شكل المهرجان الذي أقامه حزب البعث العربي الاشتراكي في البقاع منعطفا كبيرا في رسم معالم المرحلة المقبلة على صعيد المشهد الحزبي" البعثي" والرسالة التي حملها الامين العام للحزب علي حجازي في كلمته التي أكد فيها أن الحزب كان وسيبقى إلى جانب البقاعيين وسوريا حاضرة دوما إلى جانب هذا الوطن وهذه المحافظة التي لم تتخلى يوما عن خيارها القومي العروبي المقاوم, وقد شكل الحضور الشعبي الكبير من كل المناطق اللبنانية علامة فارقة للحزب والمراقبين الذين رأوا في هذا المهرجان تطورا كبيرا سيعيد الزخم للحزب الذي لطالما انتمى له البقاعييون على امتداد المحافظة.

يقرأ مصدر سياسي بقاعي متابع المشهد  "لجنوبيات" أن المهرجان لم يكن ضد أي طرف من القوى على الاطلاق عكس ما قيل عنه وفيه, والرسالة كانت توطيد حضور الحزب ووضع رؤية وخطة مستقبلية تنطلق من هذا الحضور الكبير والكثيف لتقول أن دمشق ووسوريا وحزب البعث العربي الاشتراكي لم ولن يترك أهل البقاع, الذي لطالما كان وفيا لسوريا قيادة وشعبا وفكرا بعثيا مقاوما يحمل فلسطين في عقله وروحه ووجدانه, وعلى من يعتقد أن الأمر تحد له أن يقرأ في التغيرات الإقليمية والدولية ليرى أن المنطقة ذاهبة في اتجاه تسويات, والواضح أن الحزب لا يريد أن يحل مكان اي من القوى السياسية أو حتى أن يأخذ مكان قوى حليفة موجودة بقاعا, لذلك فلا رسائل مطلقة سوى التأكيد على أهمية البقاع كخزان بعثي مقاوم ومحافظة تعتبر سوريا خاصرة وسندا ومددا بشتى المعايير.

يختم المصدر مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستحمل زيارات كثيرة وإعادة العمل التنظيمي "للبعثيين" في كل المناطق اللبنانية وهو القرار المتخذ باعادة الحزب للحضور التاريخي والعمل النضالي إلى جانب الناس وقضايا الأمة وعلى رأسها القضية المركزية الأساس " فلسطين".