لا يزال الصيداويون يصنعون حلوى "التمريّة" في منازلهم لغاية اليوم، لأنّها سهلة التحضير ومن العادات والتقاليد القديمة للمدينة، حيث إنّها تتكوّن من عجين رقيق، وسميد ودقيق الذرة "نشاء". تُعْجَن جيداً، وتُلفُّ العجينة الرقيقة، ومن ثمّ تُقلى بالزيت المُحمّى بشكل جيد، ويضاف إليها القطر المحلّى.
تكثر صناعة "التمريّة" في فصل الشتاء لرغبة الناس بالمأكولات الساخنة، ويتزايد الطلب عليها في شهر رمضان الكريم، كما أنّها تُصنع أيضاً في مدينة عكا بفلسطين بالطريقة ذاتها وبالطعم ذاته، وأهالي مدينة نابلس يؤكدون أنّهم أوّل مَنْ ابتكرها، حيث تُعتبر من الحلويات الشعبية الرائجة فيها، وتُصنع على مدار العام.
كما يروي أحد أبناء مدينة نابلس قائلاً: بعد نكبة العام 1948، هاجر أحد سكان قرية "تمرة"، وهي من قضاء عكا، إلى نابلس، وافتتح محلاً لصنع حلوى "التمرية"، وقد لاقت رواجاً كبيراً وإقبالاً عليها في المدينة، ومن ثم انطلقت من نابلس إلى سائر البلدان الأخرى.
يُذكر أن حلوى التمرية موجودة في مختلف البلاد العربية، إلاّ أنّ صناعتها تختلف في فلسطين ولبنان عن البلدان الأخرى، حيث إنّه يتم حشوها بالتمر "العجوة" في بقية البلدان، بينما في لبنان وفلسطين تتكوّن فقط من السميد المطبوخ بالنشاء والماء، كما تختلف في نسبتها، باختلاف مصنّعيها، إذ لم تُعرف حتى اليوم هويّة البلد المصنّع الأوّل لها.