مقابلات هيثم زعيتر >مقابلات هيثم زعيتر
هيثم زعيتر لـ"الجديد": نتنياهو لا يُريد دولة فلسطينية... وبايدن يُناور بكيان مُقطَّع الأوصال!
الأربعاء 21 02 2024 18:29جنوبيات
رأى عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر أنّ "قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعدم الاعتراف بحل الدولتين، ليس مُفاجئاً ولا جديداً في ظل اليمين المُتطرِّف، لأنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يُريد دولة فلسطينية بالمُطلق، والرئيس الأميركي جو بايدن لا يُريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل يهدف إلى الاعتراف بكيان فلسطيني مُقطَّع الأوصال، لأنّه يسعى للاستفادة من الصوت العربي، لذلك يُلوِّح بحل الدولتين".
وقال زعيتر خلال حوار على قناة "الجديد"، مع الإعلامية حليمة طبيعة، ضمن برنامج "هنا بيروت"، للحديث عن قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يُعارِض الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية، والمُفاوضات الجارية في مصر بشأن عملية تبادل الأسرى الإسرائيليين مُقابل الأسرى الفلسطينيين في سُجون الاحتلال: "ما نشهده في قطاع غزّة هو حرب إبادة جماعية، وهناك عدم وضوح في الرؤية لدى نتنياهو، الذي يُريد أنْ يُخرِج المُقاومين وأبناء غزّة من قطاع غزّة، وأنْ تبقى المنطقة منزوعة السلاح".
واشر إلى أنّه "عندما نتحدّث عن يمين مُتطرّف، لا نتحدّث عن حكومة بنيامين نتنياهو، بل نتحدّث عن أنّ المجموع في "الكنيست" الإسرائيلي، من أصل 120 نائباً، هناك أكثر من 80 نائباً، هم من اليمين المُتطرِّف، مع تلاشي اليسار والوسط، وهذا يُشير إلى أنّ المُجتمع الإسرائيلي هو مُجتمع يتّجه نحو المزيدٍ من التطرّف - أي يهودية الدولة، وليس الدولة الإسرائيلية كما كانت مُنذ العام 1948 - وهم يسعون إلى تكريس هذا الأمر على أرض الواقع، من خلال ما يقوم به نتنياهو في هذه الحكومة مع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وهم لا يُريدون ولا يعترفون بدولة فلسطينية، لم يُنفّذوا أيّاً من الاتفاقات التي وُقِّعَتْ مع "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، وكانت من ضمنها شروط الحل النهائي لبحث حدود الدولة الفلسطينية، وواقع وسيادة واستقلال الدولة، وأيضاً القدس وعودة اللاجئين، لأنّ نتنياهو يعتبر أنّ الضفّة الغربية هي يهودا والسامرة، ولا يُريد حتى دولة فلسطينية، تكون مُتكاملة بين الضفّة الغربية وقطاع غزّة، وعاصمتها القدس، على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وفق ما اعترف به العالم في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في الأُمم المُتّحدة، من قِبل 138 دولة، وبقيت العديد من الدول التي لم تعترف بها، ومن بينها الولايات المُتّحدة الأميركية".
وشدّد زعيتر على أنّ "نتنياهو لا يُريد دولة فلسطينية بالمُطلق، وما نشهده في قطاع غزّة هو حرب إبادة جماعية، يَندى لها الجبين، هناك أكثر من 100 ألف بين شهيد وجريح ومفقود، و2 مليون فلسطيني أُجبِروا على النزوح من مناطق إلى أخرى، إضافة إلى خشية من ارتكاب مجازر جديدة في رفح، لأنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يعترف بقطاع غزّة الحالي، ويُريد تهجير الفلسطينيين إلى جنوب سيناء، وأنْ لا يبقى الفلسطينيون أيضاً في الضفّة الغربية، بل يُريد تهجيرهم إلى الأردن، ويسعى من خلال قانون القومية، الذي أُقِرَّ في العام 2018، إلى طرد أكثر من 2 مليون فلسطيني من الأراضي المُحتلّة مُنذ العام 1948، لأنّه يُريد دولة يهودية، لم يتم حتى الآن تحديد مساحتها الجغرافية وحدودها، علماً بأنّه عندما اعترفت الأُمم المُتّحدة بعضوية الكيان الإسرائيلي في العام 1948، كان ذلك وفق القرار الدولي 181، على أنْ يتم تحديد حدود الدولة الإسرائيلية، التي لم تُحدَّد حتى الآن، وقبل العام 1947 كانت الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية، ووفق قرار التقسيم الصادر في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 كانت حدود الدولة الفلسطينية 44%، وفي العام 1967 أصبحت 25%، الآن ما بقي من مُكوّنات الدولة الفلسطينية، لا يتجاوز الـ15%".
وسلّط الضوء على "مُفارقة لافتة بأنّ الخطوة التي قام بها نتنياهو وحكومته، استبقت الخطوة التي يُلوّح بها الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن حقيقة الأمر أن بايدن لا يُريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفق ما أُقرَّ في الأُمم المُتّحدة، بل يسعى إلى تكوين كيانات مُحدّدة بين الضفّة الغربية وقطاع غزّة، والإعلان عن كيان فلسطيني، له العديد من المُواصفات التي لا يرضى بها الفلسطينيون، وخير دليل على ذلك أنّ الإدارة الأميركية اتخذت بداية شهر شباط/فبراير 2024 قراراً خطيراً، بمنع دخول أعضاء "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" إلى الولايات المُتّحدة الأميركية، وهذا يعني أنّ الإدارة الأميركية تُريد نزع الشرعية عن "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، المُمثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بعدما انتزع الرئيس ياسر عرفات مقعداً لها في الأُمم المُتّحدة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 1974 بإجماع العالم وحضور 138 دولة، وهو العدد ذاته الذي اعترف بدولة فلسطين، بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012".
ورأى أنّ "الإدارة الأميركية قبل الانتخابات تسعى إلى كسب الصوت اليهودي المُؤثِّر، ونتنياهو يُدرك ذلك، لهذا يسعى إلى ابتزاز الإدارة الأميركية، وأي خطوة تكون من الإدارة الأميركية أو غيرها، فإنّها تأتي مُتأخّرة، لأنّ بايدن وعد خلال حملته الانتخابية، قبل 3 سنوات، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإعادة افتتاح مكتب مُمثّليّة "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" في واشنطن، ورفع العقوبات عنها، والإفراج عن أموالها، وأيضاً إعادة فتح القنصلية الأميركية المُخصّصة للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، لأنّه يُريد فقط الاستفادة من الصوت العربي، لذلك يسعى إلى التلويح بالدولة الفلسطينية، لكن يقصد كياناً فلسطينياً غير معروف المُواصفات، ولو عدنا إلى ما تحدّث عنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضمن "صفقة القرن"، لوجدنا أنّ ما يجري الآن هو تنفيذ له، وأيضاً استهداف وكالة "الأونروا"، يأتي ضمن تنفيذ بُنود الصفقة، لأنّ هناك أكثر من 5 ملايين لاجئ خارج فلسطين التاريخية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية إلى شطب حقّهم بالعودة، لتصفية القضية الفلسطينية".
وأوضح زعيتر أنّ "نتنياهو يسعى إلى إعادة الاعتبار لنفسه بعد الهزيمة التي مُنِيَ بها إثر عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو يُدرك أنّه عندما تتوقّف الحرب، سيكون مصيره إما السجن أو المُحاكمة أو خارج الحياة السياسية، لذلك يُحاول إثبات أنّه ملك الرؤساء الإسرائيليين، والأكثر تربّعاً على عرش رئاسة الوزراء، وكسب فترة السنوات الثماني، التي أُقرّت لتولّي رئيس الوزراء الحالي، كمُدّة قصوى يُمكن أنْ يُمضيها، وهو في هذا الإطار يسعى إلى الاستفادة من المُعارضة داخل الكيان الإسرائيلي، ولا يهمّه عودة مَنْ يُسمّونهم أسرى، وهم مُقاتلون في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما هناك عمليات اعتقال كبيرة لأكثر من 7060 مُعتقلاً و396 شهيداً في الضفّة الغربية - أي أنّ عدد الأسرى في الضفّة الغربية تجاوز عدد الأسرى، الذين كانوا في سجون الاحتلال عند انطلاق عملية طوفان الأقصى" بهدف تحريرهم".
وشدّد على أنّ "نتنياهو يُراوغ، لكنه يُنفّذ ما يُريد، مُستغلاً الدعم الكامل من الإدارة الأميركية، حيث يسعى لأنْ تكون الحرب بمُشاركة الولايات المُتّحدة والدول الحليفة، وليس دعمهم فقط بالأموال بمليارات الدولارات، وفي ظل المأزق الإسرائيلي هناك حالة تجنيد لأكثر من 40 ألف جندي مُرتزقة تمَّ إحضارهم من دول عدّة".
وألمح إلى أنّه "في ظل رفع جنوب إفريقيا قضية لدى "محكمة العدل الدولية"، ضد الكيان الإسرائيلي، بجريمة حرب الإبادة الجماعية، فإنّ هذا قد يُعطي مزيداً من الإشارات لدولٍ عدّة بدأت تُغيّر موقفها، لأنّها ستتحمّل المسؤولية بدعم نتنياهو".
ورأى أنّ "نتنياهو إذا تمكّن وأدرك أنّه يُمكن أنْ يُحقّق نتائجه المرجوّة من الهجوم على رفح، فلن يتأخّر بتنفيذ ذلك، ولن يأبه بأي عواقب، طالما أنّه يرتكب المجازر الكبيرة، ولا يجد أي رادعٍ دولي لجرائمه".
وختم زعيتر: "ما زالت المُفاوضات في مصر تُراوح مكانها من دون أي تقدّم، سواء لجهة وقف العدوان، أو إطلاق سراح الأسرى، لأنّ هناك تعنّتاً إسرائيلياً، فهم يتوقّعون أنّه بين يوم وآخر سيتمكّنون من الإفراج عن الرهائن من دون كلفة، ولا يُريدون إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية، وفي طليعتهم المُناضلون: مروان البرغوثي، عبدالله البرغوثي وأحمد سعدات وغيرهم - أي أنّهم يُفاوضون ويسعون إلى كسب الوقت، فما زال نتنياهو يعيش الوهم وعدم وضوح الرؤية، فهو يُريد إخراج المُقاومين وأبناء غزّة من القطاع، وأنْ تبقى المنطقة منزوعة السلاح، وهو ما يرفضه الذين قاوموا الاحتلال، ولا يُريدون أنْ تبقى تلك المناطق مُدمّرة ولا تتم عملية إعادة إعمارها، وعمل نتنياهو جاهداً من أجل إقامة قناة بن غوريون، بمسلكيها ذهاباً وإياباً في آنٍ واحد، لتكون بديلاً عن قناة السويس"