بأقلامهم >بأقلامهم
اللغة كأداة للتواصل الإجتماعي
جنوبيات
يتواصل الإنسان مع غيره من البشر من خلال اللغة، فاللغة هي صلة التواصل وهي الوسيلة للتعبير عن المكنونات البشرية، الإنسان فاعل اجتماعي لا يمكنه العيش بمفرده فإنه يحتاج الى غيره من البشر بهدف تأمين كافة احتياجاته المادية والروحية، هنا يتوارد الى ذهننا كيف كان يعيش الإنسان قبل نشوء اللغة فهل كان الإكتفاء بلغة الرموز والإشارة والإيماء؟ أم كان التعبير يشوبه صعوبات تحول دون التمكن من الوصول الى فهم الآخر؟ كثير من الدول أستعمرت وانفتحت على لغات أخرى وهذا ما سمي بلغة الإستعمار، اي إتقان ومعرفة لغة ثانية مغايرة عن لغة الأم، وتأتي التساؤلات الأخرى هل نحن متجذرون بلغة الأم وبالتالي نحبها ام ان ثمّة التفضيل للغة الإستعمار؟ الى اي مدى ساعدت لغة الإستعمار الكائن الفرد للإندماج مع شعوب أخرى من خلال الهجرة والإنتقال الى البلدان الأجنبية؟ هل إختلاف اللغة وتعلم لغة ثانية هي بمثابة الإنفتاح الى الثقافات المختلفة؟
في الواقع إذا وضعنا طفل عربي في بيئة أجنبية فإنه لن يتقن لغة الضاد والقاف والعكس صحيح، اي ان الإنسان هو إبن بيئته التي يترعرع وينشأ فيها، من جهة أخرى يغدو الإنسان منذ نشأته وهو دائم السعي للإندماج مع البيئة التي ولد فيها، واللغة هنا ما هي إلا الآداة الوحيدة للتواصل والإحتكاك مع الغير، فالتطور الإنساني وصل الى الإعتبار اننا نعيش في قرية عالمية التي انفتحت على بعضها البعض وأضحت قرية واحدة، هنا ساعدت اللغة الإنسان في الإنفتاح وفي ترسيخ المعتقدات ودعم الثقافات المغايرة والسعي الى تعلمها واتقانها كلغة ثانية مساعدة في التعبير عن المكنونات الداخلية، فكم من انسان فشل في الإندماج مع شعوب اخرى بسبب عدم تمكنه من التعلم والإكتساب للغات البلد الذي هاجر إليه، او انتقل إليه بهدف العمل او اي هدف آخر، فالتواصل ومعرفة اللغات هو الإنفتاح على الثقافات الأخرى التي تغني بالمعرفة والعلم وإثراء المصطلحات والمفردات والتعابير وغيرها.
يبدو للوهلة الأولى ان التواصل الغير لفظي لا يؤدي الى نتيجة إنما في الواقع ان المشاعر الداخلية تحمل في طياتها العديد من الرسائل الضمنية فالصمت أحيانا له دلالات عميقة وقد يكون يعبر عن مكنونات ومشاعر دفينة، كما وأن تعبيرات الوجه احياناً مع عدم النطق بكلمات وألفاظ لها دلائل وتعبيرات تدفعنا الى فهم الموقف او السلوك المتخذ، فالنظر الى العيون وحركات الجسد والإشارات كل ذلك يتخذ نسب معينة من التواصل ومعرفة سلوك الآخر وموقفه إزاء قضية معينة، اي ان الذكاء والفطنة تساعد الإنسان في التواصل الصحيح والمريح للآخر.
أخيراً يمكن القول ان اللغة العربية هي من اجمل اللغات وينبغي لنا ان نحب لغتنا دون المجاهرة والإعتماد على لغات اخرى للتواصل، فاللغة العربية هي لغتنا الأم وهي التي تمكننا من الفهم ومن الأريحية في التواصل مع الغير.