ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
سابقة عالمية... الصين تطلق مسباراً لجمع عينات من القمر!
سابقة عالمية... الصين تطلق مسباراً لجمع عينات من القمر! ‎السبت 4 05 2024 15:48
سابقة عالمية... الصين تطلق مسباراً لجمع عينات من القمر!

جنوبيات

أطلقت الصين، أمس الجمعة، مسباراً لجمع عينات من الجانب البعيد من القمر، وهو الأول من نوعه على مستوى العالم حيث تواصل بكين تقدمها في برنامج طموح يهدف إلى إرسال بعثة فضائية مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030.
أطلقت صاروخاً يحمل مسبار "Chang'e-6" القمري من مركز إطلاق الفضاء في ونتشانغ في مقاطعة هاينان جنوب الصين قبل الساعة 5:30 مساءً، بحسب ما قاله الصحافيون في الموقع.
قالوا: "إن الأمطار الغزيرة غمرت الموقع بضع دقائق فقط قبل بدء الإطلاق، حيث تجمع مئات المتفرجين القريبين لرؤية أحدث تقدم في برنامج الفضاء الصيني الذي يمتد لعقود".
حذرت واشنطن من أن البرنامج يُستخدم لإخفاء أهداف عسكرية وجهود لتحقيق السيطرة في الفضاء.
تستهدف "Chang'e-6" جمع نحو كيلوغرامين من العينات القمرية من الجانب البعيد من القمر وجلبها إلى الأرض للتحليل.
رحبت وكالة الأنباء الرسمية الصينية "شينخوا" بها كـ"أول محاولة من هذا النوع في تاريخ استكشاف القمر".
هذه مهمة معقدة تقنياً تستمر لمدة 53 يوماً، حيث سيحاول الإطلاق لأول مرة من الجانب الذي يواجه بعيداً عن الأرض.
قال نائب مصمم البعثة "Chang'e-6" وانغ كيونغ، لوكالة "شينخوا": "تعاني البعثة بأكملها من تحديات عديدة، حيث يترابط كل خطوة ويثير القلق".
من المقرر أن يهبط المسبار في حوض "Aitken" في القمر، وهو واحد من أكبر الحفر التي تُعرف في النظام الشمسي.
عندما يصل هناك، سيجمع التربة والصخور القمرية، ويُجري تجارب أخرى في منطقة الهبوط.
ثم يجب عليه أن يقلع من سطح القمر ويعيد خطواته إلى الوطن.
تم وضع خطط لـ"حلم الفضاء" الصيني في أسرع وقت تحت رئاسة الرئيس الصيني شي جينبينغ.
قامت بكين بتخصيص موارد ضخمة لبرنامجها الفضائي على مدى العقد الماضي، بهدف تحقيق مجموعة من المهام الطموحة في محاولة لتقليص الفجوة مع القوتين الفضائيتين التقليدية - الولايات المتحدة وروسيا.
حققت الصين عدة إنجازات بارزة، بما في ذلك بناء محطة فضاء تسمى "تيانغونغ" أو "القصر الإلهي"، إلى التي أرسلت طاقم جديد من ثلاثة رواد فضاء الشهر الماضي.
هبطت بكين روبوتات تجوب الكواكب على المريخ والقمر وجعلت الصين ثالث دولة تضع بشكل مستقل بشراً في مدار الأرض.
تهدف الصين إلى إرسال بعثة مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030 وتخطط لبناء قاعدة على سطح القمر.
تخطط الولايات المتحدة أيضاً لنقل رواد الفضاء إلى القمر من جديد بحلول عام 2026 من خلال مهمتها "آرتيميس 3".
أثار تقدم برنامج الفضاء الصيني بسرعة أجراس الإنذار في واشنطن، حيث حذر رئيس وكالة الفضاء الأميركية الشهر الماضي من أن الولايات المتحدة الآن في "سباق" مع بكين.
قال مدير وكالة الفضاء الأميركية بيل نيلسون لأعضاء الكونغرس: "نحن نعتقد أن الكثير من ما يُسمى ببرنامج الفضاء المدني لهم هو برنامج عسكري". 
"Chang'e-6" هو أول من ثلاث مهام شديدة التحدي المخططة من قبل الصين إلى القمر خلال هذا العقد.
"Chang'e-7"، خليفتها، ستفتش في قطب الجنوب من القمر عن الماء بينما ستحاول "Chang'e-8" تأسيس القدرة التقنية على بناء القاعدة المخططة، المعروفة باسم المحطة الدولية للبحوث القمرية، وقالت بكين: "إنه سيتم الانتهاء من نموذج أساسي بحلول عام 2030".
يقول العلماء: "إن الجانب الداكن من القمر -المُسمى كذلك لأنه غير مرئي من الأرض، وليس لأنه لا يتلقى أشعة الشمس أبداً- يحمل وعوداً كبيرة للأبحاث لأن حفره أقل تغطيتها بالتدفقات الحممية القديمة من الجانب القريب"، وقد يعني ذلك أنه من الممكن جمع المواد التي تسلط الضوء على كيفية تكون القمر في الأصل.
قال نائب مدير مركز استكشاف القمر والهندسة الفضائية في الصين جي بينغ: "ستكون العينات التي سيتم جمعها بواسطة "Chang'e-6" عمراً جيولوجياً يبلغ حوالى 4 مليار سنة"، وأن "جمع العينات القمرية من مناطق مختلفة وأعمار جيولوجية مختلفة، وإجراء التجارب له قيمة وأهمية كبيرة بالنسبة للبشرية".

المصدر : THE JAPAN TIMES