بأقلامهم >بأقلامهم
هذه هي الجريمة التي ارتكبها "الحزب"!
هذه هي الجريمة التي ارتكبها "الحزب"! ‎الجمعة 3 05 2024 11:25 زياد العسل
هذه هي الجريمة التي ارتكبها "الحزب"!

جنوبيات

قد يبدو عنوان المقال غريباً عندما نتحدّث عن جريمة ارتكبها حزب الله، الذي قدّم لغاية اللحظة أكثر من 400 شهيد على مذبح الصراع العربي الاسرائيلي، وقد يبدو أغرب أنْ يكون الحزب الذي حرّر لبنان من موجات التكفير والإرهاب وحماه بشلال من الدم، في الوقت الذي كان الآخرون يطالبون بالحياد والنأي بالنفس في إطار الصراع القائم.

جريمة هذا الحزب الأساسية عند هذا العالم الظالم والمستبد أنّه قدّم ثلّة من الشهداء لحماية لبنان والأمة جمعاء، فكيف كان المشهد سيغدو لو لم يقدّم أبناء المقاومة أنفسهم في الجنوب؟، ألم نكن لنستفيق على حواجز إسرائيلية في قرانا ومناطقنا، بمعزل عن انتمائها الطائفي والمذهبي؟، كيف كنّا سنقاتل بن غفير وسموتريتش ونتيناهو؟، هل كنّا سناقتلهم بالبيض والبندورة لولا هذه القوة العظيمة التي تستمد مددها من فكرة انتصار المظلوم على الظالم، ونصرة الناس المقهورين والمعذبين؟

جريمة هذا الحزب التي يُشتم بسببها أنّه ناصر غزّة وقدّم قادته وشبابه نصرة لأهل غزّة، الذين رأوا منازلهم تُدمّر أمام عيونهم، ونزفوا أكثر من 40 ألف شهيد و100 ألف جريح ومدينة بكاملها أضحت رماداً وحجارة منثورة تحمل في طيّاتها أعظم قهر في التاريخ!

جريمة هذا الحزب أنّه لم يقف متفرّجاً، وجريمة جمهوره على مساحة لبنان والعالم العربي أنّه ما زال يحمل فلسطين في عقله وقلبه وروحه!.. حاسبوا حزب الله في محاكم هذا العالم. نعم حاسبوه أنّه قدّم مئات الشهداء، وحاسبوا أمهات وآباء عاد أبناؤهم شهداء، وحاسبوا الجنوب الذي يدفع فاتورة سكوت هذا العالم بأسره.

جريمة هذا الحزب أنّه فضل الموقف العزيز على الموقف الذليل، فحاسبوه بتهمة وجريمة نصرة الحق، لكن العبرة ليست في محاكم الدنيا بل في محاكم الآخرة.

المصدر : جنوبيات