ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
المهن المتوارثة …
المهن المتوارثة … ‎الأحد 25 02 2024 12:50
المهن المتوارثة …

المخرج حسين داود شكرون

غالبا من نسمع عن توارث المهن ويقال عنه: إن فلانا ورث مهنته الحرفية عن أبيه عن جده ويتفاخر البعض بهذا التوارث الحرفي ويعتبره من التراث ويجب الاستمرار على هذا النهج والإبقاء عليه كما هو ولكن هذا الأمر لا ينطبق حتما على جميع المهن الحرفية
فنتائج الإبقاء على الشيء على ما هو عليه يعني أن المادة التي تنتج عن هذا التوارث ستبقى في مكانها في ظل التطور الحاصل في الصناعات والابتكارات من الآلة الحركية (ميكانيك) مرورا بالطاقة وصولا إلى البدائل
وهذا ما يثبت نظرية العمل على التوصل إلى الطاقة البديلة
ولنأخذ مثلا مبسطا عن حالة يعاني منها القطاع (الصناعي الحرفي) في مهنة صيانة السيارات وهي مهنة رائدة ولا بديل عنها ولا يمكننا الاستغناء لما لها من أهمية في الحركة البشرية.

وما يشهده عالم تكنولوجيا السيارات من تسابق في الفكر البشري.
فعلى الحرفيين في هذا القطاع أن يواكبوا هذا التطور بالعلم والتعلم والاطلاع على مكنونات وأسرار عجلة النمو الفكري للتوصل إلى فهم هذه الآلة كيف تعمل وما الخلل الحاصل فيها وما تحتاج إليه لتعود إلى العمل من جديد دون خلل
فإذا كان الحرفي قد امتهن حرفة عن أبيه عن جده هذا يعني أنه سيبقى في القعر وسيعود بالضرر على "الزبون" الذي يدفع له أموالا طائلة دون فائدة.

وهذا ما يحصل مع العديد من أصحاب السيارات المصابة بخلل ما حيث إن الحرفي الذي ورث مهنته في زمن غير الزمن الذي تطورت فيه التكنولوجيا فهذا يضر بمصلحة الزبون أكثر مما يفيد.

لذا؛ أنصح كل من يحتاج إلى صيانة سيارة حديثة تحتوي على عقل آلي (كمبيوتر)
ألا يأخذها إلى مهني امتهن مهنته وراثيا لأن أغلب الحرفيين لا يعلمون عن كيفية عمل العقل الآلي هذا المستخدم في هذا الإله
ومن خلال بحثي هذا وجدت أن أغلبهم ليس لديهم علما بعدد الكمبيوتورات في السيارة ويتفاجأ الجميع عندما أقول لهم أن في السيارة أكثر من عشرين (كمبيوتر) لكل واحد منهم له علاقة من العقل الآلي الرئيسي وهو الرأس المدبر لحركة الكتروميكانيك والأغرب من هذا أن في سيارة (اللومبرغيني) أكثر من مئتين وخمسين كمبيوترا يقومون بتسيير عمل جميع الأجهزة التي تقوم بتفعيل سير المركبة.

أختم بالقول قلائل هم المهنيون الحرفيون الذين يستحقون لقب معلم صيانة سيارات

المصدر : جنوبيات