أكد عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر أنَّ "رئيس دولة فلسطين محمود عباس سمَّى، ضمن صلاحياته، الدكتور محمد مصطفى رئيساً لتشكيل الحكومة الفلسطينية، التي ستكون "حكومة تكنوقراط"، وليست من الفصائل الفلسطينية، المتمثّلة في "مُنظّمة التحرير الفلسطينية"، وعلى حركتَيْ "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الالتحاق بالمُنظّمة، المُمثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".

وقال خلال حوار على شاشة تلفزيون "LBCI" مع الإعلامية هدى شديد، في برنامج "نهاركم سعيد"، يوم الأربعاء في 20 آذار/مارس 2024، للحديث عن "تطوّرات الأوضاع الفلسطينية واللبنانية": "حكومة الدكتور مصطفى ستُبصر النور ضمن المُهلة القانونية المُحدّدة بثلاثة أسابيع أي قبل عيد الفطر المُبارك، وستكون مُمثّلة لقطاع غزّة، والضفة الغربية بما فيها القدس، ولا تقلُّ عن 20 وزيراً، وفيها تغيّرٌ شبه كامل للوزراء، لتنطلق بمُلامسة قضايا شَعبِنا الفلسطيني، الذي عانى من الحصار بطلب من الأميركي، وتحظى بترحيب عربي ودولي".

واستطرد: "بعد مُحاولة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رامي الحمد الله مع رئيس جهاز المُخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، بتاريخ 13 آذار/مارس 2018، خلال زيارة إلى غزّة، قام رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري بوساطة مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بجهود سفير فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وطُلِبَ من هنيّة تسليم الشخص الذي قام بالجريمة ويُدعى أنس أبو خوصة، لكنه قُتِلَ لِطَيْ الصفحة".

وأشار إلى أنّ "أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أبلغ رئيس دولة فلسطين محمود عباس خلال اللقاء الماضي بينهما، بأنّ أي نقاط ستوضع، سيتحدّث بشأنها مع حركة "حماس" للسير بها، وما زالت حركة "فتح" على تواصل مع حركة "حماس"، حيث أجرى عضو اللجنتين التنفيذية لـ"مُنظّمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" عزّام الأحمد اتصالاً بنائب رئيس حركة "حماس" في الشتات الدكتور موسى أبو مرزوق، وأكد أهمية الاستمرار بما جرى الاتفاق عليه في موسكو".

وشدّد زعيتر على أنّنا "بحاجة إلى تضافر كل الجهود في المُقاومة والعمل الميداني والدبلوماسي والإعلامي ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهناك دعم عربي غير مسبوق سيكون لهذه الحكومة، حيث قام أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"مُنظّمة التحرير الفلسطينية" حسين الشيخ بجولة عربية من أجل ذلك، وهي ستُكلّف بإعادة إعمار غزّة مع الشركاء".

وأشار إلى أنّ "المُفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزّة قد فشلت، ولا تُوجد بارقة أمل حتى الآن، لأنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يُريد وقفاً للحرب على القطاع، بل يُريد تأجيل المعركة، واقتحام رفح إلى ما بعد عيد الفطر المُبارك، لأنّه لا يُريد تأجيج العالم في شهر رمضان المُبارك".

 وأوضح أنّ "هناك ورقة من حركة "حماس" حول شروط وقف النار في غزّة وإطلاق الأسرى الفلسطينيين مُقابل الرهائن الإسرائيليين، لكن لم تحظ باستجابة نتنياهو، ولو كان العالم حريصاً على وقف إطلاق النار، لأجبر الاحتلال على ذلك".

ورأى أنّ "هناك حديث عن إطلاق 40 رهينة من الاحتلال، مُقابل إطلاق سراح 800 أسير فلسطيني، رغم أنّه كان الحديث سابقاً عن تبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، حيث كان هناك 5 آلاف سجين قبل عملية "طوفان الأقصى"، واعتقل الاحتلال 7500 أسيرٍ من الضفّة الغربية، فضلاً عما يزيد عن 1500 أسيرٍ تمَّ اعتقالهم من خانيونس".

ولفت زعيتر إلى "خلافات تستحكم بحكومة نتنياهو "الهشّة"، ورفضٍ لإطلاق سراح الأسرى القدماء، الذين يُعتبرون ممَّنْ تلطخت أيديهم بدماء إسرائيليين، فضلاً عن مُعضلة تجنيد "الحريديم"، حيث أمهلت "المحكمة العليا الإسرائيلية" نتنياهو حتى نهاية شهر آذار/مارس 2024، للبتِّ بشأن قانون تجنيد ما يصل إلى 170 ألف شخص من "الحريديم"، الذين يُعتبرون من أبرز حلفاء نتنياهو التقليديين".

واعتبر أنّ "إجراء الانتخابات الإسرائيلية المُبكِرة، تُعطي 48 مقعداً لنتنياهو، مُقابل 70 مقعداً للمُعارضين له، فضلاً عن سوء علاقته مع الرئيس الأميركي جو بايدن، فعندما تتوقّف الحرب سيكون نتنياهو أمام مُساءلة سياسية وقضائية، وسيكون مصيره خارج الحياة السياسية، وربما السجن".

وأشار إلى أنّه "عندما يُقرّر بايدن وقف الدعم للاحتلال الإسرائيلي، تتوقف الحرب، هذا في وقت ما زال نتنياهو يُحاول شنَّ هجوم على رفح، لأنّه لم يُحقّق ما أعلنه بالقضاء على حركة "حماس"، بل ارتكب المجازر، وأباد الحياة في غزّة، لكن لم يُحقّق أهدافه المُعلنة".
ورأى أنّ "نتنياهو يُريد ضمانات لاستمراره في الحياة السياسية، لكنه حتى الآن خارج المُعادلة السياسية، ويستغل الانتخابات الرئاسية الأميركية، فيما بايدن لا يستطيع خوض الانتخابات في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وغزّة".

واعتبر أنّ "إيران ليست لها مصلحة في تصعيد الحرب، بل حصلت على مكاسب، والوضع في لبنان لا يزال ضمن قواعد الاشتباكات، إلا أنّ "الحوثيين" في اليمن قد تكون لهم مُعادلة جديدة، بتوسيع قواعد الاشتباك، إذا اقتحم الاحتلال رفح".

وصنّف زعيتر "زيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" الحاج وفيق صفا إلى دولة الإمارات العربية المُتّحدة، في إطار التهدئة مع دول الخليج العربي، وسوريا كان لها دور في ذلك، والهدف إطلاق سراح 7 موقوفين لبنانيين في الإمارات مُنذ 30 أيار/مايو 2019".

 وبيّن أنّ "اللواء عباس إبراهيم تمكّن من الإفراج عن 15 شخصاً في شباط/فبراير 2021، وزيارة الحاج صفا إلى الإمارات تُؤكد وجود انفتاح على "حزب الله" في الخليج العربي، وتحمل الكثير من الرسائل بشأن تحسّن العلاقات مع الحزب، إضافة إلى احتضان خليجي وتنسيق عربي مع الأطراف العربية في المنطقة".

وفي ما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني، اعتبر أنّه "في بورصة الأسماء الخاصّة بالسباق الرئاسي، هناك 5 أسماء: رئيس "تيار المردة" الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، وهو مُرشّح "الثنائي الشيعي" وحلفائه، ووصل إلى 51 صوتاً، جهاد أزعور المدعوم من "القوّات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وفريق آخر، ووصل إلى 59 صوتاً".

 وأوضح أنّ "رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لا يدعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، و"القوّات اللبنانية" لديها خلاف شخصي مع المُرشّح سفير لبنان السابق في الفاتيكان العميد جورج خوري، ليبقى الإسم المُرجّح هو مُدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، الذي لا يُوجد أي "فيتو" عليه، ولديه علاقات جيدة أيضاً مع "حزب الله" وممتازة مع الرئيس نبيه بري، وقد يُطرح اسمه بجدية في المرحلة المُقبلة".

وأمل من "البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوة القيادات المسيحية إلى عقد اجتماع، ومن ثم إلى عقد قمة إسلامية - مسيحية، ينتج عنها دعم ترشيح شخصيات والتوافق عليها، قبل التوجّه إلى مجلس النوّاب".

وختم زعيتر مؤكداً أنّ "جبهة الجنوب ما زالت ضمن قواعد الاشتباك، لكن "حزب الله" أدخل نوعية جديدة من الأسلحة الحربية الدقيقة والمُوجهة، وإذا تطوّر الأمر في رفح قد نشهد تطوّراً في جبهة الجنوب!".