مقابلات هيثم زعيتر >مقابلات هيثم زعيتر
غسّان جواد في حوار مع تلفزيون فلسطين: الحرب على غزّة إنْ لم تنتهِ لمصلحة الشعب الفلسطيني سيكون لها أثرٌ على العالم
القضية الفلسطينية ليست قضيةً إنسانية بل سياسيةٌ ومشروعٌ وطنيٌّ يتطلّب دعم العالم
غسّان جواد في حوار مع تلفزيون فلسطين: الحرب على غزّة إنْ لم تنتهِ لمصلحة الشعب الفلسطيني سيكون لها أثرٌ على العالم ‎الثلاثاء 12 03 2024 15:19
غسّان جواد في حوار مع تلفزيون فلسطين: الحرب على غزّة إنْ لم تنتهِ لمصلحة الشعب الفلسطيني سيكون لها أثرٌ على العالم

جنوبيات

أكد الصحافي والكاتب السياسي غسّان جواد أنّ "الشعب الفلسطيني كان ولا يزال على قدر التحديات، وهذا العدوان الإسرائيلي يأتي في ظل صمت دولي رهيب وتواطؤ مع هذه الجريمة، حيث يُحاول اليمين الإسرائيلي وحكومة بنيامين نتنياهو تنفيذ نكبة جديدة".

وضمن تغطية العدوان المُتواصل على قطاع غزّة، في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "سُبُلُ ضغطِ المُجتمعِ الدولي لوقفِ العُدوانِ الإسرائيلي ضِدَّ شَعبِنا والحربُ على غزّة في مضمارِ سِباقِ الانتخاباتِ الرئاسيَّةِ الأميركيَّةِ وتداعياتُ العُدوَانِ على المُجتمعِ الإسرائيلي"، قال جواد: "ضربت الحكومات الإسرائيلية المُتعاقبة مفهوم حل الدولتين والتسوية، والمُجتمع الدولي في حالة انحياز كامل للاحتلال الإسرائيلي، ولا يسعى إلى وقف الحرب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ويُعطي انطباعاً بلعب دور إنساني، لا يرتقي للقضية الفلسطينية ومُقاومتها مُنذ العام 1920، التي تُعيد المُجتمع الدولي إلى رشده، فالقضية الفلسطينية ليست قضيّة إنسانية وحسب، بل هي قضية سياسية ووطنية ومشروع وطني، يتطلّب من العالم العربي والإسلامي والدولي والشرفاء في العالم الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني".
وشدّد على أنّ "المطلوب دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية، وترتيب البيت الداخلي، والتقدّم نحو المُستقبل وفق هذا السقف الوطني، حيث "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" تُنظّم هذا المشروع الوطني الفلسطيني وفق أولوياته، فلا بُدَّ لأحرار العالم من دعم الوحدة الوطنية الفلسطينية، والمشروع الوطني الفلسطيني بكل السُبُل، والتوافق الفلسطيني اليوم على مرجعية "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" كمُمثّل للشعب الفلسطيني أمر هام، فهي الإطار الشرعي الذي يُعبّر عن التمثيل الحقيقي للشعب الفلسطيني، وعلى المُناصرين للقضية الفلسطينية العمل على تعزيز الوحدة الفلسطينية وعدم الفرقة، حيث كان يقول الشهيد الرئيس ياسر عرفات: "ديمُقراطية غابة السلاح"، حيث كانت المُنظّمة تنظِّم هذه الأدوار، وهناك فرصة للاستفادة من التضحيات في غزّة والضفّة الغربية والقدس، لتحقيق مُكتسبات ملموسة، فلماذا لا تكون هناك دولة كاملة العضوية وغير منقوصة، فإنْ لم يكن هناك استقرار في فلسطين، فلن يكون هناك استقرار في المنطقة والعالم".
ورأى جواد أنّ "بلادنا لم تكن عنصرية ضد اليهود، والنُخَب اليهودية تعلم ذلك، لكن المشروع الصهيوني القائم على أُسسٍ دينية، سمّم كل المنطقة، فبناء الكيان الإسرائيلي على أنقاض الدولة الفلسطينية، يستدعي الصراعات، لكن بعض الرأي العام العالمي اليهودي اليوم بات يتظاهر مع الشعب الفلسطيني، ويرفض ارتكاب المجازر باسم اليهود، فنحن أمام تحوّل عالمي كبير لا بُدَّ من الاستثمار فيه، فالرواية الفلسطينية هي حقيقة ظهرت بالدم الفلسطيني، فيما الرواية الإسرائيلية تُبذل فيها الجهود المالية والضغوط".
وأشاد بـ"خطوة دولة جنوب إفريقيا برفع دعوى في "محكمة العدل الدولية" ضد الكيان الإسرائيلي لإدانته بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، ونحن لا نتفاجأ بموقف أحفاد نيلسون مانديلا، صديق الرئيس ياسر عرفات، لذلك ندعو الولايات المُتّحدة الأميركية إلى عدم التدخّل في هذه القضية، التي رفعتها جنوب إفريقيا، لأنّ الكيان الإسرائيلي ارتكب كل المُخالفات وانتهك كل القوانين الدولية، وأظهر أنّ العالم يكيل بمكيالين، فهذه القضية تنتصر للإنسان وليس للشعب الفلسطيني وحسب".
ولفت إلى أنّ "السباق الانتخابي الأميركي يزيد من الانحياز للجانب الإسرائيلي، ولكن الرئيس جو بايدن يسعى في خطابه المُطالب بوقف الحرب في غزّة وتقديم المُساعدات، إلى استقطاب الصوت العربي، ونتنياهو يُريد إبقاء حماوة الحرب في غزّة، كي تُصبح غير صالحة للحياة، ويأتي الرئيس دونالد ترامب لإطلاق يده في تنفيذ مشروع تهجير أهل غزّة".
واستطرد: "الرئيس بايدن يُؤكد التزامه بدعم الكيان الإسرائيلي، وهناك تواطؤ أميركي ضد مصالح الشعب الفلسطيني، ولا بُدَّ من الوحدة الفلسطينية والعودة إلى المشروع الوطني الفلسطيني، الذي يُعبّر عن كل الطيف الفلسطيني، وأستبعد أنْ يُنفّذ بايدن وعوده بحل الدولتين".
واعتبر أنّ "المُجتمع الإسرائيلي يتّجه نحو اليمين المُتطرّف، وليست هناك أصوات تسوية وسلام داخله، ويزداد عدوانية، والحكومة الإسرائيلية لديها مشروع بتهويد القدس وطرد أهلها، والتضييق عليهم، ورفض أي شكل من أشكال الحلول، وما يجري اليوم ينتهك كرامة كل إنساني، لكن الشعب الفلسطيني لا يزال يُقاتل من أجل حقّه وأرضه ومشروعه الوطني، فالشعب الفلسطيني يُدهِش العالم دائماً، والرئيس محمود عباس يُطالب الدول بأنْ تقوم بترجمة التزامها الثنائي بالدولة الفلسطينية وتطبيقه من خلال المُؤسّسات والقوانين الدولية، لكن هذه الدول لا تفي بالتزاماتها".
وختم جواد: "الحرب على غزّة إنْ لم تنتهِ لمصلحة الشعب الفلسطيني، فسوف يكون لها أثر على العالم، ونحن بصدد التحضير لمعرض صور يفنّد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي، وهو تحية للشعبين الفلسطيني واللبناني، وتأكيد على التلاحم بينهما".

المصدر : جنوبيات