بأقلامهم >بأقلامهم
المشاكل الإجتماعية...
المشاكل الإجتماعية... ‎الأربعاء 8 05 2024 17:11 د.هبة المل أيوب
المشاكل الإجتماعية...

جنوبيات

إذا أردنا الحكم في قضية اجتماعية ما، لا يمكننا الحكم دون الإحاطة بكافة الجوانب والأحداث التي رافقت هذه القضية، قد نغفل عن وقائع مهمة وقد نخطئ كذلك، وقد يرافقنا التوفيق احياناً، ففي كل الأحكام يراودنا شعور بالحرص والإنتباه، لكن السؤال من يحاسب من؟ من يدين من؟ من ذا الذي يعطي المشاكل الإجتماعية حقها في الدراسة والمعالجة؟ هل التجرد من الإنسانية هو الذي يؤدي الى وقوع مشاكل إجتماعية؟ أم ان المجتمع والبيئة هي التي تفرز هذه المشاكل؟ متى يتحول الإنسان الى حيوان ناطق ويقدم على القيام بأعمال تخالف الأخلاق والدين والعرف والقيم والمبادئ الإنسانية؟ هل اصبحنا في زمن الخوف على انفسنا من انفسنا؟  
يعيش العالم حالة من عدم الأمان الإجتماعي، حالة من الضياع الأخلاقي، والمساعد الأكبر يكمن في الرواج لوسيلة من وسائل التواصل الإجتماعي "التيك توك"، كلنا علم بالفضيحة التي شاعت مؤخراً والتي ذهب ضحيتها اطفالاً كل ذنبهم انهم وثقوا بأشخاص هم غير أهل للثقة، هم ليسوا بأناس أسوياء بل نزعوا عن وجوههم النزعة الإنسانية ومضوا كبهائم وأنعام  بكل وحشية وبكل بهيمية، وهم بهذه الأعمال المشينة أحدثوا رعباً في قلوب الناس، حيث بات الخوف سيد الموقف، انهم اوقعوا المشاكل والفوضى والألم والمعاناة. والسؤال هنا هل عدم الخوف من العقاب هو الذي دفعهم لإرتكاب هذه الأعمال اللاأخلاقية؟ أم ان النقص في الأنفس والعقول المريضة والتجرّد من حسّ المسؤولية هي التي استساغت الأمر دون ندم او دون تفكير مسبق، اي غاب التفكير في  عقاب السماء لهم اي الأهم هو غضب الرب منهم وابعادهم عن الرحمة.  
يبدو ان الحياة لم تعد سهلة ومسألة بسط الأمن ونشر الحماية باتت مسألة تحيط بها العديد من المخاطر، فالجريمة باتت سهلة الوقوع عند اهل الإجرام، والإقدام على اعمال تخالف الأخلاق باتت لا تكلف الكثير من التفكير، ولا تكلف العديد من الحسابات، فالعقل المستنير والأفق الواسع  هم الذين يرسمون مستقبل اي انسان، في الواقع لم يخلق  الله المجرم مجرماً بل إنما اي انسان على الأرض يقوم  بتعطيل وظائف  العقل  فإنه حتماً سيعيش صديقاً للشيطان وسيعيش في ظلامية الذنوب المرتكبة  والأعمال الشريرة.  
أخيراً يبدو ان الوضع أشبه ببهيمية معلنة مغطاة بهيئة كائن فرد يعيش في مجتمع بشري، فمحاربة الشر لا يكمن سوى بنشر الخيروالنور والأخلاق، فالطريق لذلك لا يتطلب سوى  توظيف للعقل البشري بأمورفطرية تعود بنا الى طبيعة الإنسان الخير، الذي يجاهد نفسه في سبيل النور الإلهي المساعد له  لنشر الخير ومحاربة  الشر وبالتالي القضاء على المجرمين والظلاميين.

المصدر : جنوبيات