمة لا يستحقها إلا من سعى لها، فما نفكر فيه هو ما نحن سنكون عليه ، أي ننشد الحرية وكما يقول تشي جيفارا : "إما أن نحقق الحرية وإما أن نبقى معذبين".